{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (سورة البقرة: 126). {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (سورة آل عمران: 104). {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا} (سورة النساء: 54). {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} (سورة النساء: 58). {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} (سورة البقرة: 168). المناداة الإلهية للناس كافة وتبين الحلال الطيب والجني الطيب وابتعاد الناس عما يخدش العقيدة وتجنب المردود الحرام الذي هو عداء متواصل مع الخير والحلال بل وهلاك عظيم، الإشارات الإلهية واضحة من خير ومنح ربانية وفرض الله على الناس بأن تتولى أمة الدعوى للخير وإظهار كلمة الحق وتبيان فضل الله على اتخاذ الكتاب ألا وهو البيان لسبيل النور والحقيقة والحكمة التي تبنى عليها الأسس وعلاج آفات المجتمعات من البعد عن الهداية والتي هي فشل الأمم بالإنتاجية الصحيحة واستئصال شرور الأعمال.. الحكمة التي هي الشريان المغذي لباب العدل كأساس للحكم والازدهار. هذه هي ثقافتنا العظيمة ثقافة المجد وتعاليمها الإسلامية ذات الأخلاقية والبحث في كل الأطر من اجتماع واقتصاد وغير ذلك من علوم وبحوث إن هذه الثقافة لفي نفوس الأمم كغرسة طيبة زرعت في الأرض وأينعت في السماء، تلك الغرسة الطيبة ذات النشأة الصالحة بالأحكام والتكاليف والقيود من تكاليف وجدانية وسلوكية أعمال تنمي اقتصاد البلاد. تكاليف الأمر والنهي، تكاليف الاتصال والامتناع عن فعل ما تقيد من يتوجه بها بطرق التعرف الصحيح ورسم وسائل جائزة توجه النشاط الإنساني والكفاية في نطاق المشروع لحاجاته والتطلع للمصلحة الجماعية. فالإسلام دين يبغض الفقر ويكافحه ويدعونا لتنمية المراكز المادية بالوجهة الصحيحة لتقديم الطاعات المفروضة وإن ابتغاء فضل الله ورضاه يكسب المال المشروع. وكلما ارتفع منسوب المستوى الثقافي للأمة واحتضانها لهذه الثقافة وعند التركيز للسيطرة على الهفوات والشروخ إن وجدت يرتفع نمط العيش وحالت الحياة دون عوز وفاقه بعون الله. وإن متطلبات المجتمع للتصور الثقافي السليم الهادف للارتقاء الأمثل وبكل جوانب الحياة لا تقتصر بهذا التوجه بل امتداد لحدوث تغير اقتصادي شامل.. لمن يفكر بمنع الانحطاط والخروج إلى عالم النور.. لمن يواصلون رحلة السلام بين الرجال والعطاء. إلى ملاذ الصادقين والغيارى.. إلى من احتضنوا بشهامتهم شكايات المساكين.. إلى مملكة المحبة سلماً وأماناً إلى السعودية.. زماناً ومكاناً، وما يشاهده العالم بأسره اليوم هو التقدم الملحوظ للخيارات الاقتصادية الطيبة المقدمة من المملكة حول التبادل التجاري وبطبيعة تلفت الانتباه للتمسك بأواصر الالتزامات المشرعة بل وفتح المجال الواسع لعملية التشغيل السريع للمردود وإنتاجية بذلك، ومواصلة التعرف على ما يحتضن الآخر من إمكانات لدفع الإطار الاقتصادي والتوجه الصحيح من مليك هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وسدد خطاه. إنه لمن الحق بالاعتراف والوقوف بإجلال لمن يواصلون دفع الزورق زورق النجاة لشاطئ الأمان.. إلى من يسعى لبناء الإنسانية البناء المراد حقاً.. {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} (سورة الزلزلة: 7). أما آن الأوان لرجعة بعض القلوب خاشية.. أما آن أن ترجح كفة الحلم داعية. مكة والمدينة تنشدان السلام... إن الله سبحانه وتعالى له بكل شيء آية وله في الأرض رايات عزة مقدرته وجل بهائه.. مكةالمكرمة كعبة المسلمين وحضن دافئ للمحبين، راية الله في أرضه والمدينة أرض المحبين والكرام.. {وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (سورة المائدة: 2). أما آن الأوان لنستحي من الله سبحانه، لما نريد وبأيدينا أحياناً طمث الهوية الحقيقية لإسلامنا الحنيف إسلام السلام والمحبة رسالة الكلمة الطيبة للبشرية جمعاء. أناشد من يحاول وضع هذا الدين المجيد في بوتقة الشبهة إن الله لن يخذل من ينصر دين الله. فرض الآراء ليست بحمل السلاح والتدمير فحضارتنا لم تبدأ بالقتل والتدمير.. إلى من يقرأ ظواهر الأمور وبشتى أنواعها يجب الاعتراف والمواصلة بالعرفان لمن يمجدون ويعطون بل ولا يبخلون بتوضيح الحقيقة إلى من ساهم في تثبيت الدعائم للأمة المجيدة بعون الله لإعلاء كلمة الحق وراية الله في أرضه.. الله الله لمن يرسخ تواده بحب الخير لمن ينشد الخير هنا مملكة للخير ناشداً مملكة مضاءة هل تختفي أنوارها عن الأبصار. كم من همم وبذل أخرج للمجتمعات لتبيان الوجه الصحيح والمنظور الصائب بحال هذه الأمة وإرشاد الآخرين ومساءلتهم ما يعني المسلم الحقيقي، والإسلام إسلام النصيحة والعزة لا التخاذل والانكسار ومن أول نقطة وإن كانت تتجه للتحول الخاطئ لإيصال الكلمة والتبليغ عن الحق والرشد للدين الحنيف ولأقاصي البلاد.. كم من دعاة ومن هنا من المملكة التي تسعى دوماً للنهوض برسالة هذا الدين استجيب لهم وكم من مساجد قد علت مآذنها وكم من صروحٍ على هذه المعطاءات شاهدة.. بوركتم وبوركت عطاءاتكم لوجه الله... يا من تساهمون لأداء أمانة الله ووصية رسول الله (وبلغوا عني ولو آية).. أمة اقرأ.. أما فاعلم انه لا إله إلا الله.. بدأ بالعلم لازدياد التعلم، أمة خصها الله بالثقافة الحميدة، ذات المدلول الإنساني والأخلاقي، أمة تدعي لبناء الحضارة بناء الشمول والكرامة، دعائم وبأسس وركائز متينة لا تنهار بعون الله ولن تموت، فمهما واجهت هذه الأمة من أزمات وصعاب ومتربصين ولا ننسى ذكر فئة الغلو من بعض أبنائها ودعوانا لهم بتوبة ورجوع (تركوا فتُركوا) تركوا المتانة والقوة وبدؤوا يبحثون لاهثين وراء المرئيات والقشور ستبقى هذه الأمة للحق داعية لا تهاب الرياح الزائلة ومهما حملت. لا تبنى الحضارات وتدعم دون رجوع للأصول والتحفز حول التثقيف البناء وخلاص الفكر من التوجه الأزور فهناك ماضينا العريق الذي يحاكي الآخرين دون تعجرف قوته عقلانية بالبناء إلهية المنشأ والفطرة خلاصة الفكر وبمنظار الرسالة الإسلامية. من يرفض معايشة واقعه ولا شعور يلازم بني قومه ويريق له احتضان أفكار هدامة وآمال غير عقلانية.. ماذا تنتظر منه؟ من يود المثول للحقيقة والاعتراف بخطأ ما قد جناه لا يعني ذلاً وانكساراً بل خطوة نحو الرفعة فلنكن ممن يسعون لنصرة كلمة الحق ولمعانها وإيضاحها على مرأى الجميع، وعند غياب العقل وعدم الرضوخ لواقع أنت تصاحبه وتعايشه تسود فوضى ويعم خراب لا يطوله وصف، ألا نتذكر حديث المصطفى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ضار ضار الله به ومن شاق شق الله عليه). فلا ضرر بأحدٍ وعدم الخلل وإرساء المشقة على أحد. وتذكر أخي أن هناك الكثير ممن يقرؤون الكتب الصالحة ولا ترى منهم سوى الأفعال الشيطانية.. إن للفكر والتقدم الحضاري ذاكرة قيمة في تاريخ الأمم، غير أن الأمم اللاهثة وراء المرئيات المنفرة والمتغطرسة تبقى وعن عهد قريب تائهة في بحر النسيان وتحت ستار فرض بعض النظريات الوضعية وكلمات تترنم حول إصلاح أوضاع الشعوب والتدخل العشوائي في أنظمة الغير ينكشف عنها الستار نحو انتهازية الفرص لتسلب لقمة العيش من الأمم الضعيفة لتعيل شعبها غير أن التقنية أبدعت لأوليات القهر لا للمدلول الخيّر والسلوك الإنساني المطلوب. باختلاف الظروف تبقى الرغبة في العيش مستمرة وصولاً للأحسن ومن ثم الرفاهية فمهما تعددت الأسباب وتنوعت الكائنات (السمكة تحاول أخذ الكثير من الأوكسجين في النزاع للأنفاس الأخيرة محدثة اضطرابات في المحيط الكامنة فيه) فكيف ببني البشر بين العقلانية والوحشية وبين القروي والهيجان. الرغبة في العيش الكريم والرغبة في الاستكشاف، الرغبة في المزيد والمزيد.. يجب علينا التحرر من طغيان القوى غير الواعية عندها يتم السيطرة.. الرجوع العقلاني والإرادة على الإنتاج. من لا يستطيع السعي لحب العطاء وللناس كافة وأداء الأمانة علماً وعملاً يسعى إلى التشتيت والفساد بينهم. من المسلّم به خلق الله الكون وما فيه بقدرته سبحانه وتعالى واستخلف عباده بإقرارهم لوحدانية الله غير رافضين ولحدود الله مراقبين وبعطاء الله شاكرين استخلافاً بالعدل والرحمة فيما بينهم.. استخلافاً لفروض الله وتشريعه الكريم.. استخلافاً لصلاح العموم.. استخلافاً للتعاون على البر والتقوى وكلمة النصح، استخلافاً للعلماء وإيصال علمهم النافع للناس وبحثهم عن المجهول وتعريفه للناس إن وصلوا بعون الله.. استخلافاً للأغنياء وأخذهم هذه النعمة من الله للرفق والانفاق، استخلافاً لأئمة هذه الأمة على ما ينحدر من ألسنتهم من فتاوى واجتهادات.. استخلافاً لحكام هذه الأمة بالسير على كتاب الله ومنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عدل وانصاف بل وحمل هموم الرعية ودرء العوز عنهم. {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة} (سورة البقرة: 30). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن المقسطين عند الله على منابر من نور) رواه مسلم. ومن المعهود وبهذه الفترة أن أغلبية البلاد العربية بل والمسلمين تخضع للفرضيات الغريبة وهذا الشيء لا يمنع إن كان به تقدم لحياة الشعوب والمواكبة الحية وإنما ليس من المعقول بل والمفروض بتاتاً أن تبقى هذه الدول في حصار وضمن نظرية تعاود الشك إلى أن نقول الحدود العربية حقل تجارب غربي ومع هذا لا تعود عليها إلا باللانفعية تقدم غربي على الرغم من الوجود العربي وإدلالاته. الصراع يدور حول نقاط عدة والذي يجب أن يرسخ قد حل على العالم الأنظمة الكثيرة والقوى العظمى التي أرادت الانفراد اقتصادياً وسياسياً وثقافياً أو أنها تصدر ما تريد تصديره دون اختيار الآخر أحياناً، تحاول وضع الاقتصاد العالمي والمستوى الثقافي بين العزلة والتحريف، على عكس ما يجب أن نصدره نحن للآخرين حيث نؤكد على سلامة الجوار ومد يد العون ونحاور إذا ابتغى الموقف لذلك ونتواصل لطلب رقي العيش والتزود ثقافياً لأصالة الرسالة المحمدية وبكل ما تحتويه إن جاز التعبير، نحن ندخر كنوز المعرفة والاستدلال ولا نمانع في انتهال الآخرين من هذا النهر الذي يغذي جسداً لا حراك له أحياناً ولا تجعل الحياة على جرف منهار للتنافس على الهواء بل نسعد عندما يتنفس العليل الهواء النقي.. والسعادة الأكبر في معرفة السبب لهذه العلة والبحث عن طرق العلاج. والمسار الآمن للشعوب كافة هو الاتجاه الصحيح لقبول ثقافة تعالج نمط العيش ذات المستوى البيّن والنفعية الجمة لا غبار عليها ولا مخاوف من الأخذ بها ولكن كيف يتم توصيلها لمن يجب أن يأخذها ويتحلى بقيودها وضوابطها..؟ ومن هم الذين يعقد عليهم لواء هذا العزم للتبليغ..؟ إن العدالة رحمة من الله والصلاح هبة من الله والحكمة سر من الله.. والعدالة هي التي تحول النفس للحرص على الوفاء. إن التعامل الحسن والعدل يخلقان أهل الجد والصلاح، والتفريط في واجب العدالة ميل في كفة التقدم والنمو، فتبرز فئة التصنع والتملق ممن لا يعبأون بواجب ولا مصلحة العامة ولا يخافون الله سبحانه، إن العدالة في مستويات الأنظمة تزيد من معدل الإنتاج على كل المجالات (العقائدية والفكرية والاقتصادية..) إن من دوافع العمل للإنسان وتحمله الجد في الإنتاج والرضا بعمله عدالة المسؤول وقناعة من يجب إدارته بعدالة ذلك، إن النفس بالدرجة الأولى أن تأخذ حقها المادي والمعنوي فإذا أمنت على ذلك اطمأنت فأقبلت على واجبها ونشطت في عملها وذلك سر نجاحها، إن العدالة حق الأمانة وواجب حفظها والأعظم أهمية للتقدم والازدهار. إذا كان سادة القوم ها هنا للحق تابعينا فماعطاء الرعية والعموم نقيض وجفون ما استراحت من البكاء يقينا بأرواح سليلة المجد عدالة تفيض وما يخص علماء هذه الأمة المباركة بتكثيف الجهود لاختياراتهم الخيّرة وإنارة الطريق للراغبين برفع لواء العزة وبكل مضامينه من التثقيف الصحيح والفكر المنير مبتعدين عن التنفير والغلو.. ومبشرين بهذه الأمة الطيبة أمة ثقافتها من الله وبنهج رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.. واهتمام البعض للكفاءات الموجودة على الساحة والمتميزين للنهوض بهم وإعانتهم. وأختم ان القضايا التي يمتلكها البشر لا يمكن الدفاع عنها بالسلاح بل هناك ركائز وقوانين موضوعة، وشرائع يعترف بها، وموازين لا غبار ولا أقنعة يخفي أشعة الشمس، إن مدى وضوحها لا يطول ويوصف هذه ثقافتنا المباركة بعون الله ذات القواعد السليمة وغير الموجهة للهدم.