قال الضَمِير المُتَكَلِّم -رَحِمَه الله-: (العم أحمد) الذي فَقَدَ زوجته وأطفاله الخمسة بعد أن جرفتهم سيول جدة، وسقط فوقهم كوبري حي الجامعة، أصبح وحيدًا؛ لسان حاله يقول: آهِ من ليل بهيم، ومن نارٍ أحرّ من الجحيم، يشتعل بين جنبيَّ تنورُها، وتتقدُّ نيرانها، ولا من آسٍ ولا دواء، نارٌ لا تجعلني أطمئن.. فقط أرددّ: مَن قَتَل زوجتي وأطفالي الأبرياء؟! (زَيْنَب حسّان) طفلة بريئة لم تقطف من عمرها إلاّ خمس زَهْرَات، اشترت ثياب عيدها، أخذت عهدًا على أسرتها أن تذهب بها للملاهي والبحر.. يوم الأربعاء جاء إلى مدينتها جدّة المطر قفزت، فرحت، ولكنها في لحظات غَرِقت، وُئِدَت، قُتِلَت!! مَن قتلها؟! مَن قتل كل أولئك الأبرياء؟ مَن حوّل أفراح جدة إلى سُرادِق عَزاء؟! لا تقولوا المَطر. أرجوكم لا تقولوا القَدر. إنها يد أخرى يجب أن تدفع الثّمَن.. (العَم أحمد، زينب حسَان، جدّة وأهلها الطيبون، الوطن) يطالبون بالقصاص، نعم لابد من محاكمة علنية للقاتل المعلوم المجهول، فالقاتل هو كل مسؤول عَبْر السنوات الطويلات أهدر المليارات من الأموال على مشاريع وهْمية (أنفاق، جسور، تصريف مياه، بنية تحتية، لم تصمد لبضع ساعات من المطر)، القاتل كل مسؤول حَرم المواطنين من حقهم في منازل أو أراضٍ في أماكن آمنة، بينما وزّع المِنح بالواسطة هنا وهناك. القاتل كل مسؤول سمح بإقامة المخططات والأحياء في بطون الأودية. القَاتل كل صاحب شركة داخلية أو خارجية نفذت المشاريع بأقل المواصفات، وكل مسؤول وقّع على استلامها ومطابقتها للمواصفات!! وهنا أين دور الإعلام في طلب القصاص العادل؟! وأين دور خطباء المنابر؟! وأين دور المحامين؟ أم أنهم فقط يتبرعون بالدفاع عن مَن كان بالرذيلة يُجَاهِر؟! فهل نشهَد محاكمة هؤلاء؟! (يا لَيْلُ ما أطولك) ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس : 048427595 [email protected]