وزير الموارد البشرية يشارك في تعزيز العمل العربي المشترك خلال اجتماعات التنمية الاجتماعية في البحرين    أمير الشرقية يرعى الاحتفال بترميم 1000 منزل في المنطقة    الإسعاف الجوي بنجران ينقل مصابا في حادث انقلاب    تدشين مسار «لامة مدر» التاريخي بحائل بالشراكة بين البنك العربي الوطني و«درب»    وزير الداخلية يعزز التعاوزن الأمني مع نائب رئيس وزراء قطر    الأمير عبد العزيز بن سعود يكرم مجموعة stc الممكن الرقمي لمعرض الصقور والصيد السعودي الدولي ومهرجان الملك عبدالعزيز للصقور    استشهاد فلسطيني متأثراً بإصابته في قصف إسرائيلي شمال الضفة الغربية    لمطالبتها ب 300 مليار دولار.. سورية تعتزم رفع دعوى ضد إيران    مساعد وزير التعليم يدشن في الأحساء المعرض التوعوي بالأمن السيبراني    تركي آل الشيخ يتصدر قائمة "سبورتس إليستريتد" لأكثر الشخصيات تأثيرًا في الملاكمة    بسبب سرب من الطيور..تحطم طائرة ركاب أذربيجانية يودي بحياة العشرات    ميدان الفروسية بحائل يقيم حفل سباقه الخامس للموسم الحالي    تدشين أول مدرسة حكومية متخصصة في التقنية بالسعودية    "التخصصي" يتوج بجائزة التميز العالمي في إدارة المشاريع في مجال التقنية    "سعود الطبية" تعقد ورشة عمل تدريبية عن التدريب الواعي    عائلة عنايت تحتفل بزفاف نجلها عبدالله    الشر الممنهج في السجون السورية    الإحصاء: ارتفاع مساحة المحميات البرية والبحرية في المملكة لعام 2023    الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد اتفاقية تاريخية لمكافحة الجرائم الإلكترونية    الشكر للقيادة للموافقة على تعديل تنظيم هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية    الفرصة ماتزال مهيأة لهطول أمطار رعدية    رغم ارتفاع الاحتياطي.. الجنيه المصري يتراجع لمستويات غير مسبوقة    إيداع مليار ريال في حسابات مستفيدي "سكني" لشهر ديسمبر    السعودية واليمن.. «الفوز ولا غيره»    إعلان استضافة السعودية «خليجي 27».. غداً    أخضر رفع الأثقال يواصل تألقه في البطولة الآسيوية    القيادة تهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي    أهلا بالعالم في السعودية (3-2)    أمير الرياض ونائبه يعزيان في وفاة الحماد    أمير الرياض يستقبل سفير فرنسا    «الحياة الفطرية» تطلق 66 كائنًا مهددًا بالانقراض    انخفاض معدلات الجريمة بالمملكة.. والثقة في الأمن 99.77 %    رئيس بلدية خميس مشيط: نقوم بصيانة ومعالجة أي ملاحظات على «جسر النعمان» بشكل فوري    الأمير سعود بن نهار يلتقي مدير تعليم الطائف ويدشن المتطوع الصغير    وافق على الإستراتيجية التحولية لمعهد الإدارة.. مجلس الوزراء: تعديل تنظيم هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية    تهديد بالقنابل لتأجيل الامتحانات في الهند    إطلاق ChatGPT في تطبيق واتساب    تقنية الواقع الافتراضي تجذب زوار جناح الإمارة في معرض وزارة الداخلية    لغتنا الجميلة وتحديات المستقبل    أترك مسافة كافية بينك وبين البشر    مع الشاعر الأديب د. عبدالله باشراحيل في أعماله الكاملة    تزامناً مع دخول فصل الشتاء.. «عكاظ» ترصد صناعة الخيام    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج المركزية    زوجان من البوسنة يُبشَّران بزيارة الحرمين    هل هز «سناب شات» عرش شعبية «X» ؟    