في محادثات هاتفية .. عبر عدد من الطلبة السعوديين المبتعثين في عدد من الجامعات الأمريكية الواقعة في ولاية أوهايو عن بالغ حزنهم على رحيل المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز صباح يوم السبت الماضي، فمنذ إعلان خبر وفاته رحمه الله وهم يعيشون حالة من الفراغ الأبوي، فقد كان لهم أباً عطوفاً ورحيماً، ولطالما كان يوليهم حنانه وكرمه، فلن ينسوا العطاء الممتد الذي كان يسبغ عليهم من يد سلطان الخير عندما يلجؤون إليه في طلب المساعدة والعون .. « اليوم « رصدت مشاعر بعض الطلاب المبتعثين في هذه المادة .. شملنا بكرمه وعطفه عبدالله الحليمي ماجستير إدارة مشاريع جامعة بولنج جرين بولاية أوهايو، يقول:» لقد خيم الحزن على كل الطلاب المبتعثين بعد سماع خبر رحيل الأمير سلطان رحمه الله عن هذه الدنيا، فقد نزل علينا المصاب الجلل كصاعقة، ففقدان هذا الرجل العظيم والمتواضع في سخائه وكرمه ومواقفه تجاه أبنائه من الطلبة السعوديين الذين يدرسون في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولهذا فإن فقدانه، يعتبر خسارة كبيرة ليس على أفراد الشعب السعودي فحسب، وإنما على الأمة العربية بأسرها، فالأمير سلطان رحمه الله إنسان ذو صفات حميدة، وخيره ودعمه عم كل شباب هذا الوطن، حتى العرب الذين يعيشون في أمريكا شملهم كرمه وعطفه، فأعزي بهذا المصاب الجلل العائلة الكريمة والقيادة الرشيدة الحكيمة على رحيل سلطان الخير». سباقا للخير أما الطالب عبدالمحسن الجريدان ماجستير هندسة نظم التصنيع، جامعة ما تشجن بولاية ما تشجن فيقول :» الصفات الإنسانية التي يتصف بها الأمير سلطان رحمه الله قد لا تجدها في شخص آخر، والدليل المواقف النبيلة من سموه رحمه الله تجاه أبنائه الطلبة المبتعثين والتي جعلت الكثير من الطلبة غير السعوديين الذين يدرسون في الولاياتالمتحدةالأمريكية يشعرون بالغبطة تجاهنا»، ويضيف الجريدان:» ولعلها غيض من فيض تلك المبادرة الكريمة التي غمرتنا هي عندما أمر رحمه الله بصرف مكافأة مالية تصل نحو « 3 آلاف دولار» لكل الطلبة السعوديين الدارسين في الولاياتالمتحدةالأمريكية سواء المبتعثين أو على حسابهم الخاص، وذلك بعد أن تقدم أحد الطلبة بطلب لسموه الكريم شرح فيه بعض ظروفهم التي يمرون فيها، فلم يتوان رحمه الله في تقديم الخير، وأمر سموه بصرف المكافأة وبشكل عاجل، وهكذا تجد سلطان رحمه الله دائما سباقا لفعل الخير « يفرح لفعل الخير الطالب المبتعث فهد الخميس بكالوريوس تسويق، يقول:» الأمير سلطان رحمه الله كان بابه مفتوحا لكل السعوديين الذين يعيشون في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فعندما يكون في زيارة إلينا فإنه يفرح عندما يلجأ إليه أي مواطن يطلب العون والمساعدة، حيث تجده يلبي حاجته طالباً في ذلك مرضاة الله، وكان دائماً حريصا على الطلبة ممن كان لديه حاجة فليتقدم كي نلبيها له في بادرة إنسانية من هذا الرجل، فبرحيله عن هذه الدنيا .. فإننا فقدنا رمزا من رموز هذه الدولة الشامخة، والذي يعتبر رجل الدولة من الطراز الأول وقائدا سياسيا محنكا سواء بفكرة في القيادة أو الإدارة، كما كان ذا نظرة ثاقبة وصائبة عندما يتخذ أي قرار، وكل هذه الصفات يسخرها في خدمة ورفعة هذه الوطن والمواطن، بجانب أعماله الإنسانية التي ستبقى خالدة لسنوات طويلة في أذهان الناس، فأسأل الله العلي العظيم أن يتغمد روحه الطاهرة بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جناته وأن يلهم الشعب السعودي الصبر والسلوان « إسهاماته عظيمة وفي السياق يقول الطالب خالد الجاهلي، ماجستير إدارة شبكات، جامعة فرجينا، بولاية أوهايو :» لقد خيم الحزن على كل المبتعثين السعوديين بعد سماعهم خبر وفاة سلطان الخير، لأنهم فقدوا أباً كان يعطف بحنانه وكرمه عليهم، فالمبادرات التي كان يقدمها الأمير سلطان عندما يكون في زيارة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت تغمرنا جميعاً، مما جعلت الكثير من العرب والأجانب يتمنون أن يكون لديهم شخصية كريمة مثل شخصية الأمير الراحل، ولذا فإنه من الواجب علينا كمواطنين أن نعزي أنفسنا بهذا المصاب الجلل الذي أصابنا بفقدان ورحيل سلطان الخير»، ويضيف الجاهلي :» كانت لسموه الكريم إسهامات عظيمة في تأسيس العديد من أعمال الخير سواء داخل المملكة أو خارجها، ولهذا أطلق عليه لقب سلطان الخير لكثرة الأعمال الخيرية التي كان يقدمها لكافة فئات المجتمع، بالإضافة إلى المساعدات العينية والنقدية التي كانت تقدم للناس عندما يلجؤون إليه سواء من حيث المكافأة المالية، أو غيرها». أبكى عيوننا وهذا الطالب محمد الحليمي ، بكالوريوس هندسة كهربائية، جامعة رايت ستيد، ولاية أوهايو، يقول :» إن رحيل الأمير سلطان أبكي عيوننا وأدخل الحزن في نفوسنا، فعطاء هذا الرجل وكرمه وسخاؤه لم يقتصر على أبنائه من المواطنين ممن يعيشون داخل هذا الوطن حتى المغتربين منهم، وعطاؤه ومواقفه الإنسانية شملت كل محتاج، وكثيرة هي تلك المواقف الإنسانية التي مازال يتذكرها الناس ممن شملهم كرم وسخاء هذا الأمير خاصة تجاهنا نحن الطلبة المبتعثين، وإن رحيل هذا الشخص إلى الرفيق الأعلى يعني أن الوطن فقد رجلا من رجالاته الأوفياء التي أسمهت إنجازاتها في ترسيخ دعائم أركان هذا الوطن، وفي اعتقادي أن هذه الإنجازات والمشاريع ستظل خالدة في أذهان الأجيال القادمة بإذن الله «.