يستقبل مركز الأورام في مدينة الملك فهد الطبية ثلاث آلاف حالة لمرضى الأورام سنويا، ويقدم خدماته العلاجية لأكثر من 20% من حالات السرطان بالمملكة، إضافة إلى العلاج الإشعاعي والعلاج التلطيفي. ويساهم المركز في رسم الإستراتيجية الوطنية للسرطان، حيث يعد المرجع الرئيسي لمرضى الدم والأورام في المنطقة الوسطى بوزارة الصحة، ويتم تحويل المرضى من جميع مناطق المملكة لتلقي العلاج اللازم. وأكد المدير العام التنفيذي بمدينة الملك فهد الطبية الدكتور محمود اليماني التزام المدينة الطبية في تقديم الخدمات التخصصية للمواطنين وفق أعلى المعايير الدولية والتي تتفق مع استراتيجة الرعاية الصحية في المملكة، حيث يأتي ذلك ضمن أهداف المدينة الطبية في تطوير الجانب العلاجي والحصول على أحدث التقنيات العالمية في هذا المجال ودمج واستخدام التقنيات الجديدة لخدمة أكبر شريحة من المستفيدين وفق أسهل الطرق العلاجية والتشخيصية وأكثرها دقة. وأشار اليماني إلى التوسعة التي سيشهدها المركز ضمن مشاريع المراكز الطبية الحديثة، إضافة إلى مركز البروتون والذي يعد التقنية الأحدث في مجال علاج الأورام، مؤكدا الدعم الذي تتلقاه المدينة من معالي وزير الصحة د. توفيق الربيعة والاهتمام بإنجاز هذه المشاريع الصحية وتقديم خدمات متخصصة للمرضى على أعلى جودة ممكنة. وبين د. محمود اليماني أن المدينة الطبية دشنت في الفترة الماضية المرحلة الأولى من تشغيل المعجل النووي لعلاج الأورام بالبروتون في المدينة الطبية بالتعاون مع المركز السعودي للعلاج بالجسيمات حيث يصنف الأول على مستوى الشرق الأوسط، موضحا أن تركيب المعجل النووي وتشغيله هو امتداد اتفاقية وزارة الصحة لإنشاء المركز الوطني لعلاج الأورام السرطانية بتقنية البروتون في مدينة الملك فهد الطبية، لافتا إلى أن مشروع نقل وتوطين تقنية العلاج بالبروتون من أكبر مشاريع العلاج بالبروتون على المستوى العالمي، الأمر الذي يسهم في تخفيف عناء المريض ومرافقيه عند السفر لتلقي العلاج الاشعاعي بالبروتون في أمريكا أو ألمانيا. وحول مشروع تقنية المعجل النووي أبان د. موسى الحربي مدير مركز الأورام في المدينة الطبية أنها تعمل هذه التقنية على تعجيل البروتونات إلى طاقة 250 مليون الكترون فولت ثم تسليطها مباشرة على الأورام لتدمير الخلايا السرطانية بشكل عال الدقة للمحافظة على الاعضاء السليمة المجاورة للورم، حيث يتم توزيع الشعاع المنبعث من هذا المعجل إلى خمس غرف للعلاج الاشعاعي خصصت واحدة من هذه الغرف لعلاج العين والبحث العلمي. وأضاف د. موسى الحربي: "يعتبر العلاج بالبروتون من أحدث تقنيات علاج الاورام حيث يتم تعجيل البروتون في معجل دائري (سيكلوترون)، ثم يسلط هذا الشعاع على مكان الورم ليقتل الخلايا السرطانية ويحافظ على الخلايا السليمة الواقعة بجوار الورم وبالتالي فإن هذا النوع من العلاج يقلل من المضاعفات المعتادة في العلاج الاشعاعي التقليدي والتي تستخدم الاشعة السينية في علاج الاورام وهذا النوع من العلاج الاشعاعي مناسب في حالات سرطان الأطفال والتي تكون فيها المحافظة على الخلايا السليمة أولوية علاجية وفي نفس الوقت يتمكن الطبيب من استخدام جرعة عالية (أعلى من تلك التي يمكن إعطاؤها في حالة العلاج بالأشعة السينية)، ولذلك فإن هذه الجرعة العالية تفيد بإذن الله في زيادة فرص الشفاء من هذا المرض". وحول أقسام المركز أوضح الحربي أنه يضم التالي: قسم أمراض الدم وزراعة الخلايا الجذعية: تشمل أقسام التنويم والعيادات الخارجية مدعومة بعيادات اليوم الواحد العلاجية لاعطاء جرعات العلاج الكيميائي ودعم مرضى السرطان، بالإضافة إلى تقديم المشورة الطبية لكافة أجزاء المدينة الطبية بمختلف قطاعاتها ومستشفياتها، والقسم متخصص في تشخيص وعلاج أورام وأمراض الدم التي تشمل اللوكيميا (سرطان الدم) الحاد والمزمن، والليمفوما (سرطان الأنسجة والغدد الليمفاوية) بانواعها، والميلوما، وأمراض كسل وفشل نخاع العظم، وغيرها من أمراض الدم الخطيرة التي تحتاج إلى مراكز متخصصة في التشخيص والعلاج. قسم طب الأورام: يعد من أهم الأقسام بالمركز حيث تشكل