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    القهوة والشاي يقللان خطر الإصابة بسرطان الرأس والعنق    القراءة للجنين    5 علامات تشير إلى «ارتباط قلق» لدى طفلك    أخطاء ألمانيا في مواجهة الإرهاب اليميني    الدوري قاهرهم    «عزوة» الحي !    استعراض خطط رفع الجاهزية والخطط التشغيلية لحج 1446    عبد المطلب    "الداخلية" تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    سيكلوجية السماح    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    «الحياة الفطرية» تطلق 66 كائناً فطرياً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قاومنا الكثير من الاستهداف السياسي غير المبرر للقيادات السنية.. والأمر مستمر حتى الآن
«الجزيرة» في لقاء حصري مع نائب رئيس جمهورية العراق أسامة النجيفي
نشر في الجزيرة يوم 19 - 02 - 2017

تحدث نائب رئيس الجمهورية العراقية ورئيس ائتلاف متحدون، أسامة النجيفي، في مقابلة خاصة ل(الجزيرة) عن مجمل الأوضاع السياسية والعسكرية والأمنية التي يمر بها العراق عموماً، ومحافظة نينوى على وجه الخصوص، وسلط النجيفي الضوء على مكامن الضعف في الحكومة العراقية، فضلاً عن القوى النافذة خارج إطار الحكومة، والتي تقفز فوق القانون والدستور، كما تحدث النجيفي عن علاقاته بإقليم كوردستان، معرباً عن احترامه لقرارات الشعب الكوردي حول تقرير مصيره، وفيما يلي نص المقابلة.
* كيف تسير عمليات تحرير نينوى؟
أسامة النجيفي: احتلال محافظة نينوى من قبل قوى الإرهاب كان كارثة كبيرة بالنسبة للعراق والمنطقة والعالم، حيث أصبح قاعدة للإرهاب الذي انطلق منها إلى مناطق أخرى، وتعاونت كل القوى العراقية للقضاء عليه، كما كان تعاون إقليم كوردستان مع بغداد مميزاً خلال عمليات التحرير، والجيش العراقي وأبناء نينوى وقوات مكافحة الإرهاب والشرطة، فضلاً عن تعاون أبناء المحافظة مع القوات الأمنية، كل ذلك سهل من العملية رغم صعوبتها نظراً لتمركز الإرهاب داخل المدينة.
والإنجاز المهم هو تحرير الساحل الأيسر لمدينة الموصل، وطبعاً هناك معركة قادمة في الساحل الأيمن مع تحديات كثيرة على كافة الأصعدة، ونتمنى لهذه العملية النجاح، ونجاحنا في طرد الإرهاب من هذه المنطقة المهمة من محافظة نينوى لا يعني أن الأمور قد انتهت، فهناك تحديات كبيرة، على رأسها السيطرة على الأرض التي حُررت، وكيفية التعامل مع المواطنين وإعطائهم الأمل بمستقبل مستقر، فضلاً عن تقديم الخدمات وإعادة البنى التحتية، وفرض الأمن والسيطرة، وهذه القضايا كلها لاتزال في مراحلها الأولية، حيث يوجد تقصير وعدم وضوح، إلى جانب قلق المواطنين، فلازال الإرهاب يهاجم بعض المناطق في الجانب الأيسر، وهذه التحديات تحتاج لأجوبة.
* بالنسبة للتحديات التي أشرتم إليها، ما هو الحل الأمثل للتعامل معها؟
- الاعتماد على أبناء المنطقة في السيطرة على الأرض، ومنحهم مسؤولية كبيرة للمشاركة في قتال الإرهاب وإدارة مناطقهم والمساهمة في الإعمار ووضع موارد الدولة بصورة سريعة للنهوض بالمدينة وإنقاذها مما هي فيه، ولا سيما الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والصحة، ومنع أي تدخلات سياسية تعيق العمل العسكري في المدينة، أو أن تحاول بعض الأطراف استغلال المعركة لخلق وضع جديد كتغيير ملامح المدينة أو التجاوز على بعض العقائد.
