أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم أن المهرجانات الثقافية في المملكة تعد مظهرا حضاريا يجعل الإنسان يعيش في هذه البلاد، مطمئناً إلى فكره ومنهجه وعمله. وقال سموه في الكلمة التي ألقاها أمس الاول في حفل افتتاح مهرجان عنيزة الثالث للثقافة 32 والذي أقيم بقاعة الشيخ عبدالله النعيم بمركز بن صالح الاجتماعي: “أسعدُ هذا المساء معكم مباركاً افتتاح هذا المهرجان الثقافي الذي ينمّ عن حسن في التوجه وإدراك للعطاء السليم ونحن نعيش هذه الأيام وضعاً مختلفاً يحمل لوناً وطعماً ورائحة تختلف عن باقي الأيام نظراً لما يدور في المنطقة من أحداث ولما تعيشه هذه البلاد من تفوق في العطاء ومنهج سليم في التوجه فكرياً وثقافياً واقتصادياً واجتماعياً”. وأضاف قائلاً: “لن أتحدث عن الثقافة فالثقافة للمثقفين ولن أتحدث عن الفكر فالفكر للمفكرين وإنما أتيت أبارك هذا الافتتاح وأعيشه معكم وأتواصل فيه حتى ينتهي ويكتمل على خير”. وأردف قائلاً: “إن من أراد لنا أن يحوّل أيامنا إلى فوضى فقد رُدّ من حيث أتى وعشنا أياما كلها ولله الحمد خير وعطاء وإنجازات على مستوى عال من الإدراك في الدولة الحديثة وفي فتح جديد من العمل الذي ننشده جميعاً بما صدر من سيدي خادم الحرمين الشريفين من أوامر ملكية مساء الجمعة المباركة”، مؤكدا أن هذه الأوامر إن دلت على شيء فإنما تدل على دولة حديثة ينشدها ولي الأمر الذي له طموح لا يتوقف عند حد فهو يسبق بقراراته ما يطلبه منه الآخرون لذلك يجب أن نحافظ على هذا المنطلق وعلى هذا المبدأ وعلى هذا التوجه وأن نجعل من سياسة عبدالله بن عبدالعزيز منهجاً لنا جميعاً في الحوار البناء وفي العطاء المتمثل والمتميز على أرض هذا الوطن. وكان سموه رعى مساء أمس الأول حفل افتتاح مهرجان عنيزة الثالث للثقافة بحضور الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود نائب أمير منطقة القصيم والأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة ووزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين وعدد من رجالات الفكر والأدب والثقافة. وألقى وزير الثقافة والإعلام كلمة رحب في مقدمتها بسمو أمير منطقة القصيم ونائبه والأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير وبالحضور مهنئا الجميع بعودة خادم الحرمين الشريفين، وأشاد بالقرارات التاريخية والأوامر الملكية التي صدرت أخيرًا، وقال: يوم الجمعة كان يومًا مشهودًا وجمعة كانت جمعة الوفاء وستكون في تاريخ المملكة العربية السعودية. وبيّن معاليه أن مهرجان عنيزة الثقافي أثبت في موسمه الثالث حضوره القوي في الحركة الثقافية والأدبية في المملكة، وقال: “إن هذه المناسبة فرصة رائعة لأجدّد العهد بمثقفي هذه المحافظة العريقة التي تعبق جنباتها بالإبداع والتراث والثقافة”. وأضاف: “هنيئاً لكم ولنا بعنيزة هذه المحافظة التي أغرت بالشعر وفجّرت رمالها وأشجارها وواحاتها ألواناً من الحنين وتحولت أماكنها إلى ذكرى عظيمة لثقافتنا العربية”. وبعد كلمات خطابية أخرى، تم عرض فيلم مرئي عن مسيرة الجمعية خلال ثلاثة عقود، أعقبه تكريم اثنين من رواد التعليم فى محافظة عنيزة هما: المعلم الفاضل صالح بن ناصر الصالح والمعلم والمربي عبدالله بن سالم بن صالح بن عبيد الملقب ب (القرزعي) -يرحمهما الله، وأربعة من رواد العمل الاجتماعي هذا وسوف تقام اليوم ضمن فعاليات مهرجان عنيزة الثالث للثقافة عند الساعة التاسعة والنصف صباحا ندوة بعنوان “الجمعية الخيرية الصالحية والرؤية المستقبلية”، وعند الساعة الثامنة والنصف مساء تقام محاضرة بعنوان “الكتابة بين اقتناع الذات ورؤية الآخر” .