في هذه اللحظة الغالية، يحتفل الوطن بالذكرى الثامنة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، ويعيش صورة مشرقة من صور التلاحم بين القيادة الرشيدة والشعب الوفي، ويحتفي بإنجازات تتحدث عن نفسها وعطاءات تسابق الزمن، وتجربة تنموية تحقق أعلى مستويات الاستقرار والأمن والرخاء وتنطلق من العناية ب»الإنسان» وتجعله ركيزتها الأساسية، ونهضة حضارية تعم أرجاء البلاد وتنتشر في ربوع الوطن. لقد استمد هذا القائد العظيم قوته من عون الله، وقاد بلدنا الغالي متمسكاً بكتاب الله وسنة نبيه الكريم، ومتلمساً احتياجات المواطنين، ومتفقداً أحوالهم، ومستمعاً إلى همومهم، ومجيباً على استفساراتهم، ومحققاً آمالهم وطموحاتهم. لقد حقق وطننا الغالي، في هذا العهد الزاهر، مزيداً من النمو والازدهار والنهضة الشاملة والإنجازات العظيمة، التي طالت مختلف المجالات، وامتدت إلى كل الميادين، وشملت كل أرجاء الوطن، وساهمت في تسريع مسيرة التنمية، وتدعيم المكانة التي يحظى بها بلدنا الكريم بين بلدان العالم. في العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين تغيرت وحدة الزمن التي تقاس بها حضارات الدول والمجتمعات، فبعد أن كانت تقاس بالعقود والقرون اختصرها حفظه الله وأصبحت تقاس بالأيام، فكل يوم جديد تشرق شمسه على إنجاز حضاري جديد، وهو بذلك يسابق الزمن واضعاً نصب عينيه أن تكون بلاده في مواقع الريادة وفي مصاف الدول المتقدمة وأن يحظى شعبه بجميع سبل الرخاء والعيش الكريم. فعلى صعيد خدمة الإسلام والمسلمين، حرص -يحفظه الله-، على خدمة الحرمين الشريفين وراحة ضيوف الرحمن ومتابعة شؤونهم والبحث عن كل ما يسهل عليهم أداء شعائرهم. وقد أمر ببناء مرافق عملاقة في المشاعر المقدسة تسهل على الحجاج والمعتمرين أداء مناسكهم ووضع حلولاً جذرية لمشاكل الازدحام في تسهيل حركة المرور إلى المشاعر المقدسة، كما حرص -يحفظه الله-، على مناصرة القضايا الإسلامية ودعم التضامن بين المسلمين. وعلى الصعيد السياسي، تعززت مكانة المملكة عربياً وإسلامياً وفي المحافل الدولية، بالإضافة إلى جهودها في دعم السلام العالمي، ونصرة القضايا الإنسانية العادلة، وتعزيز دور المنظمات العالمية، وتحقيق التعاون الدولي في سبيل النهوض بالمجتمعات النامية ومساعدتها في الحصول على متطلباتها الأساسية لتحقيق نمائها واستقرارها. وعلى الصعيد الاقتصادي، أثمرت سياسة خادم الحرمين الشريفين الاقتصادية وتوجيهاته عن خطوات واسعة ومتسارعة في مجال الإصلاح الاقتصادي، ونجحت رؤيته السديدة في تثبيت دعائم اقتصاد شامخ من خلال تنويع القاعدة الاقتصادية، وبناء المدن الاقتصادية، وواكب ذلك تعزيز التنمية البشرية وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين وتوفير فرص العمل لهم والاستثمار في رأس المال البشري. وإذا انتقلت إلى الحديث عن الإنجازات التي تحققت في مجال التعليم العالي، فإن هذا القطاع الحيوي حقق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، تطوراً شاملاً وإنجازات كبيرة. وقد انطلقت هذه الإنجازات من دعم كبير يحظى به التعليم العالي من خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله-، وهو دعم ينطلق من اقتناع عميق بدور التعليم العالي في إعداد الكوادر البشرية الملتزمة بالمبادئ الرفيعة، والمحافظة على القيم الفاضلة، والمواكبة لأحدث مستجدات العصر، والواعية لدورها في نهضة الوطن، والمشاركة في مسيرة التنمية الشاملة. وقد نجحت مؤسسات التعليم العالي في استثمار هذا الدعم في تحديث العملية التعليمية، والوصول إلى معايير الجودة العالمية، وزيادة الارتباط مع احتياجات التنمية، وإقامة شراكة فاعلة مع قطاعات المجتمع المحلي والمراكز العلمية العالمية، وزيادة الربط بين عملية التعلم واحتياجات سوق العمل، ومواجهة التحديات المعرفية التي يطرحها التقدم التقني المعاصر. كما أطلقت وزارة التعليم العالي -في عهده الميمون- مشروعات ومبادرات مهمة مثل برامج مراكز التميز البحثي، وبرامج تنمية الإبداع والتميز لدى أعضاء هيئة التدريس، وتطوير برامج وخدمات الإرشاد الطلابي، وتطوير الأقسام الأكاديمية، وتطوير الجمعيات العلمية، وبرامج الاعتماد الأكاديمي المؤسسي والبرامجي. وشهدت بلادنا توسعاً كبيراً في إنشاء الجامعات الجديدة التي تؤكد حرص هذا العهد الزاهر على إتاحة التعليم العالي في كافة ربوع الوطن، كما تم تدشين المدن الجامعية الجديدة في مختلف مناطق المملكة، وإطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي يوفر كفاءات وطنية تخرجت في أرقى الجامعات، وفي تخصصات تتوافق مع احتياجات سوق العمل ومتطلبات برامج التنمية. وكانت إنجازات جامعة الملك فهد، وما حققته من سمعة علمية متميزة ومكانة رفيعة، نموذجاً عملياً لما تحقق في هذا العهد الزاهر من إنجازات، واستطاعت هذه الجامعة، أن تتحول من كلية للبترول والمعادن إلى جامعة. مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن