بين العمل التطوعي والبحث عن مهنة كان الأموات هم الضحية حين أوكلت مهمة تجهيزهم إلى مثواهم الأخير لأناس غير أهل لهذه المهمة حتى بات تغسيل الأموات مهنة من لا مهنة له في كثير من الدول الإسلامية فبعد أن اعتدنا على سماع مصطلح الأخطاء الطبية أصبحنا نسمع بأخطاء مغسلي ومغسلات الأموات حيث تركت المهمة لأناس ليسوا أهلاً لها وليسوا على دراية بأبسط الواجب اتباعها في عملية التغسيل. وترجع مغسلة الأموات الداعية صباح سلامة أن السبب الرئيس فيما نراه من أخطاء هو عدم تجهيزهم و إعدادهم بشكل جيد وتقول أم سامي (الاسم التى اشتهرت به) ل “المدينة” : تغسيل الأموات ليس بالمهمة السهلة فهو يحتاج إلى دراية عميقة بكل الحالات التي قد يكون فيه المتوفى كما يجب أن يكون المغسل أو المغسلة على قدر من مخافة الله وأن يكون كتوماً وذا كفاءة، وكما يجب أن يتصف بالأمانة و عدم البوح بأسرار الأموات إلا لو كان ذلك بهدف إعطاء العبر وألا يسمح بدخول أكثر من 3 أشخاص معه عند بدء عملية التغسيل لذلك ولله الحمد لم نعد نرى هنا في السعودية الكثير من المغسلات اللاتي امتهن تغسيل الموتى على الفطرة بل الغالبية يخضعن لدورات تأهيلية قبل أن يرخص لهن بتغسيل الموتى. وتبرر لنا أم سامي الأخطاء التي تحدث أثناء عملية التغسيل بأنها جهل بعض المغسلات في كيفية التعامل مع بعض الجثث التي قد تكون لها أوضاع غير اعتيادية مثل الأموات الذين يتوفون في خارج البلاد فهم يوضعون بمواد حافظة و تجمد جثثهم فهنا قد تتعامل بعض المغسلات الجاهلات مع هذه الجثة بطريقة عادية ويقومون بتغسيلها وهي مجمدة ولا ينتظرون حتى يزول الثلج عن الجثة و أيضا يعتقد البعض للأسف بأنه يجب وضع القطن أو الشاش بين أصابع المتوفى وهذا لم يرد لا بالكتاب ولا بالسنة، أيضا قد سمعت عن إحدى المغسلات التي لم تقم بتوضئت المتوفيه مكتفية بالاستنجاء، وهذا الأمر غير جائز كما تقوم بعض المغسلات هداهن الله بإزالة ملابس الميتة بالمقصات خوفا من أن يصبن بأي أمراض هنا أقول لهن لماذا الخوف وانتن قد و هبتن أنفسكن لله وقد أخذتن اللقاحات التي تكفل حمايتكم من أي أمراض.. كما يقوم العديد من المغسلات هداهن الله بعدم المبالاة باختيار درجة الحرارة المناسبة للمياه فقد تكون المياه شديدة الحرارة صيفا وشديدة البرودة شتاءً و هذا من شأنه تعذيب الميت فروحه تعود إلى جسده ويشاهد عملية غسله كاملة وإذا لم تكن سليمة فهو يحاجج المغسل أمام الله يوم القيامة.. أيضا من الأمور التي يجب مراعاتها عند غسل الميت عدم نزع الأجهزة والليات التي تتصل بأعضاء الجسم الداخلية مثل الأمعاء و الاكتفاء بقص الجزء الخارج منها ولا يتسبب بأذيتها مثل فرط الأمعاء وعدم التسبب في كسر أي ضلع في الجسم مثل محاولة طي الإصبع المرفوع فإذا لم يلين الإصبع بالرفق لا يجوز إنزاله بالقوة.. أما في حالة الشاش الموضوع على جروح العمليات الحديثة التي يخشى من إزالته نزف الجرح فيجوز إبقاء الشاش أو اللصق مع مراعاة تيمم الميت بعد الانتهاء من غسله. وفي هذا السياق تشرح لنا الأستاذة صباح الطريقة السنية الصحيحة لتغسيل الأموات بادئة حديثها بالسبب الحقيقي لتغسيل الأموات وهو الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه و سلم عندما دخل على ابنته زينب وهم يجهزونها