قضى 70 شخصًا وأصيب العشرات أمس الجمعة لدى قيام قوات الأمن السورية بإطلاق النار لتفريق متظاهرين في عدة مدن، وفقًا لما أفاد به ناشطون ومنظمات حقوقية. وأعرب البيت الأبيض عن قلقه بشأن العنف الدائر في سوريا، ودعا الحكومة السورية وكل الأطراف إلى وقف الاضطرابات. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض “نستنكر استخدام العنف”، مضيفًا أن الولاياتالمتحدة تراقب الوضع عن كثب. واكد “ندعو الحكومة السورية إلى وقف والامتناع عن استخدام العنف، وندعو جميع الأطراف إلى وقف والامتناع عن استخدام العنف”. من جهته، ادان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عمليات قتل المتظاهرين في سوريا، ووصفها بانها “غير مقبولة”، داعيًا إلى الغاء حالة الطوارئ في سوريا بالفعل وليس بالقول. وقال هيغ في تصريح: “انا قلق للغاية من الانباء بشأن القتلى والجرحى في انحاء سوريا”. وكان ناشطون حقوقيون وشهود عيان أفادوا بأن 70 شخصا على الاقل قتلوا واصيب العشرات لدى قيام قوات الأمن السورية باطلاق النار لتفريق متظاهرين في عدة مدن سورية رغم قرار السلطات انهاء العمل بحالة الطوارئ سعيًا لتهدئة الوضع. وسقط بحسب المصادر 14 قتيلًا على الاقل في مدينة ازرع في محافظة درعا وقتيل في مدينة الحراك في المحافظة نفسها بينما قتل تسعة اخرون في مدينة دوما القريبة من دمشق وقتيل اخر في حرستا المجاورة لها. كما قتل اربعة اشخاص في حمص واثنان في اللاذقية واثنان ايضا في حماة، كما افادت المصادر. وسقط العديد من القتلى في مناطق ضمن العاصمة دمشق عرف منهم ثلاثة في المعضمية واثنان في البرزة. وافاد الناشطون والشهود عن سقوط عشرات الجرحى ايضا لدى اطلاق قوات الأمن السورية النار لتفريق متظاهرين. وتحدثت معلومات من مصادر حقوقية لم يتسن التأكد منها بعد عن سقوط عدد اخر من القتلى والجرحى في مدن اخرى وفي حيي زملكا والقابون في دمشق. وقال الشهود ان الآلاف خرجوا في شوارع دوما بعد صلاة الجمعة مرددين هتافات تدعو إلى اسقاط النظام. واضافوا أن “قوات الأمن قامت باطلاق النار اولا في الهواء لتفريقهم ثم مباشرة على المتظاهرين”. وفي حمص، افاد الناشط الحقوقي نوار العمر ل “فرانس برس” أن قوات الأمن “اطلقت النار على ثلاث مجموعات من المتظاهرين كانوا في طريقهم إلى الميدان” للتجمع فيه في وسط المدينة. واضاف أن “شخصين على الاقل اصيبا بجروح”. واكد الناشط أن عدد المتظاهرين الذين خرجوا بعد صلاة الجمعة متوجهين في مجموعات للساحة الرئيسية “بلغ عشرات الآلاف”. وفي درعا (جنوب)، ذكر شهود عيان في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس” أن “بين سبعة وعشرة آلاف متظاهر خرجوا من جميع الجوامع باتجاه ساحة السرايا في مركز مدينة درعا”. واشار الناشط إلى أن المتظاهرين رددوا هتافات تطالب “بحل الاجهزة الأمنية واسقاط النظام”. وفي بانياس الساحلية (غرب) اكد الشيخ محمد خويفكية لوكالة “فرانس برس” أن “نحو عشرة آلاف شخص تجمعوا في مركز المدينة يدعون إلى الحرية والوحدة الوطنية”، مشيرا إلى “انضمام عدد كبير من اهالي قرية البيضا إلى التظاهرة”. واضاف أن “المتظاهرين ثارت ثائرتهم عندما ظهر على المنصة ثلاثة معتقلين تم الافراج عنهم البارحة (الخميس) وبدت عليهم آثار التعذيب”. وتابع أن “المتظاهرين نادوا باسقاط النظام عقب رؤيتهم هذا المشهد”. واشار الشيخ خويفكية إلى “انتشار أمني واقامة نقاط تفتيش على مداخل المدينة”. وفي دمشق وريفها، افاد ناشط حقوقي أن نحو مئتي شخص خرجوا للتظاهر الجمعة في حي الميدان الواقع في قلب العاصمة دمشق بعد ادائهم الصلاة وهم يهتفون حرية حرية”. من جهتها، اشارت وكالة الانباء الرسمية (سانا) إلى وقوع “بعض الاصابات خلال الاشتباكات”. ولفتت إلى حدوث الاصابات عندما “تدخلت قوات الأمن جزئيًا في حرستا والحجر الاسود (ريف دمشق) وفي حماة (وسط) والقامشلي (شمال شرق) بواسطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لفض اشتباكات وقعت بين المتظاهرين وبعض المواطنين”.