تسابق عدد من نزلاء نموذجية الايتام بجدة لتقديم شكاواهم ل «المدينة» خلال جولتها الميدانية التى قامت بها مؤخرا، مؤكدين أن غرف الدار ضيقة والأروقة والممرات ملأى بالأوساخ والحشرات، كما أن تمديدات الكهرباء مكشوفة مما يهدد الطلاب بالموت وقالوا ان مجهوداتهم الشخصية لم تعد كافية لرفع النفايات والارتقاء بنظافة الدار في ظل غياب متعهد النظافة الثابت، كما أن الاثاث المتهالك لا يفي بالغرض علاوة على الابواب والشبابيك منزوعة حتى وصل الحال الى أن تكون دورة المياه دون باب يستر من يقضي حاجته. 300 ريال فقط شهريًا واكمل الشاكون لا نتقاضى طيلة الشهر سوى 300 ريال فقط، لا تكاد تكفي للإفطار كما لا توجد شركة متعهدة لتوفير الوجبات الغذائية لنا مما يضطر الشؤون الاجتماعية لدمجنا في الطعام مع نزلاء دار الملاحظة للأحداث أصحاب القضايا. وعبر المتحدثون عن تذمرهم وإرهاقهم النفسي من خلو الدار من المرافق الترفيهية كأي من المؤسسات المعنية برعاية الأيتام وذوي الاحتياجات بالمملكة، خصوصا في ظل اهتمام الدولة بهذه الفئات، مشيرين الى خلو الدار من الملعب الرياضي وكذلك الصالات والمسارح للأنشطة الثقافية، وأنهم ليس لديهم سوى كرة مهترئة يلعبون بها إما في الشارع العام بالقرب من المؤسسة أو في مواقف سيارات المشرفين، أو يكتفون بالجلوس مساء كل يوم أمام الدار لتبادل الأحاديث، لا سيما أن برامج الرحلات الخارجية بالدار تكاد تكون مقصورة على الأعياد، وغالبا ما تستهدف ذات الأماكن نحو كورنيش جدة. الرعاية الطبية وشكا النزلاء من سوء الرعاية الطبية خصوصا أن الدار لا يوجد بها سوى عيادة متواضعة لتلافي الأخطار الطارئة، وأخذ موعد لهم بأحد المستشفيات الحكومية التي تخضعهم للانتظار وتدرجهم ضمن مواعيدها الطويلة، مطالبين بتأمين طبي لهم يضمن علاجهم ورعايتهم طبيا في كبرى المستشفيات كما وعدتهم الوزارة من قبل. الديون تكبلنا واكمل الطلاب انهم مديونون نتيجة تأخر مصروفهم الشهري بشكل مستمر، حيث ذكر أحدهم أنه لم يتقاض مصروفه الشهري لثلاث سنوات في وقت سابق، وكان يعيش على «السلف» من المشرفين الاجتماعيين وغيرهم، وقال (يحدث ذلك رغم مطالبتنا ومخاطبتنا لمسؤولي الشؤون الاجتماعية الذين يعاملوننا بنظام رسمي ويعدوننا بالانتظار، مرددين «الصبر مفتاح الفرج». وفي ذات السياق أبدى الطلاب عدم رضاهم من الإجراءات المعقدة بالشؤون الاجتماعية في عملية نقل وتدوير الطلاب على الدور الاجتماعية، بحيث لا يتعاملون مع الطالب وفقًا لنفسيته، وهو ما يضطر البعض للهروب والتنقل والنوم في الأماكن العامة مستشهدين بعدد من الحالات.