احتبست الدموع في عينيها وأخذت تغالبها، وتهدج صوتها وتسارعت أنفاسها، وهي تتلقى خبر وفاة أخيها الأصغر بعد معاناته الطويلة مع مرض سرطان الدم، الذي غيبه عنها لأكثر من عام، حين غادر الديار بحثا عن متبرع يتطابق مع جيناته الوراثية، فقد يأس الأطباء من علاجه بعد أن استخدموا الكيماوي والإشعاعي، لكن دون جدوى.. سافر على أمل زراعة نخاع شوكي لكن مشيئة الله كانت بأن تستمر معاناته مع المرض وتزداد حالته سوءًا فقد بصره كان آخرها، لعل الله جعلها سببًا لحصد الحسنات وتكفير السيئات، وأن يلقى ربه ذاكرا مستغفرا مسبحا.. تدهورت حالتها الصحية بشكل سريع ومفاجئ، وبعد التشخيص اتضح إصابتها في البنكرياس والكبد مع استحالة علاجهما بالكيماوي أو الجراحي، وكان الخيار الوحيد لحالتها هو العلاج التلطيفي مما استلزم حاجتها لنقل دم، انتشر طلب التبرع بالدم في مواقع التواصل الاجتماعي، لم تمض عليها الليلة لنسمع خبر وفاتها.. كانت شخصية هادئة مبتسمة راضية بما قسم الله لها.. اشتكت من آلام في البطن، وسرعان من تم تشخيصه بأنه ورم خبيث، وبدأت بعدها مرحلة العلاجات الطويلة، فبعد العملية الجراحية الأولى، اتبعها العلاج الكيماوي والإشعاعي، ثم إجراء عملية أخرى لإزالة ثلاثة أورام، وسيتم اتخاذ خطة علاجية مناسبة بعد إجراء مزيد من الفحوصات، وهكذا تستمر المعاناة على أمل الشفاء بالاعتماد على الله الشافي المعافي.. علمت بأنها مصابة، تكتمت على الموضوع، ثم استخارت واستشارت، وقبل موعد العملية يوم أخبرت زوجة ابنها والتي تعتبرها بنتا لها، والتي رافقتها طيلة مكوثها في المستشفى من قبل إجراء العملية حتى مغادرتها إلى البيت.. تقول العملية هي الخطوة الأولى، وتتبعها خطوات من العلاجات والمتابعات، لكني متفائلة بأنني سأتعافى بفضل الله ورحمته قريبًا إن شاء الله.. يقول أحد مصابي مرض الرحمة: «إن معاناة العلاج بالكيماوي ليست هينة، فهو احتراق داخلي وجفاف بالحلق وآلام في العظام، يفقد المتداوي به طعم الأكل ويشعر بآلام مفاجئة ونار تسري في عروقه.. لا يطيقه إلا من صبر واحتسب.. اللهم اشف كل مصاب».