شارك نحو ثلاثة ملايين مصري توافدوا على ميدان التحرير بوسط القاهرة، وميدان الأربعين بالسويس، وميدان القائد إبراهيم بالإسكندرية أمس «الجمعة» فيما عرف باسم «جمعة التطهير والأمل» التي دعت إليها عدد من الحركات الاحتجاجية، وقوى وجماعات معارضة، رافعين شعارات (مش هنمشي لو متعدمش) في إشارة لمحاكمة رموز الفساد الذين يحاكمون حاليًا، وفي المقابل قدرت أعداد الذين شاركوا فى جمعة التطهير 4 ملايين حتى عصر أمس بمختلف محافظات الجمهورية. وكان المتظاهرون بدأوا في التوافد منذ الثامنة صباحًا إلى ميدان التحرير، ووصلت إلى ذروتها عقب صلاة الجمعة، حيث أقام المتظاهرون حواجز لتفتيش الداخلين إلى الساحة تفتيشًا دقيقًا، والكشف عن هوياتهم أكثر من مرة من خلال أكثر من نقطة تفتيش للتأكد من عدم حملهم أي أسلحة أو مواد صلبة، كما عادت الخيام مرة أخرى إلى الميدان في مشهد يعود بالذاكرة إلى بدايات ثورة 25 يناير تمهيداً لاعتصام مفتوح، وفيما تميل أغلبية المتظاهرين إلى الاعتصام المفتوح حتى تحقيق مطالب الثورة يرى البعض ضرورة إنهاء المليونيات اليوم حفاظًا على اقتصاد مصر، والعودة إلى الميدان الجمعة القادمة إذا لم تتحقق المطالب، وأغلقت القوات المسلحة والشرطة العسكرية شارع القصر العيني، مستخدمين الحواجز الحديدية، لمنع تسلل المتظاهرين إلى وزارة الداخلية، بعد أن حاول بعضهم الاتجاه إلى شارع الشيخ ريحان في محاولة للوصول إلى مقر الوزارة. ولم تمنع حرارة الشمس الحارقة الجماهير فى المشاركة بالمظاهرة حيث أصيب العشرات من المتظاهرين المحتشدين بالميدان بحالات إغماء، وقامت سيارات الإسعاف التي خصصتها وزارة الصحة لخدمة المتظاهرين بنقلهم إلى أقرب المستشفيات لإسعافهم. وفيما طالب خطيب ميدان التحرير بتعيين مجلس رئاسي لإدارة البلاد من 99 شخصًا. أكد المتظاهرون أنهم سيرابطون بالميدان ولن يتركوه مرة أخرى حتى يتم تحقيق مطالب الثورة، ومنها: المطالبة بعدالة اجتماعية تتمثل في وضع حد أقصى للأجور، وحل مشكلة البطالة، ومطالب أمنية بإقالة عدد من الضباط المتورطين في أعمال فساد وبلطجة، وإعادة هيكلة الداخلية وتطهيرها، وعدالة ناجزة في التعقب الفوري لقتلة المتظاهرين، وعلانية المحاكمات مع أحقية مصابي الثورة وأهالي الشهداء في حضور تلك المحاكمات، والعمل على استقلال القضاء وتطهيره من الممارسات، والإجراءات التي تبطئ وتؤثر على سير العدالة، وتعزيز صلاحيات رئيس الوزراء لتطهير كافة مؤسسات الدولة، ومنع إحالة المدنيين للمحاكم العسكرية ومحاكمتهم أمام قاضيهم الطبيعي، ووضع حد لارتفاع الأسعار خاصة السلع الغذائية، وسرعة محاكمة الرئيس السابق وعائلته ورموز نظامه، وإقالة جميع المحافظين المتورطين في قضايا فساد وتنفيذ الحكم القضائي بحل المجالس المحلية، وتحديد اختصاصات الأمن الوطني وإخضاعه للإشراف القضائي، وتطهير الإعلام، ومعالجة الانفلات الأمني. ولوحظ في مظاهرة أمس وجود عدد كبير من أهالي محافظات الوجه البحري (الإسماعيلية – بورسعيد – الدقهلية – دمياط – المنوفية – الغربية)، حيث قام أهالي تلك المحافظات بعمل خيام في الميدان منذ فجر أمس في إشارة للمبيت في الميدان، كما ألقت اللجان الشعبية القبض على عدد من الخارجين عن القانون وبحوزتهم أسلحة بيضاء ونارية وعددهم 10 أشخاص بينهم سيدة يشار إلى أنهم مأجورين، وتم تسليمهم إلى أجهزة الأمن المرابطة بجوار الميدان. وفى الإسكندرية احتشد ما يزيد عن مليون من الشباب، ومختلف القوى السياسية في جمعة «الإصرار والتحدي» والتي جاءت تضامنًا مع مليونية التحرير، وذلك عقب صلاة الجمعة من أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم، حيث حث الشيخ المحلاوي شباب الثورة على التماسك والالتفاف حول مطالب الثورة، والالتزام بالسلوك الحضاري والسلمي، وتوجهت المظاهرة لميدان المنشية، شارك فيها جميع القوى الوطنية والائتلافات الشعبية، طالب المتظاهرون بالتخلي عن المطالبات الفئوية لصالح إنقاذ الثورة . وأكد الائتلاف رفضه التام والنهائي للعفو عن الرئيس السابق تحت أي مسميات، وسرعة محاكمته محاكمة عادلة وعاجلة، وشددوا على أهمية تكاتف كافة القوى الوطنية والسياسية للحفاظ على الثورة وتحقيق أهدافها والإسراع لمحاكمة قتلة شهداء الثورة. وفي السويس تجمع الآلاف في ميدان الأربعين أكبر ميادين المحافظة، في ظل وجودٍ مكثف لقوات الجيش التي تمركزت حول المنشآت الحيوية خاصةً مبنى مديرية الأمن والمحافظة، مطالبين بإعادة محاكمة ضباط الشرطة المفرج عنهم من المحكمة والمتهمين بقتل المتظاهرين. كما شهدت محافظات قنا، والأقصر، وأسوان، والغربية، وأسيوط، وسوهاج مظاهرات مماثلة ولكن بأعداد متفاوتة، وكانت تحت شعار واحد «سرعة المحاكمات وتطهير مؤسسات الدولة من النظام البائد».