نواكب اليوم حفل تكريم أو «اعتزال» الكابتن فهد الهريفي الذي حتى وإن تأخر كثيرا عن أوانه إلا أنه لا يلغي ما تحفظه الذاكرة الكروية لهذا النجم المصنف واحدا من أهم لاعبي وسط الميدان الذين مروا على الكرة السعودية منتخبا وناديا. بهذه المناسبة يجدر بالهريفي وبكل عشاق الكرة أن يثنوا بالشكر والعرفان للمؤسسة الرياضية «الهيئة العامة للرياضة» بقيادة ربانها المستشار تركي آل الشيخ على مواقفها المسطرة بمداد الوفاء لكل من خدم الرياضة السعودية. في هذا المساء الذي سيظهر فيه «الموسيقار» من جديد مرتديا قميص أصفر العاصمة ومحاطا بكل محبيه حاملا تاريخا لا ينسى، تمتزج فيه الأفراح بالأحزان، والإبداع بالإصرار، ففهد قصة من كوكب مختلف على أرض الملعب، كان لاعبا لا يقبل الخسارة، يتفاعل مع جميع مكونات المباراة من معشبها إلى مدرجها. - لقب بالموسيقار لأنه يعزف أوتار الكرة بطريقته الخاصة، يأسر المتابع، ويحير المنافس، هو اللاعب الذي قال عنه رمز النصر الأمير عبد الرحمن بن سعود «الهريفي لاعب عن ثلاثة لاعبين في الملعب، صانع لعب، مهاري، هداف مساند للمهاجمين». - ثقته بنفسه دفعته ليحجز المكان ويكون نجم الزمان مع عمالقة النصر بقيادة الأسطورة ماجد، فكان ضلعا مهما في تكوين القوة الضاربة التي كتبت للنصر التاريخ وذهبت بالهريفي للقميص الدولي. في موسم 1994 كان الهريفي الاستثناء في النصر والشمس التي أضاءت المدرج، لعب كما لم يلعب من قبل، فتوج موسمه الذهبي بالدوري والذهاب لمونديال 1994 ليضع البصمة الخاصة بصناعة أول هدف سعودي للعبقري فؤاد أنور. - مع النصر عاش حكايات لكنه في النهاية كان ينتصر حتى أنهى مسيرته عام 2000 بمشاركة تاريخية في كأس العالم للأندية في البرازيل بل وجملها بتسجيل أول أهداف النصر على يسار الإسباني الشهير كاسياس. - بالتوفيق للكابتن فهد وأطيب الأمنيات بسهرة متكاملة الجمال مع عزف أخير للموسيقار في حضرة نجوم فالنسيا.