* هناك تحفظات على مشاركة الحشد الشعبي في العمليات العسكرية بالمناطق السنية،كما أن الحشد بصدد التحضير للمشاركة في تحرير الجانب الأيمن من الموصل، كيف تقيمون هذه المشاركة؟
- الشيء المعلن هو أن القوات التي شاركت في تحرير الجانب الأيسر ستشارك في تحرير الجانب الأيمن أيضاً، ولاوجود للحشد الشعبي كقوة داخل مدينة الموصل، وإنما هو موجود في المناطق الصحراوية وبالقرب من تلعفر، وبالتأكيد لدينا تحفظ على دخول أي قوة من الحشد الشعبي إلى داخل مدينة الموصل، ونعتقد بأنه يجب تكليفه بواجبات في مناطق بعيدة نظراً لوجود بعض الحساسية، حيث دخلت مجموعات إلى الجانب الأيسر ورددت هتافات وشعارات لا تتفق مع عقائد المدينة، فضلاً عن بعض الاعتقالات من قبل مجاميع دخلت بصورة غير قانونية.
* بعد زياراتكم للمنطقة، ما هي انطباعاتكم ومشاهداتكم للوضع، ولاسيما في ظل وجود رايات طائفية في بعض المناطق مثل مزار النبي يونس ومناطق أخرى، فضلاً عن وجود مكاتب انتخابية طائفية شيعية في منطقة ذات غالبية سنية؟
- يجب إبعاد الوضع السياسي عن الوضع العسكري والأمني الراهن، لأن قضايا المكاتب الانتخابية وغيرها تتعلق بالانتخابات ولا علاقة لها بالشؤون العسكرية، بل إن من شأنها إعاقة المعركة وتشويش رؤية المواطن في كيفية التعامل مع الوضع الجديد فيما بعد داعش.
* هل هناك شخصيات معينة تقف وراء افتتاح تلك المكاتب الانتخابية وترفع الرايات الطائفية فوقها، أم أن الحكومة هي التي سمحت بذلك؟
- هناك أجندات كثيرة بخصوص الموصل، وهي واضحة، ونعتقد بأن ظهورها في وقت المعركة سيعرقلها ويطيل أمدها، وأي محاولة للتأثير على أهل المدينة والتدخل في عقائدهم، أو تغيير ديموغرافية المدينة، لن تكون في صالح العراق ولا استقراره.
* هناك عمليات اختطاف واعتقال وقتل على أيدي ملثمين، مع ترديد هتافات طائفية شيعية تقول: إن هذا العمل هو انتقام للإمام الحسين، هل لديكم تفاصيل حول هذا الموضوع؟
- ربما حصلت بعض الحوادث في هذا السياق، ولكن لم أسمع بوقوعها على نطاق واسع، ومثل هذه القضايا قد تكون على يد جهات معينة، أو ربما تكون مفتعلة من قبل تنظيم داعش لغرض إثارة الفتنة، ولكننا نراقب الوضع ولا نقبل بمثل هذه الممارسات، وسنسعى لمنع أي خروقات تؤثر سلباً على سير المعارك.
* تصاعدت حدة الأزمة بين بغداد وأنقرة مؤخراً، ورغم زيارة رئيس وزراء تركيا، بن علي يلدريم، إلى العراق وإقليم كوردستان، إلا أن القوات التركية لاتزال موجودة داخل العراق في منطقة بعشيقة، فيما يردد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، دائماً أن على هذه القوات الانسحاب، هل أنتم مع انسحاب أم بقاء هذه القوات؟
- العلاقة بين بغداد وأنقرة تبدلت كثيراً، وهناك تطبيع بين الطرفين، وعادت العلاقات الاستراتيجية، ومن ثم ستكون هناك محاولات للتفاهم حول انسحاب هذه القوات، ولكن أعتقد أن الانسحاب سيكون بعد انتهاء معركة الموصل، وهذا ما أكده الأتراك مراراً، بحجة مواجهة خطر داعش وحزب العمال الكوردستاني، وهذا الأمر يتم بالتوافق بين الحكومتين، ونحن ندعم هذه الرؤية، ونحرص على تمتين العلاقات بين البلدين، ولكن بعد إزالة المخاطر التي تشوش هذه العلاقة.
