لم نكن نقرأ الفنجان عندما أوضحنا في مقالات سابقة، والتي كان آخرها ما سطرناه أمس من أهداف لإنشاء الجيش الطائفي عبر تكوين الحشد الشيعي العراقي الذي عُدَّ نواة للجيش الطائفي الذي يعمل ملالي إيران على تكوينه لتحقيق أطماعهم في إعادة الأمبراطورية الصفوية. وما أكدناه في مقالاتنا السابقة مبني على معلومات تداولتها مراكز وأجهزة الرصد المحلية والدولية، فكل التقارير الواردة من بغداد تؤكد أن ملالي إيران يعملون على جعل العراق انطلاقة لإعادة أمجاد الساسانيين الغابرة، ولا تزال في ذهنيتهم بأن أرض الرافدين جزء من ممتلكاتهم التي سلبها العرب، ولهذا فإن تمددهم في العراق وتشبثهم بما منحه لهم المحتلون الأمريكيون وما وفرته لهم العناصر العراقية ذات الأصول الفارسية وقد وظفه الإيرانيون وعملاؤهم في العراق أحسن توظيف، ليجعلوا العراق ليس مسانداً لنظام ملالي إيران فحسب، بل وظف توظيفاً باستثمار كل مقوماته الاقتصادية والإستراتيجية والسياسية وحتى البشرية لإبقاء نظام ملالي إيران. فقد استغل الإيرانيون كل المقومات المالية والاقتصادية العراقية واستغلوا الموارد المالية العراقية لإبقاء نظام الملالي وتمويل عملياته الخارجية في سوريا حتى استنزف العراق مالياً وانحدر وضعه الاقتصادي إلى أدنى من المستوى الإيراني، فأُفقرت العراق لإنقاذ وإبقاء نظام ملالي إيران. والآن يعمل الإيرانيون لتوظيف الحالة الطائفية ومليشيات الأحزاب الشيعية التي تأخذ بالنهج الصفوي وتعمل على نشر الانحراف المذهبي لملالي إيران عبر اعتناق مذهب ولاية الفقيه التي تجعل معتنقيها مرتبطين وملتزمين بتوجيهات وإملاءات ملالي إيران مهما كان انتماؤهم الوطني، وهو ملاحظ لدى المليشيات الطائفية العراقية والتي أصبحت أداة طيعة تنفذ ما يأتيها من طهران دون نقاش، بل إن ملالي إيران نصبوا جنرالاً منهم اسمه قاسم سليماني ليقود ويوجه مقاتلي المليشيات التي تعمل على تنفيذ أجندات الصفويين وبعد أن أحكموا سيطرتهم على العراق، حيث أصبحت المليشيات الطائفية عبر تجميعها ضمن مكون عسكري واحد هو الحشد الشيعي الذي يعده ملالي إيران كنواة للجيش الطائفي الذي شكلوه لتكوين جيوش تعمل على استكمال بناء الإمبراطورية الصفوية. وهذه الجيوش التي بدأت بإيران من خلال تشكيلات الحرس الثوري الذي خصص التشكيل الإرهابي الموجه للدول العربية (فيلق القدس)، وتستكمل منظومة الجيوش الطائفية من خلال اعتبار الحشدلشيعي العراقي أحد مكونات القوات المسلحة العراقية وتخصيص موازنة مالية مستقلة له رغم قياداته الفارسية. وهذا التشكيل الإرهابي الذي أرهب العراقيين، وبعد تحقيقه لما طلبه الإيرانيون وتنفيذه خطط العزل المذهبي في المناطق العربية السنية في العراق يُعَدُّ للانتقال للمرحلة الثانية من المهام التي أنشئ من أجله وهي توسيع حدود الإمبراطورية الصفوية من خلال تدمير الكيانات العربية وفرض النفوذ الفارسي من خلال القوة العسكرية، كما حصل في لبنانوسورياوالعراق. والآن وبكل وقاحة أُعلن في العراق عند زيارة وفد الحوثيين إلى بغداد وبحضور حيدر العبادي الذي يتجه لكشف الوجه الحقيقي لانتمائه الطائفي، أعلن قائد الحشد الشيعي - وكما ذكرنا بحضور وموافقة حيدر العبادي - بقرب إرسال مقاتلين من الحشد الشيعي إلى اليمن لمشاركة الحوثيين في تحويل اليمن إلى جيب طائفي تابع لإيران كما حصل في لبنانوالعراقوسوريا. وبوضوح ودون لبس، أوضح قائد الحشد الشيعي بأن الحشد سيرسل مدربين ومتخصصين في توجيه الصورايخ البالستية إلى الأراضي السعودية، وأنهم سيسهمون في التدريب والمشاركة في إطلاق الصواريخ. إعلان حرب إرهابية عدوانية ضد المملكة العربية السعودية وأمام رئيس الحكومة العراقية مما يجعلنا نتأكد من أن العراقيين أصبحوا خدماً لأجندات ملالي إيران دون خجل.