يعيش مربو الماشية في الباحة حالة من الارتباك بسبب ارتفاع اسعار بيع البرسيم الذي يعد من الوجبات الرئيسة لتغذية مواشيهم، وهو الامر الذي انعكس على اسواق الماشية، لا سيما وان السوق تستعد لعيد الاضحى المبارك، إذ يزداد الاقبال على شراء الاغنام. ويرى مواطنون وتجار أن الزيادة التي وصلت إلى 20في المائة مؤشرة على تجار واصحاب المواشي، لافتين إلى ان البعض منهم بدأ ببيع الكثير مما لديه حتى لا يتحملوا اعباء التربية والتسمين ، وفي النهاية يتحملون خسائر البيع باسعار لا تحقق لهم اقل نسب ربحية من بيع تلك الماشية. وفي الوقت الذي اعتبر فيه المربون ان الازمة سيببها العرض والطلب، اشار رئيس اللجنة الزراعية بغرفة الباحة ظافر الزلفان باصابع الاتهام إلى بعض العمالة الوافدة، وحملها مسؤولية الفجوة بين العرض والطلب ، وهو ما رفع اسعار بيع البرسيم إلى 24 ريالا للحزمة الواحدة التي تزن حوالى 17 كيلو. تأثر اسعار اللحوم ويقول يحيى الغامدي « مربي مواشي «: لا ندري ما هو السبب في هذه الزيادة المخيفة للبرسيم والتي أدت إلى ارتفاع أسعار الماشية؛ مما سوف يؤثر على مجريات حركة البيع والشراء في الأسواق، مشيرًا إلى أن أسعار البرسيم التي شهدتها الأسواق لم تقتصر على نوع أو صنف من الأعلاف، ولكن امتد الارتفاع ليشمل كافة الأصناف، مما ينذر بخسائر كبيرة للتجار وينعكس سلبًا على الأسعار لكافة أنواع اللحوم، كما يهدد بخسائر أخرى سيتعرض لها أصحاب محلات اللحوم. وأرجع صالح الزهراني «موزع شعير « في الباحة السبب في ارتفاع سعر البرسيم إلى زيادة السعر من المنبع « مواقع التوريد». حيث نشتري الحزمة ب19 ريالا ونبيعها ب20 ريالا ومكسبنا ريال او ريالين في كل حزمة. اما علي غرم الزهراني « صاحب مواشي « فيقول : إننا نواجه أزمة في البرسيم بعد أن تجاوز السعر المطلوب، فبعد أن كانت تباع بسعر ما بين 18 ريالًا و19 ريالًا تجاوزت الآن 24 ريالا ، وهذا الارتفاع ليس مبررا، مؤكدًا أن استمرار هذه الارتفاعات سيؤدي إلى نتائج وخيمة على أسواق الماشية، ومطالبًا بإيجاد الحلول لهذه المشكلة. ويقول المواطن علي البيضاني « تاجر مواشي «: لقد تجاوزت أرقام أسعار البرسيم التوقعات، حتى اضطر الكثير منهم لبيع ما يملك لخفض الخسارة التي تعرض لها من خلال صرف مبالغ ضخمة على تربية الماشية، بعد بقائها فترة من الزمن عنده، ونتمنى عودة أسعار البرسيم لسابق عهدها قبل أشهر؛ لينعكس ذلك على أسعار الماشية وحراك أسواق الماشية ومن ثم ينعكس على المواطن واستهلاكه للحوم، لا سيما ونحن مقبلون على موسم عيد الاضحى، والذي يقبل فيه المسلمون على الشراء. الاعلاف مكلفة ويؤكد تاجر الماشية بسوق الباحة يدعى سعيد الغامدي: أن أسعار الماشية لم ترتفع بسبب التجار، بل بسبب ارتفاع الاسعارالاعلاف بشكل عام والبرسيم على وجه التحديد ، فالاخير تدرج هذه الأيام حتى وصل سعره إلى 24 ريالًا؛ مما يعني أنها تعدت أسعارها ضعف ما كانت عليه، ونأمل مراقبة الأسواق ومتابعتها من قبل المسؤولين عن الأسعار وعودة الأسعار القديمة لينعكس ذلك على المستهلك. أما سعيد العمري «بائع مواشي « فيقول: لقد اضطر العديد من تجار الماشية لبيع ما يملك لخفض الخسارة التي تعرض لها مع الارتفاع الهائل. محمد الرفاعي «تاجر مواشي « يقول : أسعار البرسيم ليست ثابتة ولا يتم مراقبتها، فيتم رفع الأسعار وبيعها بالسعر الذي يتناسب مع تجار البرسيم في ظل الإقبال الكبير من مربي الإبل والماشية على الشراء بأي سعر بسبب حاجتهم الماسة والضرورية في تغذية مواشيهم والعناية بها حيث أصبح مربو الماشية ينفق مبالغ مالية كبيرة لشراء مجموعة بسيطة من البرسيم في ظل قلة دخله حيث لا يستمر إلا لفترة بسيطة، مطالباً بتكثيف الرقابة على بيعها في المحافظات لحماية المواطنين من جشع وطمع بعض التجار. ويقول محمد نذير احد باعة البرسيم أن أسعار البرسيم مرتفعة بسبب كثرة الطلب وقلة العرض، وان مواردها أصبحت شحيحة، حيث نجلب البرسيم من وادي الدواسر وبعض المناطق والتي تشتكي من شح وندرة. حيث انها تباع هناك باسعار مرتفعة بعض الوافدة من جهته اتهم رئيس اللجنة الزراعية بغرفة الباحة ظافر الزلفان، العمالة التي تقوم بزراعة البرسيم بوادي الدواسر بأنها السبب وراء تلك الزيادة، مشيرا إلى انها تتعمد تقليل الكميات المطروحة في الاسواق حتى ترتفع الاسعار. وأضاف الزلفان ل»المدينة» : ان الكميات التي تطرح في السوق لا تتناسب مع حجم الطلب، وهو امر من الواضح انه متعمد، إذ ان هناك كميات كبيرة من مساحات الاراضي المزروعة يمكن ان تكفي ارتفاع الطلب .