* هل سبب تواجد القوات التركية هو تنظيم داعش، أم حزب العمال الكوردستاني، في الوقت الذي تدعم فيه الحكومة العراقية حزب العمال بالأسلحة والرواتب؟
- هذا الكلام كان في الماضي، وحالياً اتفقت الحكومة المركزية مع إقليم كوردستان وكذلك مع الحكومة التركية، وقطعت الرواتب عن بعضالكردالإزيديين الذين كانوا يعملون مع حزب العمال الكوردستاني، وأعتقد أن هذه السياسة تغيرت برعاية أمريكية.
* وهل سيكون هناك تدخل تركي في نينوى برأيكم؟
- لا أعتقد أن هناك نية تركية للتدخل في نينوى، ولكن تركيا تساعد في محاربة الإرهاب ومتضررة منه، وهناك علاقات جديدة بين كوردستان وبغداد وأنقرة بهدف السيطرة الأمنية على المنطقة.
* الحشد الشعبي موجود في مناطق غربي الموصل، ما هو الضمان لانسحابه من تلك المناطق؟
- الاتفاق الأولي لمعركة تحرير نينوى تضَمّنَ عدم دخول الحشد الشعبي إلى مدينتي الموصل وتلعفر، وهناك قوات محددة تم الاتفاق عليها، ولكن حصلت بعض المخالفات، وانتشار قسم من الحشد في سهل نينوى حالياً ودخولهم إلى مدينة الموصل بشكل أو بآخر، يشكل مخالفة للاتفاق بين أربيل وبغداد والولايات المتحدة الأمريكية، وعليه يجب الالتزام بالاتفاق الأولي لضمان النجاح في المعركة، وأقول وأكرر دائماً إن الأرض لابد أن تبقى لأهلها لحمايتها وإدارتها والعيش فيها، ولكن يمكن لأي عراقي أن يشارك في عمليات التحرير ضمن ضوابط معينة، وبعد ذلك يعود لمعسكراته ومناطقه.
* سبق أن أبديتم موقفكم حول مستقبل نينوى بعد داعش في بعض المؤتمرات واللقاءات، هل هناك نقاط خلاف بينكم وبين الكرد أو الشيعة حول مستقبل المحافظة؟
- الكرد فصائل كثيرة ورؤى سياسية مختلفة، والأمر ذاته ينطبق على الشيعة، ونحن نعتقد بضرورة أن تتحول نينوى إلى إقليم ضمن نطاق الدستور، وهذا الأمر ممكن بعد حل بعض القضايا مع إقليم كوردستان ضمن الإطار الدستوري أيضاً، على رأسها قضايا المناطق المتنازع عليها، حيث هناك مواد دستورية تحدد آلية الحل، وإقليم كوردستان أيضاً لديه نفس الرؤية، أما بخصوص بغداد وبعض الأحزاب الشيعية، فيمكن أن نتفاهم معها ضمن عقلانية معينة وإطار قانوني، فهناك مثلاً من يدعو للدخول إلى نينوى وكذلك الاعتداء على إقليم كوردستان، ومثل هؤلاء لا يمكن التفاهم معهم بأي شكل من الأشكال.
* لهم مرجعيتهم، والشيعة كذلك، فمن هو مرجع السنة الأساسي في العراق؟
- صحيح أن المرجعية الدينية معروفة، ولكن بخصوص المرجعية السياسية فإن هناك الكثير من القادة لديهم توجهات بعضها متوافق وبعضها الآخر متناقض بخصوص مجمل القضايا، والسنة أيضاً لهم قيادات ورؤى سياسية، وربما تكون خلافاتهم أكثر من الآخرين، ولكن هناك محاولات لردم الفجوة بين الأطراف المختلفة والاتفاق حول رؤية موحدة.
* أنتم كَسُنة، هل تعتبرون مشاكل العراق سياسية أم دينية طائفية؟
النجيفي: هناك مشاكل سياسية، كما أن هناك أجندات طائفية فُرضت على العراق وأثرت على المجتمع، والوضع الجديد بعد 2003 بُني على أساس طائفي ومحاصصة، ومجلس الحكم وما أعقبته من حكومات وتقسيمات إدارية وسياسية وحزبية بُنيت على هذا الأساس.
* من بدأ بتغذية الطائفية في العراق؟
- الولايات المتحدة الأمريكية هي التي صاغت العملية السياسية على أساس طائفي، وهذا خطأ كبير، كما عملت إيران على تنمية هذا الشعور الطائفي بهدف غلبة المكون الشيعي على الوضع العراقي والهيمنة عليه بشكل أو بآخر، وهذه القضايا عقدت الوضع العراقي الداخلي، وكذلك الإقليمي.