بعد وفاتها قال اغسلوها وترا 3 أو 5 أو 7 بماء و سدر و ماء و كافور واجعلوا آخر غسلها كافورا. ويبدأ الغسل بوضع الساتر من الصدر حتى الركبة و لا يجوز النظر إليها ويكون غسل الميت مثل غسل الجنابة ويبدأ بالاستنجاء ويكون برفع ظهر الميت ثم الضغط على البطن باليد أو الساعد خمس مرات بعد ذلك تغطي المغسلة كامل يدها لتنظف الخارج من السبيلين ويتم استبدال الخرقة من مرة حتى 5 مرات أو حتى تثبت نظافة المكان وبذلك تكون انتهت مرحلة الاستنجاء ثم تأتي مرحلة الوضوء ويتم الوضوء بضم اليدين على بعضهما و تغسيلهما مع تخليل الأصابع ثم تبلل قطعة قطن وتعصر جيدا ويمسح بها داخل الفم و الأسنان و اللثة 3 مرات ثم تلف قطنه أخرى وتبلل وتعصر جيدا وينظف بها داخل الأنف من الجهة اليمنى ثم اليسرى 3 مرات كل منها بقطنه نظيفة ثم يغسل الوجه من منبت الشعر ثلاثاً ثم اليد اليمنى فاليسرى ثلاثاً مع تخليل الأصابع ثم الشعر مرة واحدة مع المسح خلف الأذن و أخيرا الرجل اليمنى ثم اليسرى مع تخليل الأصابع. بعد الوضوء يخفق السدر في الماء وتأخذ رغوة السدر ويغسل بها الشعر 3 مرات والوجه وتحت الإبط ويغسل الشعر بالماء و السدر 3 مرات و الوجه 3 ثم الجهة اليمنى من صفحة العنق اليمنى إلى كافة الجهة اليمنى من الإمام ثم الخلف وكذلك الجهة اليسرى وتكرر العملية مره أخرى بالماء والسدر ثم تختم بالماء والكافور بنفس الطريقة.. والكافور يساعد على تليين المفصل وتبريد العروق و طرد الديدان من القبر ثم تنشف بالمناشف النظيفة ثم تعطر مواضع السجود السبعة ويظفر الشعر ثلاثة قرون بعد ذلك يتم التكفين بالكفن الأبيض العادي لأنه من البدع أن يتم تكفين الميت بالحرير والستان وغيرهما بالطريقة المعروفة وهي للمرأة تكفن بخمس قطع كفنين وقميص وساتر ومسفع... وعن الشروط التي يجب توفرها بمكان التغسيل تؤكد أم سامي أنه يجب أن يكون بعيدا عن الأنظار وغير مكشوف كما تشير إلى أنه لا يجوز تغسيل الميت في الحمامات أو الأماكن النجسة. وتحذر أم سامي بعض الداعيات من ادعاء بعض صور سوء الخاتمة لاستخدامها كأسلوب ترهيب كادعاء سوء خاتمة من ماتت وهي ترتدي البنطال وانه التصق بجسمها فقد غسلنا العديد من الأخوات رحمهن الله وهن يرتدين البنطلونات ولم نرَ أيًّا من هذه الصور التي نسمع عنها وإنما صور سوء الخاتمة والعياذ بالله التي ذكرت لدى أهل العلم هي العبوس القوي وخروج رائحة كريهة من الفم (غير رائحة الشيشة أو الدخان) وتغير ملامح الوجه - والله أعلم - ... أما ملامح حسن الخاتمة فهي الموت ليلة الجمعة أو نهارها والتعرق الشديد - ويكون لون العرق مثل لون العود الأصلي البني المائل للأصفرار ) والابتسامة وصفاء الوجه و التشهد. وتطالب الداعية ومغسلة الأموات الأستاذة صباح سلامة في حديثها بوجود إشراف نسائي يومي على كافة المغاسل الحكومية والخاصة إرسال موظفات بجولات مفاجئة للتأكد من سير عملية الغسل بشكل جيد وتكمل مطالبتها بقولها: أرجو أن أمنح بطاقة تغسيل موتى كتعريف عني فقد أجريت لي عملية كشف البصمات وتم اختباري في مكتب الدعوة و الإرشاد في شهر شعبان الماضي و إلى الآن لم استلم البطاقة كما أتمنى أن تصدر لي بطاقة داعية حيث إني أقدم العديد من دورات تغسيل الموتى مع الشيخ عباس بتاوي وأتمنى أن يتم ذلك بطريقة رسمية.