عبر مدير جامعة المجمعة الدكتور خالد بن سعد المقرن عن حزنه العميق لوفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود معتبراً وفاته خسارة عظيمة للوطن وللأمة بأسرها، ومقدماً تعازيه الحارة باسمه شخصياً وباسم جميع منسوبي الجامعة من وكلاء وعمداء ومديري إدارات وأعضاء هيئة تدريس وموظفين وطلاب وطالبات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وإلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وإلى الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الوفي والأمة العربية والإسلامية. داعياً الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهمنا جميعاً الصبر والسلوان. وقال إن سلطان كان من القادة القلائل الذين حازوا من الخلال والسجايا ما يندر أن تجتمع في رجل واحد فقد كان رحمه الله مثالاً حياً للتواضع الجم، والسماحة، والكرم، وحسن الخلق، والبشاشة، فإنه ورغم عظم مسؤولياته وكثرة مشاغله لم تكن الابتسامة تفارق محياه كما كان رحمه الله دائم التلمس لفرص العطاء ومناسبات الخير. فرسْمُ البسمة على وجوه الآخرين من الأمور المحببة إلى نفسه الطيبة الخيرة، ومواقفه الإنسانية لا ولن تنسى فقد ارتبط اسمه بالجود والكرم والعطاء فما كان ليبخل على أي مواطن في شأن من شؤون الحياة صغيراً كان أم كبيراً، رجلاً كان أم امرأة فكان رحمه الله مقصد الطالبين، وعون المحتاجين. لذا حظي بمحبة الناس له، ولا عجب فقد كان حاضراً في القلوب بأعماله الجليلة، ومبادراته الخيرة، فأسس منهجاً للبذل والعطاء والتنافس في أعمال الخير وإعانة ذوي الحاجات، وهو عمل جليل ستتوارثه الأجيال، وسيقتفي أثره أصحاب النفوس العظيمة، ولعل (مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية) المؤسسة الخيرية الشاملة، تعكس مدى حبه رحمه الله لأعمال الخير، وحرصه على أن يتواصل عمل الخير الذي بدأه، وقد شملت مشاريع المؤسسة مجالات كثيرة تخدم جميع الفئات وامتدت خدماتها على مستوى المملكة والعالم العربي والإسلامي. فأصبحت مثالاً يحتذى في العمل الخيري على مستوى العالم. لقد كان يرحمه الله يحظى بعلاقات طيبة على المستوى العربي والعالمي، وظل مثار احترام وإعجاب كل من كان له شرف معرفته أو التعامل معه. وإن كنا نتحدث عن سلطان الإنسان، فإننا لا نغفل سلطان السياسي المحنك، والقائد الفذ، حيث كان له دور بارز اتسم بالحكمة والحنكة في أصعب الظروف التي مرت بالمنطقة والعالم بأسره وذلك على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والعسكرية، وكان لسموه مقدرة عجيبة على مجابهة الأحداث مهما بلغت من الجسامة والتعقيد، ولا عجب فقد عرك ميادين العمل السياسي والعسكري والاقتصادي منذ الصغر فكان سجله حافلاً بالمواقف المشرفة على المستوى الوطني والعربي والإسلامي، وحتى العالمي. لقد كان الأمير سلطان رحمه الله هامة من هامات الوطن، وضع له بين قادة العالم العظماء بصمة لن تزول، حيث رسخ المفاهيم الإسلامية، والمبادئ الأخلاقية، والقيم الإنسانية فحق لنا، وحق للعالم بأسره أن يفاخر بسلطان. وأضاف د.المقرن الأمير سلطان كان مثالاً للإخلاص والتفاني والتضحية في خدمة دينه ومليكه ووطنه فبذل الغالي والنفيس لرفعة مكانة وطنه عالياً. والحديث عن إنجازات، وصفات الأمير سلطان لا يمكن أن نحصرها في هذه العجالة، ونترك للتاريخ أن يوثقها في أنصع صفحاته. فسيبقى سلطان الأمير والسياسي والقائد والإنسان في ذاكرة الوطن، تتلو سيرته أجيال بعد أجيال، ليبقى ذكره مع القادة الخالدين، فغفر الله له، وأسكنه فسيح جنته، وجزاه عن وطنه وأمته خير الجزاء..