أثار إلغاء مقاول لعدد من عبارات تصريف مياه السيول وعدم تهيئته لأخرى مخاوف أهالي عسفان من تحول أحيائهم إلى مستنقعات، ومساكنهم إلى برك مياه، وأكدوا أن مئات المحال والمساكن سيطالها الضرر جراء سد وردم القنوات المنشأة منذ 50 عامًا. وذكر الأهالي أن 16 قناة تصريف ألغى المقاول البعض منها رغم عدم وجود أي منفذ للمياه سواها، لافتين إلى إهماله لإعادة تأهيل بقية القنوات، وأشاروا إلى اكتفائه بخنادق الطوب البدائية التي بناها أصحاب المحلات واستاؤوا من ضعف الرقابة من الجهة المعنية، وطالبوا أمانة العاصمة المقدسة بتدارك الوضع وتصحيح الخطأ وحملوا المسؤولين والمشرفين تحمل تبعات ما قد يحدث من ضرر وخطر. «المدينة» وقفت على المواقع والتقت بالمواطنين، ويقول أبو عبدالله أبو محمد: في الوقت الذي نشاهد فيه المآسي والكوارث والغرق والدمار الذي طال المناطق التي سدت فيها معابر السيول نفاجئ بالمقاول المنفذ لتوسعة وازدواجية الشارع العام بعسفان يسد أهم قنوات التصريف ويجعلها جزءا من رادمية الطريق التي يزيد ارتفاعها عن المتر والنصف، وإذا سمحت له الأمانة بتجاوزه هذا سيحجز كميات ضخمة من مياه السيول ويمنعها من التدفق مع مجاريها الطبيعية، وبالتالي تكون مستنقعا كبيرا تطغى مياهه الراكدة الأحياء السكنية ويعمل على حدوث كارثة، وطالب إدارة مشاريع درء أخطار السيول بالعاصمة المقدسة بالوقوف على العبارات (المواسير) المسدودة وتصحيح خطأ المقاول ووقف لتحقيق الصالح العام. وأضاف عبدالله أبو عابد أن أصحاب المحلات التجارية أدركوا أهمية هذه العبارات وقاموا ببناء خنادق من الطوب مرروها تحت أراضيهم ونجحت في استقطاب مياه السيول حتى مصبها الطبيعي، ولا زالت تعمل بكفاءة إلا أن توسعة الطريق الحالية تستوجب إعادة تأهيل الجزء الذي تعبر من أعلاه الشاحنات، ونأمل من الجهة المعنية إلزام المقاول بإعادة تأهيل العبارات وفتح المسدود منها، والمقاول أخذ بالردم والترصيص استعدادا للتعبيد والترصيف أعلى تلك الخنادق دون إزالتها واستبدالها بقنوات أنبوبية (مواسير) لضمان عدم انعدامها وسقوطها، ونرجو من أمانة العاصمة المقدسة تدارك الموقف وتكليف المقاول بإعادة تأهيل قنوات التصريف بما يحقق الهدف من إنشائها. وتحدث محمد عبدالله عن أهمية 12 قناة لتصريف السيول في الجزء الشمالي من الشارع الرئيسي كونها تسهم في تصريف مياه السيول القادمة من المزارع وتحفظ الطريق من جرفها وهي الأخرى طالتها يد الإهمال واعترض طريقها عوائق يجب البحث عن منافذها من الناحية الغربية، خصوصًا وأن هذه العبارات لها أهمية كبيرة في تحفيف ضغط المياه على الحي. وقال عبدالرحمن عبدالله: إن قنوات تصريف مياه جبال عسفان الشرقية أنشئت بناء على دراسات منذ 1382 وظلت تعمل على التصريف حتى العام الماضي وسدها أو إلغاء البعض منها سيعمل على طغيان مياه السيول على الشارع العام وجرفه وتخريبه، و نرجو من أمانة العاصمة المقدسة السعي نحو إيجاد قنوات ومصدات جديدة. ومن جانبه أوضح رئيس بلدية عسفان المهندس عبدالماجد الشيخ أن مواصير (عبارات) تصريف المياه بالشارع العام ستظل تؤدي وظيفتها ولن يسمح بإقفالها وإن طرأ عليها تغيير في طريقة استقطابها للمياه، فيما أكد رئيس المجلس البلدي أن المجلس سيقف على مواقع العبارات ميدانيًا وسيبدي رأيه حيالها، لافتًا إلى أهمية إبقاء وتطوير وإعادة تأهيل القنوات لتحقيق سلامة الأهالي ودرء أخطار السيول عنهم.