محاولة استغلال الكارثة لتدعيم أجندة فكرية ما أو لضرب خصم أيديولوجي بعينه ، هو أسوأ من الكارثة نفسها. البعض تغاضوا عن الأسباب الموضوعية للكارثة وراحوا يتحدثون وكأنهم مبعوثو العناية الإلهية عن أن الانحراف الأخلاقي هو السبب في حلول الكارثة التي كانت بمثابة عقاب إلهي لأهالي جدة الذين تفشت فيهم المعصية!!. ولا أدري كيف يختص الله الفقراء بعقابه بينما ينجو الأغنياء وعلية القوم؟ ثم ما هذه اللهجة التي تنضح بالشماتة وكلنا لم نكفكف دموعنا بعد وفي مقدمتنا خادم الحرمين الشريفين على عشرات الشهداء الذين قضوا بسبب ما أكد الأمر الملكي بأنه لم يكن كارثة خارجة عن السيطرة أو رجزا من السماء لم يكن بالإمكان الوقوف في وجهه بلا حول ولا قوة؟! إن الذين قضوا لم يكونوا أعضاء في الحركة الصهيونية التي تخطط لابتلاع فلسطين ومن بعدها المنطقة كلها. لكن ماذا نقول وقد تعود هؤلاء الشامتون على عدم إظهار أية مشاعر عداء تجاه الصهاينة وغيرهم من جنود إبليس على الأرض؟! بالمقابل فقد استغل آخرون حالة التعاطف الشعبي الكاسح مع ضحايا الكارثة وأخذوا في تحريض الناس على خصومهم من القائلين بنظرية العقوبة الإلهية، دون أدنى احترام لأرواح الشهداء الذين أصبحوا مجرد أداة ضمن صراع تافه وليس له وجود إلا في مخيلة وعقول المرضى من المنتمين إلى الفريقين. اتقوا الله في أرواح الشهداء واخجلوا من أنفسكم قليلا، فتداعيات الكارثة ما زالت تتوالى والمهجرون من بيوتهم لم يفيقوا من الصدمة ومازالوا في حاجة للمساعدات الإنسانية حتى الآن.