أعلن محافظ نينوى أثيل النجيفي عن تشكيل قوة عسكرية عراقية قوامها 20 ألف مقاتل من أهالي نينوى لتحرير الموصل وطرد تنظيم داعش الإرهابي. ونوه النجيفي ل(عكاظ) بموقف المملكة، مؤكدا أنه موقف رئيس في مواجهة الإرهاب. وقال إن القضاء على فكر داعش يحتاج إلى مواجهة فكرية من قبل علماء الأمة. حملتم نفسكم جزءا من مسؤولية سقوط الموصل في أيدي داعش، كيف ستواجهون هذه المسؤولية؟ ستكون لنا مواجهة سياسية وعسكرية لاستعادة الموصل، ونعول في هذه المواجهة على الجانب السياسي الذي يجب ان يحتوي أهل الموصل وأن لا نترك أي فرصة أمام داعش لتثير الفتنة داخل المجتمع العراقي، فهي تمكنت قبل ذلك من استغلال الشعور القومي والطائفي لدى الشباب العراقي، ولذا فإن القوة الأساسية التي تحاول استعادة الموصل مكونة من الأهالي. وهل هذه الخطوة العسكرية تلقى دعما وموافقة من الحكومة؟ تمكنا من تشكيل قوة من داخل الموصل من شرطة وجيش عراقي، وبدأت تدريباتها العسكرية وسترافقها قوة أخرى من أبناء المدينة. كم هو عديد هذه القوة، وهل هي قادرة على هزيمة داعش؟ تمكنا حتى الآن من حشد عشرة آلاف مقاتل وهم مستعدون لهذه المواجهة العسكرية، ومعهم عشرة آلاف آخرون من الجيش العراقي وجميعهم من أبناء نينوى، ونعتقد أن هذه القوة كافية لمواجهة داعش، فحربنا عليها ستلقى مساندة الأهالي والكثير من الجهات الحكومية. وماذا عن باقي المدن العراقية هل ستكملون عملية تحريرها؟ دحر داعش من العراق لا يحتاج فقط الى مواجهة عسكرية، نحن قررنا تحرير الموصل كوننا مسؤولين، ومن جهة ثانية فإن المساحة الجغرافية للموصل وبقاء داعش فيها لمدة أطول سيمكن الإرهابيين من إنشاء ثقافة جديدة لدى الأهالي، خاصة أن التنظيم يبث مفاهيم مغلوطة لكنها تلقى قبولا لدى الجهلة والمغرر بهم. إذن هل ترون أن القضاء على داعش يحتاج إلى مواجهة فكرية أيضا؟ داعش تنظيم يحتاج لمواجهة فكرية، وقرار برفع حالة التهميش التي طالت فئة من العراقيين الذين أقصاهم نوري المالكي على مدى سنوات، فظلم المالكي جعلهم يتعاونون مع داعش في وقت من الأوقات، لذلك فإن تحرير العراق من داعش يحتاج لتضافر الجهود السياسية والفكرية والعسكرية وتضافر كل مكونات العراق، إن طرد داعش من مدينة لا يعني القضاء عليها، فبإمكانها العودة في حال وجدت خللا قد يمكنها التسلل عبره، لذلك نحن نطلب من أهالي نينوى البقاء متكاتفين حتى النهاية. تحدثتم عن عودة الحقوق للسنة، فهل يمكنكم تقديم ضمانات للأهالي للوقوف إلى جانبكم في مواجهة داعش؟ نملك ضمانات من إصرار الشعب العراقي وأهالي الموصل، قبل ضمانات الحكومة، ونثق بالأهالي لأنهم مصرون على استعادة مدينتهم، وهذا الإصرار سيجعلهم لا يقبلون أن يكونوا طائفة مهمشة في أي مستقبل. فما حدث أيام حكم المالكي أنه لم يكن في القوات الأمنية للبلاد عناصر وضباط من أهل الموصل ونينوى، وكانت القوات الأمنية العراقية مؤلفة من رجالاته الذين ينفذون أجندته الخاصة ومصالحه، لذلك كانت الانتفاضات المتتالية للأهالي. هل تنسقون مع التحالف الدولي في حربكم على داعش؟ هناك تنسيق مع التحالف الدولي، وسنقوم به بريا، وجرى تنسيق كبير عبر الحكومة المركزية في بغداد، فالتنسيق يتم بين بغداد والمجتمع الدولي على مستوى الوزارات، كما يتم التنسيق على المستوى المحلي بين ضباط التحالف والمستشارين المتواجدين في المنطقة، وعملنا ليس مبنيا على جهد جهة واحدة. وكيف تقيمون موقف المملكة من الحرب على داعش؟ موقف المملكة أساسي في مواجهة الإرهاب، خاصة داعش، فنحن نحتاج الى رؤية المملكة التي نعتبرها ركيزة في هذه المواجهة مع الإرهاب، لاسيما ما يتعلق بالجانب الفكري والعقائدي، ونعلم مدى تأثير موقف المملكة على الشباب العربي المسلم في العالم، خاصة أن داعش أساءت إلى الإسلام وشوهت مفاهيمه، ومن ثم فإن المملكة ركيزتنا الأساسية ولن نكون بعيدين عنها في نشر الإسلام الصحيح، ونعول على علمائها في لعب دور تنويري لمكافحة فكر داعش الظلامي. هل ثمة مدة زمنية لتنفيذ مهمتكم، وهل تحتاجون عشر سنوات لدحر داعش كما تحدثت تقارير دولية؟ لا أوافق الرأي بأن الحرب على داعش تحتاج عشر سنوات، إلا إذا أخذنا بعين الاعتبار الجانب الفكري لإعادة تأهيل المجتمعات التي تم التغرير بها، فتغيير القناعات لا يتم خلال أشهر، لكنه لا يحتاج عشر سنوات. أما عسكريا فالقضاء على داعش لا يحتاج لسنوات، والموصل سنحررها خلال أشهر قليلة، وبقية مناطق العراق لا تحتاج لأكثر من سنة واحدة، وبعد القضاء على وجود التنظيم لوجستيا ستبقى أمام علماء الأمة وقادتها محاربة الفكر الظلامي.