التكدس، مشكلة قديمة جديدة في مكةالمكرمة على مدار العام وفي مواسم الحج والعمرة بصفة خاصة، اذ انه علاوة على طبوغرافية مكةالمكرمة التي فرضت تمركز الكثافة السكانية سابقا في محيط المنطقة المركزية التي تستقبل ملايين المعتمرين والحجاج والزوار على مدار العام، صاحب ذلك حركة تجارية نشطة في المنطقة المركزية جعلت التكدس يخنق الحركة المرورية والطرق المؤدية إليها . وأدى التوسع في المخططات السكنية في نواحي مكةالمكرمة وزيادة المشروعات التوسعية في المسجد الحرام وإغلاق بعض الطرق لتنفيذ تلك المشروعات الى زيادة نسبة التكدس في مكةالمكرمة عامة والمنطقة المركزية خاصة. وبتنوع الآراء تزداد الطروحات للحل، ففي حين يدعو البعض الى تأسيس شبكة قوية للنقل العام والقطارات المعلقة لتخفيف التكاليف المالية، يرى البعض الآخر ضرورة ان تأخذ الحلول العملية بعين الاعتبار الزيادات المستمرة في اعداد الحجاج والمعتمرين سنويا وان تكون الحلول لمدة 50 الى 100 عام على اقل تقدير حتى لايؤدي ذلك الى الهدر المالي. ولعل من الطروحات المثارة في هذا الشأن توسعة المساحات الخالية حول الحرم وتيسير الوصول اليه من جميع الاتجاهات والتوجه الى انشاء ضواحٍ تستوعب الكثير من السكان والزوار. ولعل من الامور التي يجب اخذها بعين الاعتبار التكلفة المالية المرتفعة للغاية رغم ان الدولة لم تقصر في هذا الجانب وكذلك الفترة الزمنية للتنفيذ لاسيما وان غالبية العام بات مواسم متعددة في مكةالمكرمة. المدينة تفتح ملف التكدس لتناقش الآراء المختصة حوله مع المسؤولين والباحثين وذوي الاختصاص في الدراسات المرورية والهندسية وفي هذه الحلقة نستطلع آراء المسؤولين الذين هم في سدة المسؤولية أو من غادر العمل الرسمي وكانت له إسهامات في حل المشكلة من خلال الخطط المختلفة.
الخضيرى : منع دخول السيارات الصغيرة والتوسع بالنقل الترددي يقول الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة إن الازدحام المروري ظاهرة عالمية مشيرا الى ان الاختناقات المرورية التي تشهدها مكةالمكرمة خاصة في المواسم تمت مناقشتها في عدة اجتماعات وتم وضع عدد من الحلول التي من شأنها أن تحقق معالجة ولو وقتية لها. ويتمثل ذلك في منع دخول السيارات الصغيرة إلى المنطقة المركزية وتخصيص مواقف خاصة لسيارات المعتمرين في مداخل مكةالمكرمة مع تزويد هذه المواقف بحافلات لنقل المعتمرين من وإلى الحرم المكي الشريف. واوضح انه عند الحديث عن الاختناقات المرورية يجب الاخذ بعين الاعتبار أننا نتناول منطقة صغيرة يأتي إليها أكثر من ثلاثة ملايين من المعتمرين والمصلين على مدار اليوم خلال شهر رمضان المبارك ونفس العدد في موسم الحج ذي الايام الخمسة او الستة إضافة إلى الأعداد التي تقدم لأداء صلاتي التراويح والتهجد وهذه الأعداد المتزايدة تشكل إضافة على ما هو موجود على مدار العام ولعل الحلول العملية من خلال المشروعات القائمة حاليا وما سينفذ مستقبلا تساهم في حل هذه المشكلة . واعرب عن امله في أن يسهم النقل الترددي الذي تم تطبيقه في العام الماضي في فك هذه الاختناقات مشيرا إلى أنه في حالة اكتمال شبكة الطرق بمكة وخاصة الطرق الدائرية وإنشاء شبكة النقل المختلفة من قطارات وغيرها فإن الوضع سيتغير إلى الأفضل .
