جدد قرار المكتب السياسي للحركة الشعبية لتحرير السودان بسحب مرشحها للرئاسة ياسر عرمان مسلسل الخلافات داخل الحركة التي باتت تهدد بتصعيد الخلافات بين قطاع الشمال برئاسة ياسر عرمان وقطاع الجنوب الذي يخضع لإدارة سيلفاكير رئيس حكومة الجنوب ورئيس الحركة الشعبية، كما أثارت هذه الخلافات تساؤلات حول مستقبل الحركة الشعبية ومستقبل السودان، خاصة أن الجدل امتد حول أثر الخلافات في تدعيم الوحدة أو التعجيل بانفصال الجنوب. وتوقع خبراء سياسيون مصريون أن تزيد الخلافات داخل الحركة خلال المرحلة المقبلة، رغم ان هذه الخلافات وصفتها قيادات الحركة الشعبية في الشمال والجنوب بأنها مجرد اجتهادات وخلافات في وجهات النظر. ورجح فريق أن تصب الخلافات داخل الحركة في مصلحة الوحدة، لأن الخلافات قد تولد لدى المواطن في جنوب السودان مخاوف من الانفصال في ظل استمرار الخلافات، خاصة انها قابلة للتزايد في المستقبل وما تفجر منها على خلفية تباين المواقف من الانتخابات في السودان هو مجرد الجزء الظاهر من جبل ثلج الخلافات التي قد تدفع المواطن الجنوبى للتصويت لصالح الوحدة، وهو ما أكده الدكتور السيد فليفل عميد معهد الدراسات الأفريقية السابق. وأضاف أن مصير الوحدة أو الانفصال في الجنوب تحدده أربع شخصيات بارزة هم: سيلفاكير مبارديت رئيس الحركة الذي ينتمى إلى قبيلة الدينكا أكبر القبائل في جنوب السودان، ورياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب وينتمى إلى قبيلة النوير ثاني أكبر القبائل، وهما يقودان تيار الانفصال في مواجهة تيار الوحدة الذي يمثله كل من: الدكتور لام أكول رئيس الحركة الشعبية - الإصلاح والديمقراطية والمنشق عن الحركة وينتمي أكول إلى قبيلة الشلك، وبالإضافة إلى باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية وينتمي إلى قبيلة الشلك ايضا. في حين يرى الدكتور ابراهيم نصرالدين عميد معهد الدراسات الأفريقية أن هذه الخلافات سيناريو اعتيادي وهي إحدى الصفات الأساسية التي لازمت الحركة منذ انشائها، ويقول: إن سجل الحركة الشعبية خلال السنوات الماضية والانتخابات صعدت منها فقط بعد قرار المكتب السياسي للحركة بسحب ياسر عرمان من سباق الرئاسة بعد مناقشات لم يشارك بها كل من ياسر عرمان وباقان أموم، وشهدت الجلسة انتقادات حادة لمرشح الحركة ياسر عرمان وتطرق آن ايتو الذي ترأس الاجتماع إلى ان ياسر عرمان فشل في حملته الانتخابية ولم يكن مقنعا للجماهير السودانية في الشمال والجنوب رغم ان الحركة لم تبخل وتحملت 2 مليار جنيه للانفاق على حملته الانتخابية، ونسب أيضا إلى القيادي بالحركة يبين ماثيو أن ترشيح عرمان كان خطأ فادحًا، وأوصى الاجتماع بضرورة سحب عرمان لحفظ ماء وجه الحركة الشعبية. وكانت الخلافات قد نشبت منذ تقديم مرشحين وتجاهل آخرين، وسوف تسهم النتائج في تصعيد الخلافات وقد تكون دموية بالقياس إلى الخلافات المتصاعدة حول منصب حاكم ولاية الوحدة ومحاولة الاغتيال التي تعرضت لها المرشحة المستقلة انجلينا تينج زوجة رياك مشار التي رفضت الترشح على قوائم الحركة، مما اثار التكهنات بأن الوالي الحالي ربما يكون متورطا في الحادث وحسب تقارير اعلامية فإن هناك صراعا حادا بين رياك مشار وباقان أموم على منصب الامين العام وهو صراع بين الوحدة والانفصال ويتقاطع مع الخلافات المتصاعدة في جنوب كردفان بين دانيال كودى وتلفون كوكو. وكشفت هذه المؤشرات عن أن سحب ترشيح عرمان يعد انتصارًا للانفصاليين ولكن يهدد بحرب أهلية في الجنوب، حيث إن المعركة لم تحسم حتى الآن بين أبناء قرنق وابناء سيلفا. وفي النهاية استبعد نصرالدين كشيب رئيس مكتب الحركة الشعبية بالقاهرة استمرار الخلافات بالحركة وقال: إن الاجتماع المقبل سوف يحسمها.