سجلت قصور الدرعية ومعالمها التاريخية حضورها في التراث العالمي بعد اعتراف منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة " اليونسكو " كأحد مواقع التراث العالمي ، ولتصبح قرية الدرعية التاريخية وتحديدا حي الطريف ثاني موقع سعودي يدخل ضمن قائمة التراث العالمي بعد مدائن صالح. وفور إعلان " اليونسيكو " انطلقت أعمال الترميم والتأهيل للدرعية التاريخية شاملة الأحياء ، والبيوت ، والمساجد ، والطرق ، والمدارس ، والأسوار على مراحل ثلاثة رئيسية هي تطوير حي الطريف وحي البجيري ، ومشاريع الطرق والمرافق العامة. ويمتلك حي الطريف إضافة لأهميته العالمية وموقعه الجغرافي المطل على وادي حنيفة ، المباني الشاهقة ، والطرق الواسعة ، والقصور ذات الطوابق المتعددة مثل قصر سلوى ، وقصر سعد بن سعود ، وقصر ناصر بن سعود ، وقصر الضيافة التقليدي ، بالإضافة إلى جامع الإمام محمد بن سعود ، والسور السميك الذي يحيط بالحي من كل اتجاه الذي تتخلله أبراج عالية لها شقوق بهدف المراقبة والحماية. ويعد حي الطريف واحد من المواقع التراثية المبنية من الطين الممزوج بحس مرهف للجمال ، حيث يتميز الحي بجمال فني ، وطراز معماري متفرد باستخدام الزخرفة المبتكرة ، واتباع الأسلوب النجدي في استخدام الجبس والحجر ، وشجر الأثل ، وسعف وجريد النخيل. واعتمدت مشاريع التأهيل والترميم والإنشاء وفق منهجية محددة لتطبيق محددات الحفاظ على التراث في مشاريع الترميم والتأهيل، تماشياً مع اشتراطات اليونسكو العالمية في حماية مواقع التراث الثقافي ، بهدف إبراز الحي كموقع تاريخي أثري متحفي. وبدأت إجراءات الترميم في الحي على أربع مستويات ، الأول ويشمل ترميم كامل المباني ، والثاني إعادة تأهيل المبنى لإستخدامات متحفية وإدارية ، المستوى الثالث ترميم الأطلال مع إبقاء عناصر المبنى وتدعيمها وحمايتها من التدهور ، أما المستوى الرابع فهو ترميم واجهات المباني المطلة على الشوارع والممرات لتزيينها للزوار . وتخضع بعض المواقع في الحي لمشروع تنقيب أثري من أجل استكشاف القواعد ليكون الترميم قائم على الأساس الأصلي. وكانت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض قررت إنشاء خمسة متاحف في قرية الدرعية الأثرية ، يجري ذلك بالتوازي مع البرنامج التطويري للدرعية التاريخية. وخُصص في قصر سلوى متحف كاملا للدرعية ، يوضح لزائريه تاريخ الدولة السعودية الأولى ، وتاريخ القصر وذلك عبر المواد الإعلامية والإعلانية كاللوحات والأفلام الوثائقية والمجسمات والرسوم التوضيحية ، بالإضافة إلى المعروضات والقطع التراثية ، وأطلال قصر سلوى من الخارج عن طريق عرض درامي بوسائط عرض بصرية وصوتية وباستخدام تقنيات الضوء والصوت ومجموعة من المؤثرات. وسيكون المتحف الثاني اجتماعيا يهتم بالحياة اليومية في الدرعية بعرض جوانب من العادات والتقاليد المزدهرة آنذاك ، ويتضمن معرضاً لطرق البناء التقليدية ومجموعة من المباني الطينية المرممة والمهيئة للإيجار اليومي. أما المتحف الثالث فهو " حربيا " يبرز أدوات الحرب والمعارك والعديد من الجوانب الحربية في ذلك الوقت ، فيما خصص عرض متحفي مستقل داخل قصر ثنيان بن سعود يعرض لزائريه كيف كان وضع الدفاع عن الدرعية في . متحف الخيل العربية وهو الرابع ويركز على التعريف بالخيول العربية ، وطرق رعايتها في فترة ازدهار الدرعية ، ومدى الاهتمام بها الذي لاقته ، ويقع المتحف بجوار قصر الإمام عبدالله بن سعود بالإضافة إلى اصطبلات للخيل. وكان الجانب الاقتصادي هو الهدف الرئيسي للمتحف الخامس الذي يحكي تاريخ بيت المال في الدرعية وعملاته وموازينه وأوقافه. في الجانب ذاته ، فقد تم تخصيص عدة مواقع بطراز تراثي لاستقبال الزوار والسياح لحي الطريف وإرشادهم للتعريف بالعروض والبرامج السياحية والثقافية الموجودة في الحي ، إضافة لزيارة " دكاكين " متخصصة لبيع المنتجات التقليدية والمصنوعات الحرفية المحلية ، ومواقع أخرى للمطاعم والترفية. إلى ذلك فيضم قصر إبراهيم بن سعود مركزا لتوثيق تاريخ الدرعية ، من أجل أن يكون مرجعاً تاريخياً لها ، وتقوم في هذا الصدد دارة الملك عبدالعزيز بعرض دراساتها التاريخية عن حي الطريف خصوصا ً والدرعية عموماً ، وسيوجه المركز خدماته للزوار المتخصصين والباحثين في التاريخ والآثار. يشار إلى أن نسبة الإنجاز في حي الطريف وصلت لأكثر من ثمانين في المائة من أعمال البنية التحتية. وتشمل أعمال البنية التحتية للحي ، شبكات الخدمات ورصف الطرق والممرات ، وتزويد الحي بشبكة المياه والصرف الصحي وتصريف السيول والكهرباء وشبكة لإنارة الطرق ، يقع ذلك مراعاة لطبيعة الحي العمرانية والأثرية.