قال صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية خلال استضافته في اثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة بجدة قبل أسبوعين: إن المليك خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله وجّه سموه منذ عدة سنوات بالبحث عن شاعرة تكتب أوبريت الجنادرية وأن سموه بحث واتصل على أكثر من شاعرة معروفة فوجدهن خائفات من خوض هذه التجربة، والطريف أن أكثر الأسئلة التي وُجهت لسمو الأمير متعب في الاثنينية (من المثقفات الحاضرات) كانت حول قلة مشاركتهن في الجنادرية وعدم توجيه دعوات لهن، ففجّر سموه مفاجأة البحث عن شاعرة، وكأنها إجابة على تساؤلاتهن، وأن الجنادرية تبحث عن مشاركة فاعلة للمرأة السعودية يعبّر عن التطور الذي وصلت إليه، وعن تقدير الدولة واهتمامها بهن، وأنا شخصياً أستغرب من تخوف الشاعرات من خوض هذه التجربة، فليس هناك مكان للتردد، والكتابة عن الوطن، حضارةً وثقافةً وعشقاً وكياناً، لا تحتاج إلى تخوّف أو تردد، فهي مشاعر وأحاسيس وتعبير صادق عن ما يختلج القلب نحو هذا المعطاء المعطاء، وأعتقد أنه الأن وبعد إعلان سمو الأمير متعب عن ذلك، أتوقع ان تبادر أكثر من شاعرة بكتابة الأوبريت، ونحن في بلادنا الحبيبة لدينا شاعرات مبدعات قادرات على تقديم مشاعرهن الوطنية المخلصة.. ما رأي مبدعتنا الكبيرة السيدة ثريا قابل؟!. بكل صراحة كان سمو الأمير متعب بن عبدالله متألقاً في «الاثنينية»، أجاب على كل التساؤلات بروح وطنية معبّرة، ووضع النقاط على الحروف حول الكثير من الأمور. أعجبتني أيضاً في ليلة «الاثنينية» كلمة الشيخ عبدالمقصود خوجة، وخاصةً الفقرة التي تحدث فيها عن أوبريت الجنادرية والمسرح، حينما قال: «مما لا شك فيه أن أوبريت الجنادرية مع ما يصاحبه من موسيقى ورقصات شعبية، قد بعث برسالة عميقة المضمون إلى كل من نصّبوا أنفسهم حماة وحراساً لقيم توهموها في مخيلاتهم ولا مكان لها على أرض الواقع.. فانبجست بتلك الرسالة إشراقات نور أثّرت بشكل إيجابي في مسيرة العمل الثقافي بمعناه الواسع.. ونأمل أن تتواصل هذه الخطى وفق رؤى حضارية تجعلنا في مصاف دول العالم الأول، دون أن تنتقص من ثوابتنا وقيمنا ومثلنا التي لا نرضى عنها بديلاً.. ويبقى المسرح (أبو الفنون) حاضراً في الجنادرية يحمل أعمق الدلالات التي تربط بين المبدع والمتلقي مباشرة، وهو ما يمنح المسرح أثره الكبير وألقه الذي لا يمكن تخطيه بحال من الأحوال.. وبالرغم من بعض الملاحظات التي تثار هنا وهناك حول المسرح، فإنه يفرض نفسه تلقائياً وفق قوة الدفع الذاتية التي تميزه عن سائر الفنون، والأمل معقود في مهرجانات الجنادرية المستقبلية أن تمنح المسرح مساحة أكبر في فعالياتها». يا سلام كم هي كلمة رائعة تحمل معاني كبيرة من الشيخ خوجة، وتدل دلالة صادقة على متابعته وتفاعله مع كل ما يتعلق بالجنادرية.. هذا المهرجان الذي يؤصّل لتراثنا وثقافتنا.. وهذا ما جسّده الشيخ عبدالمقصود خوجة في كلمته المعبّرة. أخيراً لم تعجبني في تلك الليلة ممارسة (التسوّل) من أحد الحضور والتحجّج بمرض فنان للطلب من سمو الأمير متعب بن عبدالله بالتكفل بعلاجه، لتأتي إجابة سموه شافية كافية، تدل أولاً على أن المسؤولين الكبار الذين هم في قامة ومكانة سمو الأمير متعب بن عبدالله، يعرفون أحوال فنانينا ومثقفينا وإنهم على إطلاع بكل ما يتعلق بهم وبحياتهم، وثانياً أنه لا داعي لهذا (التسوّل) أمام الناس، فالمسؤولين الكبار في بلادنا يقدّرون أن المسائل الإنسانية لا تحتاج إلى إقحامها في هكذا مناسبات، إلا إذا أراد صاحب (التسوّل) الإشارة إلى نفسه فقط!. * * * إحساس عساك تسلم حبيبي وتعيش لي ما حييت أقضّي عمري في قربك في عش وإلا في بيت وأنا الحبيب المطاوع..