كلف الرئيس اللبناني ميشال سليمان رئيس الوزراء اللبناني الاسبق والنائب الحالي نجيب ميقاتي المدعوم من حزب الله بتشكيل الحكومة، وكان ميقاتي حصل على تأييد 68 نائباً لبنانياً من 128 يشكّلون اعضاء البرلمان، لترؤس حكومة جديدة. الاحتجاجات عمّت لبنان والحريري يرفض الشغب (رويترز) وافرزت الاستشارات النيابية انقسامات في الكتل وتغييرات في التحالفات. فانقسمت كتلة جنبلاط بين سبعة صوّتوا الى جانب حزب الله واربعة ايّدوا الحريري. كما خرج من التحالف ميقاتي والصفدي والنائب احمد كرامي الذين وصلوا في انتخابات صيف 2009 الى البرلمان على لائحة مدعومة من الحريري. وكذلك ايّد النائب نقولا فتوش الذي كان قد فاز في انتخابات 2009 النيابية بالتحالف مع الحريري، وميقاتي. الحريري يندّد من جهته ندّد رئيس حكومة تصريف الاعمال في لبنان سعد الحريري الثلاثاء بأعمال الشغب التي يقوم بها انصاره ردا على ما يعتبرونه "فرضاً" من جانب حزب الله الشيعي للمرشح نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، داعياً الى التزام الوسائل الديموقراطية في التعبير. وقال الحريري في خطاب نقل مباشرة عبر شاشات التلفزة: "اعبر عن شكري وامتناني لكل مواطن حر (...) قرر المشاركة في رفع الصوت مندداً بمحاولة الهيمنة على قرارنا الوطني ومدينة طرابلس تحديدا". أعبر عن شكري وامتناني لكل مواطن حرّ قرر المشاركة في رفع الصوت، مندّداً بمحاولة الهيمنة على قرارنا الوطني وقرار مدينة طرابلس تحديدا». واضاف "من واجبي في الوقت ذاته ان اعبر عن رفضي الكامل لكل مظاهر الشغب والخروج عن القانون التي رافقت التحركات الشعبية وشوّهت الاهداف الوطنية النبيلة لهذه التحركات". وتابع ان "الغضب لا يكون ولا يصحّ ان يكون بقطع الطرق والدواليب والتعدّي على حرية الآخرين مهما كانت الدوافع الى ذلك". ميقاتي: يدي ممدودة قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف نجيب ميقاتي انه سيبدأ مشاوراته مع النواب لتشكيل الحكومة الجديدة اعتبارا من يوم الخميس. كما اكد ميقاتي ان يده ممدودة لكل الفرقاء المتنافسين. احتجاجات ميدانياً.. عمت الاحتجاجات شوارع لبنان، فقد قطع محتجون طريقاً عاماً في منطقة الجومة ببلدة تكريت اللبنانية وأشعلوا اطارات السيارات، احتجاجاً على تكليف رئيس الوزراء الاسبق نجيب ميقاتي، برئاسة الحكومة الجديدة، وتأييداً لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري. ورفعوا صور الحريري والأعلام اللبنانية وأعلام تيار المستقبل، والشعارات الداعمة للحريري، مطالبين بعزوف ميقاتي عن ترؤس الحكومة. كما تجمع المئات من أنصار الحريري في مدينة طرابلس الساحلية للمشاركة في "يوم غضب" احتجاجاً على تكليف ميقاتي، المدعوم من حزب الله وحلفائه، برئاسة الحكومة. اغتصاب القرار وقال النائب محمد كبارة، العضو بائتلاف الحريري، خلال الاعتصام في ساحة النور بطرابلس: "إننا لن نقبل بأي إنسان يقوم بتعيين الرؤساء علينا ولن نسمح باغتصاب قرارنا واحتلالنا مجدداً". وأكد أنه "في يوم الغضب الوطني سنواجهكم بصدورنا وأجسادنا وإرادتنا حتى نسقط مخططاتكم.. إنكم (أي حزب الله وحلفاؤه) لن تسقطوا المحكمة". وتوقفت الدراسة في المدارس الرسمية والخاصة في لبنان، وبدت حركة السير خفيفة على الطرق الرئيسية. وعلقت في ساحة الاعتصام لافتة كتب عليها "لا بديل عن المحكمة". كما يحمل المتظاهرون صوراً لسعد الحريري ورفيق الحريري. وقالت ام خضر القادمة من بلدة القلمون الشمالية لوكالة فرانس برس "جئت لأشارك تضامناً مع الشيخ سعد الحريري لأنني مسلمة سنية وارفض ان يفرض احد على طائفتي مرشحاً لرئاسة الحكومة". واضافت ان "ترشيح نجيب ميقاتي جاء بضغوط سورية وايرانية، ونحن لن نترك الشارع حتى يترك ميقاتي هذا المنصب". وقال خليل دياب من باب التبانة في طرابلس، ان "تضامننا مع الشيخ سعد لأنه زعيم الطائفة السنية.. ميقاتي كان زعيماً بالنسبة لنا الا انه تآمر ضد الطائفة السنية وبات مرشح حزب الله". واقفلت المدارس وعدد كبير من المحلات التجارية في المدينة. وافاد مراسل فرانس برس ان بعض المتظاهرين أحرقوا صورة لنجيب ميقاتي المتحدر من طرابلس. واقدم متظاهرون في طرابلس على تحطيم سيارة نقل وارسال تابعة لقناة الجزيرة القطرية الفضائية مع قمر اصطناعي مثبت عليها بالعصي، ثم احرقوها. مرشد الجمهورية ووصفت صحيفة "المستقبل" التي تملكها عائلة الحريري الامين العام لحزب الله حسن نصر الله ب"مرشد الجمهورية". وكتبت "وحيداً في غربته العميقة... يخرج مرشح حزب الله لرئاسة الحكومة ليقول انه مرشح التوافق والاعتدال". واضافت: "من الذي سمى: الضغط والسلاح والترهيب والتنكر ولعبة الشارع ام القناعة وصدق التمثيل والقدرة على مواجهة الازمات؟". وتابعت: "لكنه عصر المفارقات وكل شيء جاهز طالما اراد مرشد الجمهورية له ان يكون". في المقابل، كتبت صحيفة "الاخبار" القريبة من حزب الله "الحريري و14 آذار: انا او ليحترق لبنان .. انا او الفوضى. هذا ما قرره سعد الحريري اخيرا". واشنطن ..علاقات معقدة وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن علاقات لبنان مع الولاياتالمتحدة ربما تواجه مشاكل في حال سيطر حزب الله على الحكومة. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية بي جي كراولي أن الولاياتالمتحدة "تتحفظ على حكمها (على الحكومة الجديدة) إلى حين تشكيلها، لكن رؤيتنا عن حزب الله معروفة جيدا". وأضاف كراولي إنه سيكون "صعباً" من الناحية القانونية بالنسبة للولايات المتحدة إن تواصل المساعدات المالية للحكومة اللبنانية في وجود حزب الله الذي نراه منظمة إرهابية، وستكون لدينا مخاوف كبيرة بشأن وجود حكومة يلعب فيها حزب الله دوراً رئيسياً". واعتبر أنه "كلما زاد الدور الذي يلعبه حزب الله في هذه الحكومة، أصبحت علاقاتنا مع لبنان أكثر تعقيدا".