أورام الثدي والقولون والمستقيم وأورام الرئة أكثر من 50% من الحالات بالإضافة إلى أورام المخ والأعصاب وأورام الأنسجة الرخوة وأورام العظام وأورام الجهاز التناسلي للنساء وعدد كبير من الأورام النادرة. قسم أمراض الدم والأورام للأطفال: يسعى إلى مساعدة جميع الأطفال المصابون بأمراض الأورام أو أمراض الدم الصعبة والمزمنة وإدخال الأمل والفرحة على قلوبهم وقلوب ذويهم. عيادات علاج اليوم الواحد الخارجية: وتساعد هذه الخدمة كثيرا في تقليص حالات التنويم حيث يتم إعطاء كافة أنواع العلاج الكيمائي ومعاينة المرضى الذين يعانون من ارتفاع درجة الحرارة أو نقص في الدم والصفائح الدموية ويتم إعطاء المضادات الحيوية الوريدية ونقل الدم ومشتقاته للمرضى مما يساعد المرضى وذويهم على البقاء في المستشفى لساعات معددوه فقط دون الحاجة إلى التنويم إلا عند الضرورة، إضافة إلى أقسام أخرى مساندة في التشخيص مثل قسم الأشعة وأقسام المختبر مع توفر جميع التخصصات الجراحية وكذلك صيدلية الأورام حيث يتم تحضير العلاج الكيمائي وغيره قد ساهم في نجاح قسم أورام الأطفال. قسم العلاج الإشعاعي: يضم القسم أحدث أجهزة العلاج بالأشعة مثل المحاكي الطبقي الذي يعد من أحدث الأجهزة الدقيقة لتحديد الأورام السرطانية وجهازي مسارع خطي ثنائيي الطاقة، وكلا الجهازين من أحدث الأجهزة في العلاج والتخطيط الإشعاعي، ويقوم القسم بتقييم المرضى المحتاجين للعلاج الإشعاعي من خلال العيادات الخارجية، ووحدة المعالجة بالأشعة، ويقوم القسم حاليا بتقديم أحدث تقنيات العلاج الإشعاعي كالعلاج الإشعاعي بتقنية IMRT والقوس السريع (Rapid Arc (والعلاج الاشعاعي المتوافق مع التنفس (IGRT) والجراحة الإشعاعية والعلاج الإشعاعي عن قرب (Brachytherapy) والعلاج باستخدام النظائر المشعة والعلاج بالموجات الفوق صوتية الموجهة والذي يعتبر أول جهاز من نوعه بالمنطقة، كما تم افتتاح غرفة للأفاقة. وحدة الفيزياء الطبية: تتبع هذه الوحدة لقسم العلاج الإشعاعي، وهي تضم عددا من الفيزيائيين والفنيين في مختلف تخصصات الفيزياء الطبية، حيث تقوم الوحدة بجميع عمليات تخطيط العلاج الإشعاعي وحساب جرعات المرضى الإشعاعية، إضافة إلى عمليات معايرة جميع أجهزة العلاج والتشخيص الإشعاعي والأجهزة التشخيصية، والقيام بجميع اختبارات الجودة اللازمة لتأكيد سلامة ودقة ما تعطيه هذه الأجهزة من نتائج علاجية وتشخيصية. قسم العلاج التلطيفي: تم افتتاح قسم خاص للعلاج التلطيفي لمرضى السرطان مدعوم بمتخصصين في الرعاية المنزلية والرعاية التنفسية والخدمة الاجتماعية والارشاد الديني والنفسي، حيث تم توفير أجهزة نوعية لعلاج الألم، كما يقوم فريق الرعاية التلطيفية بالمرور اليومي على المرضى المنومين وتلمس حاجاتهم الطبية والنفسية والدينية والاجتماعية. أجنحة التنويم و عيادات المركز: أقسام التنويم: توجد بالمستشفى غرف مجهزة بأنظمة تنقية الهواء (HEPA FILTERS) ومزودة بالضغط الإيجابي منعاً لانتشار الالتهابات والعدوى إلى مرضى أمراض الدم والأورام. والطاقة الاستيعابية بما فيها أجنحة الأطفال 91 سريراً، ويجري رفع الطاقة الاستيعابية تدريجيا إلى 120 سريرا بإذن الله بما فيها قسم الأطفال قبل الانتقال الى مبنى المركز الجديد. وحدة علاج الأورام اليومية: وتصل الطاقة الاستيعابية الكلية إلى 45 مريضاً يومياً، كما تم افتتاح وحدة علاج الاورام اليومية للأطفال لتستوعب 15 مريض يوميا. وحدة العلاج الإشعاعي: تحتوي الوحدة على جهازي مسارع ثنائي الطاقة ومحاكي طبقي وجهاز العلاج بالموجات الصوتية ومركز التخطيط للأشعة وجهاز العلاج التداخلي الإشعاعي ويتم حاليا تقديم أحدث تقنيات العلاج الإشعاعي بهذه الوحدة، حيث يتم علاج ما يزيد على سبعين مريضا يوميا. وحدة العلاج بالنظائر المشعة: تحتوي هذه الوحدة حاليا على غرفتين مجهزتين للعلاج باليود المشع وغيرها من النظائر المشعة، وهي غرف مجهزة تجهيزا خاصا ضمن المواصفات والمقاييس العالمية من ناحية العزل ضد الإشعاع بالإضافة إلى نظام تصريف صحي مستقل لحماية البيئة. د. توفيق الربيعة د. محمود اليماني د. موسى الحربي