نفت سوريا امس نبأ العثور على مقبرة جماعية قرب مدينة درعا الجنوبية التي دخلها الجيش الشهر الماضي لسحق الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الأسد، فيما قال ناشط في مجال حقوق الانسان ان ثلاثة جنود سوريين جرحى «هربوا الى لبنان» الاحد الماضي، مشيرا الى ان احدهم توفي على الطريق، وهم في عهدة الجيش اللبناني. وقال التلفزيون الرسمي السوري نقلا عن وزارة الداخلية إن نبأ العثور على مقبرة جماعية في درعا عار تماما من الصحة وإنه جزء من حملة تحريض ضد سوريا. وكان سكان قد قالوا أمس الاول إن قرويين أخرجوا 13 جثة من مقبرة واحدة اكتشفت في أرض زراعية على مشارف المدينة. وأضافوا أن بين الجثث التي عثر عليها جثث رجل عمره 62 عاما وأربعة من أبنائه إضافة إلى جثتي امرأة وطفل. وقالوا إن بقية الجثث لأشخاص لم تعرف هويتهم. وتحدثت أيضا المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا عن العثور على مقبرة جماعية قرب درعا، وقالت إن القوات طوقت المنطقة لمنع الناس من أخذ الجثث بعيدا. والعديد من الهيئات الإعلامية الدولية ممنوعة من دخول سوريا مما يجعل من الصعب التحقق من التقارير. ويقول سكان في درعا إن عشرات المدنيين قتلوا خلال هجوم الجيش على الحي القديم بعد أن دخلت الدبابات والجنود المدينة أواخر الشهر الماضي. وتقول جمعيات حقوقية سورية ودولية إن القوات السورية قتلت ما لا يقل عن 700 مدني في أماكن متفرقة من البلاد منذ اندلعت الاحتجاجات في درعا يوم 18 مارس. من جانب آخر، قال متحدث باسم الجيش اللبناني انه لا يمتلك اي معلومات عن الموضوع. وقال مدير المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الانسان المحامي نبيل الحلبي ان «ثلاثة جنود سوريين جرحى هربوا الى لبنان الاحد الماضي، وقد توفي احدهم على الطريق قبل دخولهم الاراضي اللبنانية». وروى الحلبي، استنادا الى معلومات جمعها مندوبو المؤسسة الحقوقية، ان اشتباكات «وقعت الاحد بين جنود سوريين وعناصر من الشبيحة كانوا يعرقلون عملية نزوح عدد من المواطنين من سوريا الى وادي خالد» في شمال لبنان. واوضح انه «اثناء محاولة عدد من المدنيين اجتياز النهر (الفاصل بين الاراضي اللبنانية والسورية في منطقة وادي خالد)، اطلق الشبيحة والهجانة (حرس الحدود) النار عليهم وعلى اللبنانيين الذين كانوا ينتظرونهم في الطرف الآخر من الحدود». واضاف ان «عددا من الجنود تصدوا، بحسب التقارير، للهجانة والشبيحة، فاصيب ثلاثة منهم بجروح وهربوا الى لبنان، ووصل احدهم جثة هامدة». وكان الهدوء التام قد ساد البلدات السورية القريبة من الحدود الشمالية اللبنانية، في حين توقف صباح امس نزوح العائلات السورية الى لبنان ، عبر معبر البقيعة في منطقة وادي خالد –عكار. كما توقفت ايضا عملية النزوح عند معبر بلدة الدبابية، التي قصدها امس الاول ، العديد من العائلات من بلدة حلات السورية. و تم فتح بعض المدارس المقفلة في عدد من البلدات تسهيلا لامور النازحين وايوائهم .