* هناك قيادات سنية متهمة بالإرهاب في عهد حكومة المالكي، وتلك القيادات موجودة خارج العراق الآن، فماذا فعلتم لعودة تلك القيادات؟
- حصل استهداف لقيادات مهمة من السنة بطريقة سياسية ظالمة، وليست قانونية، مثل طارق الهاشمي ورافع العيساوي، وأعداد كبيرة من القيادات، وحاولنا حل هذه المسألة ضمن الإطار القانوني والسياسي ولكن لم يتغير شيء بسبب وجود قرار خارجي مفروض على العراق بعدم السماح للسنة بتشكيل وضع خاص بهم ولملمة صفوفهم وتوحيد جهودهم.
* هناك مذكرة اعتقال بحق شقيقك أثيل النجيفي، ماذا لديكم في هذا السياق؟
- هذا تصرف سياسي واضح، واستهداف أثيل النجيفي يهدف لإعاقة دور أبناء نينوى في إدارة مناطقهم ومحاربة الإرهاب، وهذه أجندة طائفية واضحة واستهداف سياسي بحت وليس فيه أي جانب قانوني.
* بما أن هناك استهدافا سياسيا للقيادات السنية، فهل تعرضتم أيضاً لمثل هذا الاستهداف؟
- استهدافنا مستمر على مدى سنوات بأشكال مختلفة، ولكننا قاومنا الكثير من الاتهامات والاستهداف غير المبرر، والأمر مستمر حتى الآن.
* يُقال: إن نوري المالكي يسعى لترؤس الحكومة العراقية مجدداً، وأن آخر زيارة له إلى إيران كانت لهذا الغرض، في حين أن رئيس إقليم كوردستان، مسعود البارزاني، قال صراحةً إنه في حال عودة المالكي إلى السلطة فسوف نُعلن الاستقلال، ماذا عن موقفكم؟
- على مدى 4 سنوات اختلفت مع المالكي حول سياساته في إدارة العراق، وفي 2012 قمنا بمحاولة جادة مع السيد البارزاني وقيادات أخرى لإقالة المالكي، وأنا أختلف معه حتى الآن حول رؤيته للوضع العراقي، ولا أعتقد أنه يستطيع العودة لرئاسة الحكومة بسبب وجود رفض داخلي نظراً لمسؤوليته المباشرة عما حدث في العراق من انهيارات وفشل تام، إلى جانب رفض دولي لوجوده على رأس حكومة عراقية مستقبلية، ولا أعتقد بأن يحصل ذلك.
* هل يملك المالكي تأثيراً على القرارات السيادية في العراق حتى الآن؟
- طبعاً لديه دور ونفوذ، ولكن حتى داخل الوسط الشيعي هناك خلاف حول المالكي، كما أن دول الجوار والدول الكبرى رافضة له أيضاً، ربما باستثناء إيران، وهناك إدانة دولية للسياسات التي أدت إلى هذه النتائج، وحتى إدارة أوباما التي كانت تدعم المالكي، أعلنت في آخر أيامها أن المالكي هو سبب سقوط محافظات كبيرة بيد داعش بسبب سياساته الخاطئة.
* من أين يستمد المالكي قوته، هل هناك دول مجاورة تدعمه أم ماذا؟
- لا ننفي أن له قوة سياسية وكتلة برلمانية كبيرة، ولديه جمهور ولكنه غير قادر على حسم الأغلبية داخل البرلمان أو إيصال المالكي إلى الحكم، والكثير من القوة السياسية ترفض هذا الأمر.
* ماذا سيكون موقفكم إذا عاد المالكي إلى السلطة؟
النجيفي: لا أعتقد أنه يستطيع العودة، وسنقف ضده بالطرق السياسية والديمقراطية إذا حاول العودة.
