تواصل أسعار الاعلاف ارتفاعها إذ وصلت الى 30 ريالا للربطة الواحدة والتي تزن 17 كم بعدما كان سعر بيعها يتراوح بين 22 و23 ريالا في وقت سابق، واشتكى أصحاب مواشي من ارتفاع الاعلاف وهو ارتفاع لا مبرر له -حسب وصفهم- مشيرين بأصابع الاتهام إلى بعض التجار، الذين برروا بدورهم السبب في زيادة السعر إلى نقص المحصول. وقال المربون واصحاب المواشي في الباحة: ان ارتفاع اسعار الاعلاف والبرسيم وموسم الشتاء ساهم بشكل في زيادة اسعار المواشي واستغرب اصحاب المواشي من هذا الارتفاع وهو انتاج محلي وليس مستوردًا. وقال سعيد الغامدي «مربي مواشي» ان ارتفاع الاعلاف مبالغ فيه وكنا نأمل تراجع اسعار الاعلاف الا ان بعض التجار يواصلون زيادة السعر بحجة العرض والطلب، متمنيا ممن يهمهم حماية المستهلك حماية المواطن من مثل هذه التصرفات. من جهته يحذر صالح الزهراني «مستهلك» من الارتفاع المبالغ فيه بالاسعار، مشيرا إلى ان تلك الاسعار ستسهم في مواصلة ارتفاع اسعار المواشي. وتجاوزت أرقام أسعار الأعلاف التوقعات، حتى اضطر الكثير من المربين إلى بيع ما لديهم من مواشي لخفض الخسارة التي يتعرضون لصعوبة توفير الأعلاف للماشية. وقال أحد موردي الأعلاف إلى المنطقة نقوم بشراء الاعلاف من وادي الدواسر (على بعد 1000كم عن الباحة) بسعر 26 ريالا، ومن ثم تباع بسعر 30 ريالا. ويؤكد تاجر الماشية بسوق الباحة سالم الغامدي أن أسعار الماشية لم ترتفع بسبب بعض التجار، بل بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، إذ ارتفع سعر العلف من 23 ريالا إلى 30، وهي زيادة مستمرة ولا تهدأ، واضاف: نأمل مراقبة الأسواق ومتابعتها من قبل الجهات المعنية عن الأسعار واعادة الأسعار إلى ما كانت عليه، إذ لا توجد مسببات لتلك الزيادة. وأكد محمد علي «بائع أعلاف» أن أسعار الأعلاف أصبحت مرتفعة بسبب كثرة الطلب وقلة العرض، وان مواردها أصبحت شحيحة، حيث نجلب الأعلاف من وادي الدواسر وبعض المناطق والتي تشتكي من شح وندرة. وكذلك قلة الامطار أما صالح الحسني «مربي مواشي» فيقول: لا ندري ما هو السبب في هذه الزيادة للأعلاف، والتي أدت إلى ارتفاع أسعار الماشية؛ مما سوف يؤثر على مجريات حركة البيع والشراء في الأسواق، مشيرًا إلى أن أسعار الأعلاف التي شهدتها الأسواق لم تقتصر على نوع أو صنف، ولكن امتد الارتفاع ليشمل الأصناف كافة، مما ينذر بخسائر كبيرة للتجار وينعكس سلبًا على الأسعار لجميع أنواع اللحوم، كما يهدد بخسائر أخرى سيتعرض لها أصحاب محلات اللحوم. ويقول عبدالعزيز الزهراني لابد من وزارة الزراعة إن توفر الأعلاف بجميع أنواعها لأصحاب المواشي في المنطقة، وذلك لعدم وجود المرعى في الجبال والأودية بسبب قلة الأمطار. أما مبارك الزهراني صاحب مواشي في الباحة فقال إنه يمتلك اعدادا كبيرة من الأغنام وتحتاج إلى البرسيم بكميات كبيرة في اليوم الواحد، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار البرسيم سينعكس على رفع أسعار الذبيحة. من جانبه اوضح أستاذ إنتاج محاصيل الأعلاف بجامعة الملك سعود، الدكتور ناصر بن عبدالرحمن السحيباني من الحلول الممكنة لتلافي مثل هذه الإشكالات دعم مشاريع الإنتاج المحلية للمواشي مع تفعيل لدور الرقيب، والسماح لبعض الشركات الزراعية المحلية العريقة بإنتاج الشعير محليا لحفظ التوازن بين الحاجة الفعلية «الطلب» وانخفاض المستورد منه، وإيجاد مشاريع تخزين للأعلاف في مواسم الرخص «الربيع والصيف» لحين الحاجة لها في مواسم الشتاء، مع تشجيع هذه المشاريع ودعمها.