دار ملاحظة يحتاج لملاحظة ورعاية، مبنى متهالك، وتردي العناية بالصحة والنظافة تسبب في انتشار الجرب بين 11 نزيلا، ذاك حال نزلاء دار الملاحظة الاجتماعية في جازان الذين ناشدوا بأن ينظر في وضعهم وفي الحال الذي آلوا إليه. ويذكر نزيل فضل عدم ذكر اسمه -وذاك حال جميع من تحدثوا ل«عكاظ»- أن الأمراض تنتشر بصورة كبيرة بين النزلاء خاصة الأمراض الجلدية التي يأتي في مقدمتها مرض الجرب الذي يعاني منه قرابة 11 نزيلا بسبب كثرة الحشرات مثل «الكتال» وغيرها من الحشرات السامة والناقلة للأمراض إضافة إلى فطر العفن الذي ينتشر بصور كبيرة في الدار وتسربات مياه الصرف إلى داخل الغرف والمهاجع وداخل المطبخ ما أوجد بيئة لتكاثر الفطريات في ظل انعدام الوسائل الصحية من تعقيم المكان بالمطهرات الغائبة تماما عن المبنى. ويتحدث عن التغذية نزيل آخر طالبا عدم ذكر اسمه انهم يعانون من سوء الوجبات المقدمة لهم حيث تتسم وجبات اللحم والدجاج المقدمة لهم بالتعفن لعدم طهوها جيدا واكتشاف عدد من الحشرات أثناء تقديمها بسبب سوء حال المطبخ التي تكثر فيه الفئران والحشرات. وأضاف أن النزلاء يقاسون الأمرين من توقف الوجبات لمدة تصل لثلاثة أيام بسبب توقف العمال عن العمل نتيجة تأخير صرف مرتباتهم ما يدفعهم لشراء الوجبات الغذائية من الخارج. وكشف النزيل عن أن عدد الطباخين ثلاثة في الدار وهم يعملون في مجال النظافة وليست لديهم شهادة في الطبخ حسب اعتراف احدهم. ونوه نزيل آخر إلى أن الملابس المخصصة لنزلاء الدار تعاني القدم والتمزق إذ إن الملابس التي يتم توزيعها مقاساتها غير مناسبة حيث تجد الثوب الواحد يلبسه أكثر من شخص ما تسبب في انتشار الأمراض الجلدية بصورة كبيرة. وأضاف أن عددا كبيرا من الطلاب يذهبون إلى المقاعد الدراسية وهم يلبسون «الروب» أو الملابس الرياضية نتيجة عدم توفر ثياب خاصة للدراسة، ما يضطر بعضهم لارتداء ثياب غير مقاساتهم في مشهد غير مناسب بطالب يذهب لتلقي العلم. ويتحدث نزيل آخر عن معاناة عدد من النزلاء البالغ عددهم قرابة 70 نزيلا عن عدم توفر الأسرة والبطانيات إذ ينامون على الأرض وسط لسعات الحشرات إضافة إلى الروائح الكريهة المنبعثة من اللحف بسبب قدمها وعدم غسلها الأمر الذي دفع الكثيرين لطلب لحف وفرش للنوم من خارج الدار حيث وفرتها الأسر لأبنائها النزلاء. النزيل (س. م) تحدث عن حال الحمامات في الدار حيث يذكر أنها تعاني من الإهمال والتكسر حتى أصبحت مكشوفة وتنعدم فيها الخصوصية فضلا عن الروائح المزعجة التي تبعثها وتسربات مياه الصرف من المواسير المتهالكة إلى داخل الغرف والممرات المجاورة ما زاد من الحالة النفسية السيئة لدى النزلاء الذين طالبوا الإدارة بالنظر في الوضع إلا أنه «لا حياة لمن تنادي»، على حد تعبيره. وتطرق نزيل إلى سوء الحالة الطبية في الدار قائلا: لا يوجد طبيب مختص بالكشف على النزلاء إذ لا يوجد سوى ممرض يحضر اليهم في الأسبوع مرتين وفي حال ساءت حالة أحد النزلاء المرضية يتم نقله إلى المستشفى. وشكا نزيل آخر من ازدياد نشاط تهريب الممنوعات مثل الحبوب المنشطة والشمة عن طريق العمال الذين يعملون في الدار حيث يقومون ببيع تلك المهربات على النزلاء وبأسعار كبيرة وجميعهم من جنسيات آسيوية إذ تم القبض على عدد من تلك العمالة الوافدة وبحوزتها الممنوعات من قبل الجهات الأمنية. ويتحدث عدد من النزلاء عن العزل الانفرادي الذي يقع داخل الدار والذي يخصص للحالات التي تصاب بمرض الجرب أو غيره من الأمراض المعدية، إذ تنعدم فيه مقومات الحياة حيث تنتشر فيه الحشرات والروائح الكريهة إضافة إلى تسربات مياه الصرف الصحي وخلوه من التكييف وسرر النوم ومنع فتح النوافذ به حتى اصبح واقعه النفسي أشد وقعا على المريض من الألم الجسدي. وكشف نزلاء عن أن إدارة الدار تعاقب عددا من النزلاء الأصحاء في ذلك العزل بقصد تأديبهم ما تسبب في نقل عدد من الأمراض اليهم، مضيفين أن بعض النزلاء يحظون بمعاملة خاصة في كل شيء ما يؤكد توفر الإمكانات. ويقول عبدالله دغريري (أحد العاملين في الدار سابقا-حارس أمن) «عند مطالبتي بمساواتي مع زملائي الآخرين الذين يعملون ست ساعات وينصرفون فصلت تعسفيا». «عكاظ» نقلت القضية للمشرف على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بجازان الدكتور احمد البهكلي الذي بدوره أكد أن الهيئة زارت الدار واتضح للهيئة أن الوضع سيئ للغاية بدءا من المبنى المتهالك وصولا إلى سوء الحال في الداخل. وأضاف: تبين للهيئة سوء أثاث غرف النوم وتهالكه، منتقدا مكان العزل الذي يعاني من الإهمال ويختلط فيه النزيل المصاب بمرض يعاني منه بالفرد السليم، وغياب النظافة في معظم أرجاء المبنى. وأبان أن عددا من العمال في الدار لا يحملون الإقامة النظامية، إضافة لسوء التغذية والملابس وغياب الرعاية الصحية. فيما علل مدير دار الملاحظة الاجتماعية بجازان حسن صوان أسباب تردي الخدمات بأن المبنى مستأجر، مضيفا «يوجد عدد يفوق ال60 نزيلا يوجد عدد منهم من جنسيات مختلفة»، وعن حال المبنى قال: المبنى مستأجر والمعروف أن المستأجرة غير مرضية لخدمة النزلاء إذ إن الخدمات التي تتوفر للنزلاء حسب الإمكانيات، نافيا وجود حالات لمرض الجرب بين النزلاء.