في واحدة من أخطر قضايا الإرهاب الدبلوماسي، يقف الإعلام العربي باستثناء الإعلام السعودي متفرجاً على التهديد الرسمي العراقي باغتيال السفير السعودي ثامر السبهان، فادعاء كبير مليشيات أبو الفضل العباس بأنه يتطلع لشرف اغتيال السفير السعودي في بغداد يتضمن تهمة رسمية للحكومة العراقية ورئيسها ووزير خارجيتها، فهذا المليشياوي الذي لا شرف له متساوياً مع العديد من قادة المليشيات العراقية وبعض المسؤولين الذين تخلوا عن الشرف، عن المعدن العراقي الأصيل، لأنهم ببساطة ليسوا عراقيين بل بقايا (التابعية) الذين استوطنوا العراق العربي، فهذا الذي يتطلع لنيل الشرف بارتكاب جرائم الاغتيال والإرهاب، هو أصلاً لا شرف له، وتلك صفة لا تجدها في عراق الاحتلال إلا ما ندر. أما مسؤولية الحكومة العراقية الرسمية في هذا التحريض الإرهابي الإجرامي، فهذا ما يتصل برئيس الحكومة حيدر جواد العبادي الذي أصدر (فارماناً فارسياً) باعتماد (الحشد الشيعي) جزءاً من القوات المسلحة العراقية، وأنه مساو لقوات مكافحة الإرهاب. إذاً الحشد الكفائي الذي شُكِّل من المليشيات الصفوية الشيعية العراقية أصبح قوة عسكرية رسمية تخضع للحكومة العراقية، رغم تأكيد قادة المليشيات المكونة لهذا الحشد بأنهم لا يلتزمون إلا بما يصدر لهم من أوامر من الولي الققيه، أي المرشد الإيراني علي خامنئي، إلا أن قليلاً من الحياء يفرض على حيدر جواد العبادي أن يضبط سلوك قادة المليشيات المكونة للحشد الطائفي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة العراقية، وهؤلاء الإرهابيون الطائفيون تابعون له عسكرياً وإدارياً، أما أن يترك هؤلاء يطلقون التصريحات والأقوال التي تهدد السفراء والعراقيين بل حتى المسؤولين العراقيين، فمعنى هذا أن ملالي إيران هم الذين يوجهون قادة المليشيات الطائفية ويحكمون العراق وما العبادي إلا واجهة لهؤلاء الطائفيين. وكبير مليشيات أبو الفضل العباس الذي يسعى إلى الشرف عبر ارتكاب جريمة اغتيال سفير دولة عربية قدمت الكثير للعراق والعراقيين يعد وبكل المقاييس تجاوزاً ومشاركة رسمية للحكومة العراقية ورئيسها حيدر جواد العبادي بالذات في جريمة التحريض والتهديد، إذاً هذه المليشيات (أبو الفضل العباس) جزء من مكونات الحشد الشيعي الذي منحه رئيس الحكومة الصفة الرسمية كأحد مكونات القوات المسلحة الذي يتبوأ منصب القائد العام للقوات المسلحة التي يفترض أن الحشد الطائفي أحد مكوناتها المعترف بها رسمياً، وأن المليشيا الإرهابية (أبو الفضل العباس) أحد مكونات الحشد الأساسية، وأن كبيرها الذي وجه التهديد للسفير السعودي ثامر السبهان أحد قادة هذا الحشد الطائفي، فإن كل ذلك يجعل الحكومة العراقية مسؤولة مسؤولية مباشرة، وكان يفترض برئيس الحكومة ووزير خارجيته إبراهيم الجعفري أن ينددا بأقوال كبير المليشيات ويعلنا ليس فقط تبروئهما من تلك الأقوال الإرهابية، بل يتعهدا بتوفير الحماية للبعثة الدبلوماسية وسفيرها وفقاً للمعاهدات الدولية، ولكن العبادي والجعفري لم يتواريا ويطأطئا رأسيهما ولن يجابها سطوة المليشيات الطائفية بل امتنعا حتى من تمكين السفير السعودي في جلب الحماية وتحصين عمله، ومنعا حتى الآن من السماح بوصول السيارات المصفحة والمحمية من الرصاص كالتي يستعملها السفير الإيراني الأثير على قلب العبادي والجعفري.