تشهد اسعار الشعير ارتفاعات متباينة في مختلف اسواق المملكة، ففي الطائف قفزت أسعار الأعلاف والبدائل الأخرى ما بين 38 و 40 ريالا للكيس الواحد حسب التركيبة والمكونات والبروتين الموجود فيه، وكشف عدد من مربي الماشية أنهم لا يعرفون سببا واضحا لهذه الارتفاعات غير المبررة من قبل الموردين وموزعي الشعير مبدين استغرابهم من الصمت الذي التزمته وزارة الزراعة حيال هذه الارتفاعات في الأسعار. وطالبوا بتحديد تسعيرة محددة وإلزام الموزعين بها، وأضافوا: بأنه لا يوجد نقص في المعروض في الأسواق، وابتعدت أسعار الشعير في الطائف عن كل التوقعات من قبل متعاملين في السوق ومربي الماشية بهبوط الأسعار إذ واصل سعر كيس الشعير الصعود إلى 38 ريالا في أسواق الطائف, بعدما تدرجت الأسعار خلال الأسابيع الماضية ما بين 32 ريال و35 ريالا، مشيرين إلى ان الارتفاع في الأسعار أدى إلى تراجع أسعار المواشي المعدة للإنتاج بواقع 150 ريالا للرأس بينما لم تتأثر المواشي المعدة للاستهلاك بذلك نتيجة النقص في المعروض منها في الأسواق . وفي حائل يقول المواطن عوض المنيفي «احد مربي الماشية» أعتمد في معيشتي على تربية المواشي وريعها فهي دخلي الوحيد وأنا وأبنائي نستفيد من حليبها و لحمها وعند الحاجة أقوم ببيعها لأقضي لوازم أسرتي ، ويضيف نعيش مع ارتفاع اسعار الشعير أزمة كبيرة إذ لا نستطيع شراء العلف لغلاء سعره وعدم وجود مرعى. و يشير المواطن محمد بن عبد الله الهريش «مربي ماشية» إلى أن المربين كانوا ينتظرون انخفاض أسعار الشعير ،فهو أهم سلعة باتت تؤرقنا أسعارها وتقض مضاجعنا مع ارتفاعها بين لحظة والأخرى دون أن يعرف المواطن المستهلك سببا لارتفاع الأسعار المفاجئة لهذه المادة الحيوية، ويتساءل لماذا لا يوجد سعر محدد يباع به الشعير للمستهلك ؟ مبدياً تذمره من عدم وجود رقابة على شركات الاستيراد والمتعهدين. هناك شائعات من ان السعر سيصل إلى 50 ريالا للكيس الواحد فأين الجهات المختصة أين حماية المستهلك؟ أين وزارة التجارة و دور الجهات الرقابية بتطبيق العقوبات والغرامات الصارمة بحق المتلاعبين؟؟؟. وفي نفس السياق أدلى المواطن عامر العايضي «أحد مربي الماشية» بدلوه في الموضوع وقال : سعر الكيس كان في العام الماضي 12 ريالا والآن سعره 36 ريالا خاصة في الشهرين الماضيين وهذا يعد ارتفاعا بنسبة 200 في المائة والمواطن يتحمل تلك الارتفاعات، مشيرا إلى ان الارتفاعات يجب ان تتناسب والاسعار المعمول بها عالميا وليس حسب اهواء المستوردين والموردين. وعلى نفس المنوال يبدي المواطن عبد الرحمن الحمدي «موظف و مربي ماشية» انزعاجه من ارتفاعات أسعار الشعير المتوالية ويقول : أصبحت أسعار الشعير العالية همًّا لكل من لديه ماشية حيث يستنزف الغلاء جيوب المواطنين مضيفا: أنا موظف و راتبي لا يتعدى 4500 ريالا ولدي أغنام وأنفق عليها يومياً 4 أكياس شعير بقيمة 140 ريالا بواقع 4200 ريال شهريا، فلمن أقدم راتبي لعائلتي أم للمواشي ؟! والمعادلة هنا تصير أكثر صعوبة وليس لها حل غير تخفيض أسعار الشعير . ويقول المواطنان شريف الرشيدي ومنير الرشيدي: لدينا 1300 رأس من الأغنام وتستهلك يومياً 18 كيسا من الشعير و سعر الكيس الواحد 36 ريالا و مصروفها الشهري أكثر من 19 ألف ريال فلا يوجد لدينا مصدر رزق سوى هذه الماشية وبعد ارتفاع سعر الشعير أصبحنا نبيع يومياً ب 800 ريال حتى يكفي لمصروفها أي «نبيع منها إليها» وإذا استمر هذا الغلاء سوف نضطر ببيع جميع «حلالنا» لعدم القدرة على الاستمرار بهذه الحال. من جانبه أشار جمعة بن وصل الله الجهني أحد المتعهدين والموزع بمدينة «السليمي» : لا نعلم عن سبب ارتفاع الاسعار وأن هناك تلاعبا من قبل المستوردين الرئيسيين والشركات و قال إنني أحمل سيارتي «التريلا» من الشركات في ينبع بسعر 32.5 ريالا للكيس الواحد وفائدة بنسبة ريالين للكيس بعد التحميل ولا يوجد هناك نقص بالكميات، المصانع ممتلئة و البواخر تصل ولو هناك أزمة خارجية من حيث الإمداد ما رأينا هذه الكميات، حتى يحملوا قلة الاستيراد أسباب الارتفاعات السعرية. ويضيف الكميات الموجودة كثيرة وأكثرها من المستوردة العام الماضي وقت الدعم من الدولة عندما كان سعر الكيس 10 ريالات ويبيعونها الآن ب 32 ريالا على الموزعين وعذر المستوردين أنه لا يوجد دعم من الدولة. ويؤكد أن كل هذا الارتفاعات السعرية لمادة الشعير ماهي إلا جشع من التجار والمستوردين يحاربون به المستهلك ونطالب المسؤولين نحن المواطنين بالنظر لهذه الأزمة ودعم الشعير حتى يصل للمواطن بسعر معقول ومع هذا نطالب بالرقابة من الجهات المختصة.