أكد مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد بن صالح السلطان أن الذكرى الثانية للبيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- هي مناسبة غالية على قلوبنا تأتي مع بداية عام جديد من العزة والرفعة، والأمن والأمان لهذه البلاد المباركة. وقال إن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- قاد البلاد بجهود مخلصة وإيمان عميق فتسارعت في عهده الميمون خطوات مسيرة التنمية، وأصبحت البلاد في هذا العهد الميمون نموذجاً رائداً للبناء والتخطيط والتحديث الإداري وفق رؤية وطنية شاملة تستوعب آمال الوطن وتواكب احتياجات مواطنيه وتطلعاتهم. وأضاف: إن هذا العهد الزاهر واصل العمل على الأسس الثابتة التي قامت عليها هذه البلاد المباركة منذ توحيدها تمسكاً بالشريعة الإسلامية الغراء وحفاظاً على وحدة البلاد وتثبيت أمنها واستقرارها وإكمال ما أسسه من سبقوه من ملوك هذه البلاد -رحمهم الله- وذلك بالسعي المتواصل نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة والعدالة لجميع المواطنين وإتاحة المجال لهم لتحقيق تطلعاتهم وأمانيهم المشروعة في إطار نظم الدولة وإجراءاتها. وقال: «إن بلادنا واصلت، في المجال السياسي، التزامها بجملة من المبادئ أهمها الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات والمواثيق الدولية واحترام مبدأ السيادة والرفض الكامل والحاسم لأية محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية وتحقيق التضامن العربي والإسلامي». وتابع: «لقد استمرت بلادنا -حرسها الله- بالقيام بدورها الرائد في تقديم يد العون ومساعدة المحتاجين والمتضررين منطلقة من تعاليم الدين الحنيف وقيمها النبيلة ومكانتها كقبلة للمسلمين». وأشار إلى أن هذا العهد الزاهر اهتم بمكافحة الإرهاب والتطرف بجميع صوره وأشكاله وأياً كانت مصادره والتصدي بكل حزم وصرامة لمنطلقاته الفكرية والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة والهيئات الدولية في مكافحة هذه الآفة البغيضة واجتثاث جذورها. ولفت إلى أن رؤية المملكة 2030 التي أقرها مجلس الوزراء، ستحقق -بمشيئة الله تعالى- التقدم والازدهار لوطننا الغالي من خلال حشد قدرات وإمكانات الوطن وأبنائه لمواجهة التحديات التي رصدتها بشفافية والاستفادة من الفرص. وأوضح أن الرؤية تعبر عن طموحات المواطن وقدرات الوطن، وتحمل أهدافاً طموحة ستتحقق بفضل الله ثم بفضل ارتكازها على مكامن القوة في بلدنا الغالي وأهمها العمق العربي والإسلامي وقدراته الاستثمارية الضخمة وموقعه الجغرافي الإستراتيجي. وأضاف: إن هذا العهد الزاهر حقق خطوات واسعة ومتسارعة في مجال الإصلاح الاقتصادي وتنويع القاعدة الاقتصادية وتقليل الاعتماد على النفط، كما نجح في تعزيز مقومات الاقتصاد الوطني وزيادة قدرته على النمو والتعامل مع المتغيرات التي تشهدها معظم دول العالم في ظل ظروف اقتصادية صعبة تتمثل في تباطؤ النمو الاقتصادي والانخفاض في أسعار النفط. وقال: «لقد كانت الميزانية الجديدة التي تم إعلانها منذ أيام دليلاً على حكمة السياسات المالية التي اتخذتها حكومتنا الرشيدة والرؤية الإصلاحية الشاملة التي انتهجتها والبرامج التنفيذية التي مكنتها من تحقيق أولوياتها الوطنية وإعطاء الأولوية للمشروعات والبرامج التنموية والخدمية التي تخدم المواطن بشكل مباشر وتسهم في تفعيل دور القطاع الخاص وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي». وأضاف: لقد حرص هذا العهد الزاهر على تطوير التعليم من خلال تحقيق التكامل بين شقيه العام والعالي باعتبارهما كياناً متكاملاً، وسعى إلى رفع جودة التعليم وزيادة فاعليته من خلال مناهج حديثة وتطوير المواهب ورعايتها وبناء الشخصية المتوازنة والمتكاملة وزيادة مواءمة المخرجات مع الاحتياجات المتجددة والمتطورة لسوق العمل. وأوضح أن هذا العهد الزاهر قدّم الدعم المادي والمعنوي الكبير لمؤسسات التعليم وتسخير كل الإمكانات لينهل أبناؤنا العلم في أفضل الجامعات، وركزت الميزانية الجديدة على تطوير التعليم وخصصت أرقاماً ومخصصات ضخمة لقطاع التعليم والتعليم العالي والتدريب اقتناعاً بدور هذه القطاعات في بناء الإنسان المزود بالعلم والمعرفة والقادر على مواكبة مستجدات العلوم وتطورات التقنية. وقال إن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ستسعى، من خلال هذا الدعم، إلى تطوير أدائها الأكاديمي والبحثي وتنمية الدور المجتمعي للجامعة، وتنفيذ خططها الإستراتيجية التي تواكب رؤية المملكة 2030 وتسعى إلى تخريج كفاءات منافسة عالمياً وإجراء بحوث علمية متقدمة على مستوى عالمي ومساعدة الجامعة أن تكون في مصاف أكبر الجامعات في مجال البترول والتخصصات المتصلة بهذا القطاع الحيوي. وقال إنه خلال الزيارة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحف ظه الله- للمنطقة الشرقية، حظيت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن باعتبارها إحدى ثمار النهضة التعليمية المباركة في بلادنا، وفي الوقت ذاته، أحد معالم التطور الحضاري في المنطقة الشرقية، بشرف تدشينه -حفظه الله- مشروعات المرحلة الثانية من تطوير المدينة الجامعية في الجامعة التي تضمنت مشروعات المرافق الأكاديمية والسكنية والمساندة بتكلفة إجمالية للمشروعات بلغت 2 مليار ريال. وقال إن تكرم خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- بتدشين هذه المشروعات يعد تكريماً للجامعة وإدارتها ومنسوبيها، من أساتذة وموظفين وطلاب، وصفحة مشرقة في تاريخها، ومصدر فخر واعتزاز جميع منسوبيها واستنهاضاً لهم نحو مزيد من الإنجاز في خدمة هذا الصرح العلمي، وتجسيداً لما يوليه، -حفظه الله-، قطاع التعليم من عظيم الرعاية والاهتمام، وحافزاً لمنسوبي الجامعة لبذل كل ما من شأنه عزة ورفعة وطننا الكريم في ظل القيادة الرشيدة. وفي الختام دعا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وأن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها وعزها في ظل القيادة الحكيمة لحكومتنا الرشيدة.. إنه نعم المولى ونعم النصير.