أكد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز تفاعل المملكة العربية السعودية مع قضايا المسلمين وأنها تهتم بمشاكلهم وتعمل دائبة للمساهمة في حلها ولعل ابرز الادلة على ثبات هذا الموقف واستمراره هو موقفنا من القضية الفلسطينية فقد مرت هذه القضية بمراحل عصيبة ودقيقة وما زالت المملكة تسعى جهدها في سبيل احقاق الحق وتطبيق القرارات الدولية الصادرة في هذه القضية والعمل على ارساء قواعد السلام وفى هذا الاتجاه تجيء مبادرة السلام التي تقدمت بها المملكة إلى القمة العربية الرابعة عشرة في بيروت وتبنتها القمة فاصبحت مبادرة سلام عربية لاقت دعما دوليا. وأوضحا - رعاهما الله - في الكلمة التي وجهاها إلى حجاج بيت الله الحرام بمناسبة حج هذا العام 1423ه بأن موقف المملكة من المسألة العراقية وقضية نزع أسلحة الدمار الشامل لا يخرج عن تلكم المبادئ بل هو تطبيق وعمل بمقتضاها فنحن لا نألو جهدا ولا ندخر وسعا في سبيل تجنيب العراق وشعبه الشقيق خاصة والمنطقة عامة مخاطر الحرب وويلاتها واثارها ونأمل ان تفلح الجهود التي تسعى لانهاء هذه الازمة بالطرق السلمية ويسود منطق العقل ويعلو مبدأ الحوار البناء بحيث يمكن انهاء الخلافات بالطرق السلمية. وكذلكم الامر بالنسبة لقضية أسلحة الدمار الشامل وانتاجها سواء في هذه المنطقة أو في العالم اجمع فالمملكة وبحكم ثوابتها المعروفة تدعم كل الجهود الدولية القائمة والرامية إلى نزع أسلحة الدمار الشامل سواء في هذه المنطقة أو غيرها من بقاع الارض أيا كانت هذه الأسلحة نووية أو كيماوية أو بيولوجية وتدعو المجتمع الدولي للقيام بواجبه في هذا المجال للعمل على الحد من هذه الأسلحة الفتاكة ووضع الضوابط والمعايير التي تساعد على التقدم المنشود في جميع مجالات نزع أسلحة الدمار الشامل. وأوضحا - حفظهما الله - ان الارهاب افساد في الارض وسعي في خرابها وبغي وعدوان على الاخرين ولو تدبرنا القرآن وتتبعنا الآيات التي تنهى عن الفساد وتنفر منه وتذم المفسدين أيا كانوا وأينما كانوا وتحرم البغي والعدوان وتدعو إلى الاصلاح والبناء وتحذر من الافساد والخراب لوجدنا الشيء الكثير فالله عز وجل لايحب الفساد، والمفسدون في الارض هم الخاسرون ويقول سبحانه في محكم التنزيل {وّلا تّعًثّوًا فٌي الأّرًضٌ مٍفًسٌدٌينّ}، والآيات والاحاديث الواردة في هذا الشأن كثيرة معروفة وهي منطلقنا في جميع المواقف التي تبنيناها في السابق ومازلنا نتبناها حول مسألة الارهاب داعين إلى تأصيل هذه المسالة تأصيلا لا يفرق فيه بين فئة وفئة أو بين دولة ودولة ويجب ان يفرق العالم بين حق الشعوب المحتلة أراضيها في المقاومة المشروعة لتقرير مصيرها وتحرير أراضيها وانه امر مشروع وبين الارهاب الذي هو افساد في الارض وانه أمر محظور وقد دأبت حكومة المملكة العربية السعودية على إدانة الارهاب بكل صوره وأشكاله وكانت سباقة إلى حث المجتمع الدولي على التصدي لهذه الظاهرة العالمية الخطيرة فالتطرف والعنف والارهاب ظواهر غير مقصورة على شعب أو عرق أو ديانة والتصدي لها لا يتأتى الا من خلال عمل شامل يتم في إطار الشرعية الدولية يكفل القضاء على الارهاب ويصون حياة الابرياء ويحفظ للدول سيادتها وامنها واستقرارها كما ان مكافحة الارهاب تتطلب تعاونا دوليا ضد ايواء العناصر والجماعات الارهابية والحيلولة دون تمكينها من استغلال أراضي الدول التي تعيش فيها لاستخدامها منطلقا لانشطتها التخريبية مهما كانت الذرائع والحجج.