وجه الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس كلمة إلى العالمين العربي والإسلامي بشأن إستراتيجية إدارته للتغيير الديمقراطي في المنطقة العربية, وأكد دعم واشنطن للإصلاح في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكنه رفض بقوة جهود الفلسطينيين لطرح إعلان دولتهم على الأممالمتحدة، وشدد أوباما على أن عجلة التغيير ستستمر, قائلا "زعيمان تنحيا وكثيرون قد يلحقون بهما". وقال أوباما -في خطاب مخصص للثورات العربية، ألقاه في مقر وزارة الخارجية الأميركية- إن الشرق الأوسط شهد على مدى الشهور الستة الماضية تغيرات استثنائية, مشددا على أن شعوب المنطقة ارتقت للمطالبة بحقوقها السياسية, ومشددا أيضا على أن "مستقبل أميركا مرتبط بهذه المنطقة". وأشاد أوباما بثورتي مصر وتونس, وقال "الشعوب في الشرق الأوسط أخذت زمام أمورها", مشيرا إلى أن السلطة هناك تتركز في أيدي عدد قليل للغاية من الأفراد، وقال أيضا إن الشهور الستة الماضية برهنت على أن إستراتيجيات القمع لم تعد صالحة. وحذر من أن مساعي التغيير قد تتحول إلى صراع شرس على السلطة. وفي إطار الحديث عن دعم الثورات العربية, قال أوباما إن الأولوية القصوى للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي تعزيز الإصلاح وإنها ستعارض استخدام العنف والقمع ضد المحتجين، واعتبر أن السياسة الأميركية في المنطقة "تواجه فرصة تاريخية لإظهار أن أميركا تثمن كرامة بائع متجول في تونس أكثر من القوة الغاشمة لدكتاتور". وتعبيرا عن ذلك, أعلن أوباما أنه ينبغي للولايات المتحدة في الشهور القادمة أن تستخدم كل مواردها لتشجيع الإصلاح بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما قال إن واشنطن ستساعد الحكومتين الديمقراطيتين الجديدتين في مصر وتونس على استعادة الأموال المسروقة. وأعلن في هذا الصدد أيضا عن برنامج جديد للمعونات الاقتصادية يبدأ بمصر وتونس بما في ذلك مساعدة الحكومات الجديدة. كما تطرق أوباما إلى مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن, وقال إنه "لم يكن شهيدا بل كان قاتلا سفاحا بعث برسالة كراهية". كما قال إن القاعدة كانت قبل مقتل بن لادن تخسر معركتها, معتبرا أن "الملايين لم يستجيبوا للقاعدة". وأضاف "وجهنا للقاعدة ضربة قاصمة". وتحدث أوباما عن انتهاء المهمة القتالية للولايات المتحدة في العراق, مشيرا في الوقت نفسه إلى قرب تسليم المهمة للأفغانيين. وتطرق الرئيس الأميركي في خطابه إلى الوضع بسوريا, وقال إن "على الرئيس بشار الأسد أن يقود التحول في بلده أو يتنحى جانبا". كما اعتبر أن على سوريا أن تبدأ حوارا جادا للنهوض بالتحول الديمقراطي "وإلا فسيصبح الأسد معزولا", على حد تعبيره، كما شدد على ضرورة توقف قوات الأمن السورية عن إطلاق النار والاعتقالات العشوائية "وإلا فإن النظام السوري سوف يواجه تحديا داخليا وعزلة دولية". وأضاف "الشعب السوري أعرب عن شجاعته أمام حملة القمع في البلاد"، واعتبر أن سوريا تدور في فلك إيران، قائلا إن "النظام الإيراني منافق لأنه يتحدث عن دعم المظاهرات في الخارج بينما يقمع المتظاهرين بالداخل". وانتقل أوباما للوضع في ليبيا, وقال إن "الوقت ليس في صالح القذافي وسيرحل في النهاية". وفيما يتعلق باليمن, رأى أوباما أنه "لا بد للرئيس اليمني أن ينقل السلطة ويفي بالتزامه". وتحدث عن البحرين أيضا, ودعا زعماء البحرين لتهيئة الظروف للحوار مع المعارضة. واتهم إيران بمحاولة استغلال الاضطرابات في البحرين. وفي ملف آخر من ملفات الشرق الأوسط, رفض أوباما ما وصفه بأنه جهد لعزل إسرائيل في الأممالمتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل, وقال "إن جهود تجريد إسرائيل من الشرعية ستنتهي إلى الفشل والتحركات الرمزية لعزل إسرائيل في الأممالمتحدة لن تخلق دولة مستقلة". كما شدد على أن "الالتزام الأميركي بأمن إسرائيل لا يهتز". يذكر أن السلطة الفلسطينية تستعد لطرح إعلان الدولة الفلسطينية على الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل بعد وصول المفاوضات مع إسرائيل إلى طريق مسدود، وهو جهد ترفضه الولاياتالمتحدة. كما أعلن الرئيس الأميركي أن "أي اتفاق لإقامة دولة فلسطينية يجب أن يعتمد على حدود 1967 مع مبادلات لأراض يتفق عليها الطرفان". كما قال إنه يجب إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة تتوفر لها مقومات البناء.