ان معرفة أسباب السرطان هي المفتاح الأساسي للوقاية والعلاج. كما ان الملاحظات السريرية للطبيب ذات قيمة كبيرة فالملاحظات التي تتعلق بالأمراض السابقة التي أصيب بها الطفل قد تعين في الكشف المبكر لنشوء بعض الأورام التي يتعرض لها اثناء طفولته ومن الأورام التي يجب تشخيصها مبكرا سرطان الكلى عند الأطفال او ما يسمى (ورم ويلمز) الذي يعتبر احد أكثر الأورام البطنية شيوعا أثناء الطفولة المبكرة وحسب الاحصاءات الطبية فان تشخيص ثلثي الحالات يتم قبل سن الرابعة من العمر والواقع ان ورم ويلمز يحدث في سن الوليد إلا ان الورم يظهر غالبا بعد السنة الأولى وقد يصاب هؤلاء الأطفال المصابون بتشوهات مصاحبة في الجهاز البولي والتناسلي وتظهر علامات المرض المبكرة عند الأطفال بآلام متكررة في البطن وانتفاخ مع ارتفاع درجة الحرارة وبالفحص يستطيع الطبيب ان يتلمس كتلة قاسية في المنطقة الكلوية ومن خلال الأشعة الملونة (I.V.P) يستدل الطبيب على وجود كتلة داخل الكلية ومع ذلك لا يستطيع تأكيد التشخيص ويبدو الورم بشكل كتلة متماسكة مستديرة يحتل معظم الكلية المصابة. كما تتضح من خلال هذه الأشعة وجود الكلية الطبيعية الأخرى ولتشخيص الورم يخضع الطفل لفحوصات أخرى مثل الأشعة المقطعية والمغناطيسية وذلك قبل ان يستفحل الأمر ويحدث انتقال المرض الى الغدد اللمفاوية وقد يمتد الى الرئة والكبد لذا فان درجة الشفاء من هذا المرض تعتمد على التشخيص المبكر والعلاج باستئصاله جراحيا ويصنف الأطباء هذا المرض إكلينيكيا حسب المراحل التي يتم الكشف عنه فالمرحلة الأولى من المرض يكون الورم محددا في الكلية ويتم استئصاله بشكل تام جراحيا اما المرحلة الثانية فيكون الورم قد انتشر الى ما وراء الكلية ومع ذلك يتم استئصاله جراحيا بشكل تام ولا توجد مظاهر متبقية بعد خط الاستئصال وعندما يصل الورم المرحلة الثالثة يكون الورم محددا في البطن وغير منتشر في الدم لكن الورم يتفتت أثناء العمل الجراحي وليس باستطاعة الجراح استئصاله تماما وفي المرحلة الرابعة ينتقل المرض الى الدم والرئة والكبد والعظام والدماغ وعندما يصل الورم المرحلة الخامسة والأخيرة يكون الورم قد أصاب الكلية الأخرى ويصبح العلاج معقدا وعلاج هذه الحالات يتم حسب المراحل المذكورة فقد يكون العلاج جراحيا وقد يحتاج الطفل بعدها الى العلاج الكيماوي وقد يصاحب ذلك ايضا معالجة اشعاعية لكن استجابة ورم ويلمز الجيدة للعلاج تجعل من الضروري بل يتحتم على طبيب الأطفال التشخيص المبكر بحيث لا يفقد الأطفال المصابون بهذا الورم فرصتهم في الشفاء والتي هي فرصة حقيقية حيث نسبة الشفاء من المرض في المرحلة الأولى كبيرة جدا وعلى كل حال فان خطة العلاج تعتمد على تقرير الجراحة وتقييم الموجودات النسيجية والخلاصة ان شفاء الطفل من هذا الورم (ورم ويلمز) يعتمد اساسا على كشف الطبيب المختص له في مراحله المبكرة. @@ د. باقر حمزة العوامي استاذ طب الأطفال استشاري أمراض الدم والسرطان