رووداو: علاقتك بالبارزاني قوية، فهل ناقشتم موضوع إعلان دولة كوردية؟
- موضوع استقلال كوردستان واتخاذ القرارات المتعلقة بالشعب الكوردي، كلها أمور تحظى باحترامنا، ولكن نأمل أن تكون ضمن نطاق الدستور والمسؤولية العراقية الجماعية، وتحالفنا مع السيد البارزاني ثابت وراسخ، والشعب الكوردي يستحق الحرية والحقوق الكاملة، وهناك الكثير من الممارسات التي تعرض لها سابقاً والآن، وعليه فإن هذا الأمر يعود للكورد، ونتمنى أن يكون كل شيء ضمن نطاق الدستور الذي اتفقنا عليه.
* من خلال المناقشات بين بغداد وأربيل، يتضح أن بغداد لم تلتزم بالدستور، فمن يدير السلطة في العراق بهذه الطريقة؟
- لا يوجد احترام للدولة وللقانون حالياً، هناك سلطة في العراق، وقيادات تقفز فوق القانون والدستور، سواء الحكومة، أو قوى نافذة خارج الحكومة، فضلاً عن الجماعات المسلحة والمافيات وبعض الضغوطات الدولية، كل ذلك يؤثر على الوضع العراقي، ولا نستطيع القول إن العراق دولة راسخة بمفاهيم الدولة الحديثة، والتي تستطيع أن تعطي صورة عن بمجتمعها للعالم، وأن تلتزم بالقانون الداخلي والدولي والدستور، ونحن لا زلنا في طور السلطة ولم نصل إلى طور الدولة بشكل حقيقي، مما يؤثر على حاضر ومستقبل العراق.
* هل يمكن القول إن العراق سيستمر على ما هو عليها أم أنه سيتجاوز هذه الحالة؟
- إذا لم تتغير السياسات ولم نجد مشتركات ونردم الهوة بين المكونات العراقية ونلتزم بالقانون، فإن العراق مهدد فعلاً بالتعرض لمشاكل كبيرة جداً.
* هناك تغيرات حصلت بعد قدوم إدارة ترامب، ولاسيما منع رعايا بعض الدول من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، ما رأيكم في هذا الإطار؟
- لازلنا نراقب الإدارة الأمريكية الجديدة، فهي لم تبح بكل ما لديها حتى الآن، ولاتزال في طور الإعداد، فقد اتخذت قرارات، فيما عُدلت قرارات أخرى، حيث ألغى القضاء الأمريكي قضاء ترامب، وربما سيكون بإمكان رعايا تلك الدول دخول أمريكا، وبكل الأحوال نحن بحاجة للتواصل مع الإدارة الجديدة، وبناء علاقات طيبة إذا أردنا الاستقرار للعراق، ونحن نتفق معها في بعض الرؤى، ويمكن أن نتناقش معها في قضايا أخرى.
* إيرج مسجدي كان شخصاً عسكرياً، ومن ثم أصبح سفيراً لإيران في العراق، كيف تقرؤون ذلك؟
- الدول ترشح من تشاء كسفراء، وعلى الدول التي تستضيف السفراء أن تقبل بذلك، وبرأيي فإن اختيار سفير عسكري غير صحيح، بل لابد أن يكون دبلوماسياً، واختيار شخص عسكري لابد أن تكون وراءه أهداف من نوع ما، وربما إيران تعتقد بأن العراق لن يستقر خلال الفترة القادمة، فأرسلت شخصاً عسكرياً لإدارة مصالحها في العراق، ويجب أن تلتزم الحكومة العراقية بالمعايير الدبلوماسية، أما فرض شخص عسكري بدون نقاش، فهذه مسألة أخرى.
* لو كان أمر تعيين هذا السفير بيدك، فهل كنت ستوقع على تعيينه؟
- في الواقع لا أعرف هذا الشخص جيداً، ولكنني أقول إنه لابد من وجود معايير معينة، لأن اختيار شخص عسكري لمنصب دبلوماسي يعتبر مشكلة.
* سؤال أخير ....ماذا حصل لممتلكاتكم في نينوى؟
- داعش لم يُبق شيئاً، فمساكننا وممتلكاتنا سويت بالأرض، ونهبوا أملاكنا وخيولنا ومزارعنا، وكل هذه الممتلكات فداءٌ للموصل لأنها أهم وأغلى ما نملك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.