البار : تفتيت زحام المركزية وشبكة قطارات لنقل المعتمرين والحجاج قال د. أسامة بن فضل البار أمين العاصمة المقدسة إن مشكلة الازدحام المروري في مكةالمكرمة تخضع لعدد من العوامل أهمها الضغط الكبير على المنطقة المركزية طوال العام وفي موسمي الحج والعمرة بصفة خاصة. واوضح ان ما نشاهده في المنطقة المركزية داخل الدائري الأول ملاحظ ايضا في المناطق التي أصبحت امتدادا لها كالمسفلة ومحبس الجن المرتبطة بالمنطقة المركزية وأحياء الرصيفة وجزء من شارع المنصور من الجهة الجنوبية وكذلك حي العزيزية الذي أصبح امتدادا للمشاعر المقدسة . واشار الى ان هذه المشكلة لها تبعات عدة أهمها التلوث البيئي الذي له أضراره الصحية على مرتادي المنطقة المركزية وجميع الأماكن التي تشهد ازدحاما سواء بشريا او مروريا كما يؤدي الى إعاقة الجهات المعنية كالصحة والدفاع المدني والأمانة والهلال الأحمر عن أداء مهامها على الوجه المطلوب. واشار الى ان هذه المشكلة مرشحة للتصاعد في ظل الاعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين سنويا وقد طرح هذا الموضوع للنقاش في أكثر من اجتماع للجهات المعنية للعمل على إيجاد الحلول المناسبة له، ومن الحلول المقترحة التوسع في وسائل النقل العام بصورة أكثر تنظيما باستحداث مواقف جديدة إلى جانب المواقف المحددة حاليا لتفتيته وتوجيه السيارات والحافلات إلى أكثر من وجهة وكذلك استخدام وسائل النقل الحديثة كالقطار المعلق. واستبعد تعميم هذه المشكلة في جميع أحياء ومخططات مكةالمكرمة مشيرا الى ان الأحياء البعيدة عن أماكن الازدحام المروري كالنوارية وبعض مخططات الشرائع لم تتأثر بالزحام، وفي الوقت ذاته نعمل في الأمانة كجهة مسؤولة عن التنمية العمرانية على إيجاد الحلول المناسبة لمشكلة التكدس في المناطق التي تعاني من هذه المشكلة حاليا وكذلك الأخذ في عين الاعتبار عدم حصولها في المخططات الجديدة عند اعتمادها. وأضاف أنه يجري حالياً تنفيذ مشروع قطار الحرمين السريع والذي تقع محطته في الجهة الغربية من مكة ومشروع قطار المشاعر المقدسة والذي ينتهي عند محطة الجمرات شرقاً ويعد ربط هذين المشروعين بالمسجد الحرام أمراً ملحاً لخدمة مرتادي الحرم الشريف من كافة الجهات المؤدية إليه، وفي هذا الإطار أنهت شركة البلد الأمين للتنمية والتطوير العمراني مؤخراً الدراسة الفنية لإنشاء شبكة للنقل العام بالقطارات – مترو- في مكةالمكرمة لخدمة الحجاج والمعتمرين وأيضاً لخدمة قاطني المدينة وستكون هذه الدراسة حجر الزاوية في توفير شبكة كافية للنقل العام في مكةالمكرمة على مدار العام. وأضاف أن الأمانة عملت على تهيئة الموقفين الموجودين بمنطقتي باب علي وباب العمرة بالإضافة للمواقف الموسمية الموجودة داخل مكةالمكرمة مثل كدي والرصيفة والعمرة والعزيزية والتي يتم استخدامها في موسم رمضان لإيقاف سيارات المعتمرين بها ولتخفيف الضغط عن المنطقة المركزية. كما هيأت الأمانة خدمات مواقف حجز السيارات الخمسة الموجودة على مداخل مكةالمكرمة والتي يتم استخدامها في الموسم للحيلولة دون تكدس السيارات في الشوارع الداخلية لمكةالمكرمة.
الزايدى يطالب بتقليل زمن توقف الحافلات ورفع كفاءة الشوارع يقول اللواء يحيى سرور الزايدي إن المشكلة المرورية لازالت قائمة على الرغم من الحلول التى طرحت لها على مدى سنوات لعدة اسباب أهمها زمن التوقف للحافلات المقلة للمعتمرين فكلما زاد الزمن ساهم في الازدحام وهذا الامر يتطلب دراسة مستفيضة لإيجاد الحلول السريعة لضمان عدم توقف الحافلات لفترة طويلة في ظل عدم وجود مسارات كهربائية من المواقف للمنطقة المركزية أو مواقف خاصة على الطرق الدائرية تتوفر بها كافة الخدمات من أجل تفريغ الحمولات بها . واشار الى ان من بين الاسباب ايضا ضعف كفاءة الشوارع وهو الامر الذى يقابله زيادة في أعداد العمائر والوحدات السكنية داعيا الى ان يواكب ذلك افتتاح طرق جديدة أو توسعة الطرق الحالية وإذا استطعنا حل مشكلة المنطقة المركزية استطعنا حل المشكلة في بقية أحياء وطرق مكةالمكرمة لأنها مشكلة مركبة أساسها التكدس في المنطقة المركزية . واضاف : على امتداد تاريخ إدارات المرور في مكةالمكرمة هناك تكدس مروري مستمر ومتصاعد وذلك بسبب الطرق الرئيسة والسريعة التي تؤدي إلى مكةالمكرمة من كافة مدن المملكة في ظل اهتمام الدولة بمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ففي السابق كانت هناك خمسة طرق رئيسة جميعها تؤدي للمسجد الحرام وبعد دراسات لمشكلة التكدس تم تخصيص خمسة مواقف للسيارات المتجهة للحرم الشريف وتأمين وسائل النقل من قبل شركات النقل لتسهيل وصول المعتمرين إلى الحرم الشريف ثم دخلت شركة النقل الجماعي للمساهمة في هذه الخدمة وبعد ذلك زادت الظاهرة مما حدا بالمسؤولين في المرور لإجراء دراسة مشتركة مع جامعة أم القرى وتوصلت إلى حلول سريعة لتحديد مواقف جديدة غير المواقف السابقة وهي الموجودة حاليا في مداخل مكةالمكرمة في الزاهر والشرائع وكدي والرصيفة والعزيزية