استقدمت أسرة خادماً بنغالياً صغير السن لكي يخدمها، وخصوصاً الوالد والوالدة في بعض الأمور، رغم أنّ الوالدين كانا يتمتعان بكامل الصحة والعافية من الله. تربى هذا الشاب مع الأسرة الكبيرة أبناء وبنات وأزواج وزوجات الأبناء، فغمره الوالدان وكل من في بيت الأسرة الكبير بتعامل ربما لم يجده لدى أهله هناك، فكان هذا التعامل أساسة الخوف من الله ومراعاته كإنسان كادح محب للحياة، مع عطف على ذلك الشاب الذي بادل الأسرة بنفس التعامل. بل إنه من شدة تعلقه بالأسرة استقدم زوجته التي ارتبط بها بعد تحسن ظروفه، ليظل في خدمة ذلك الرجل الذي كان يمارس مهنة بناء وحدات سكنية ثم بيعها، حيث كان يحضر مقاولين للتنفيذ وذلك البنغالي هو من يقوم بتأمين مستلزمات البناء للمقاول الذي بان عليه بعد التعامل أنه جشع، مما حدا بصاحب المال أن يستغني عن خدماته، لكن ظل في حيرة بعد طردة كونه لا يريد توقف مشاريعه.. فكر وفكر لكن ذلك البنغالي أصر وبإخلاص على أن يكون هو المراقب للمشاريع وتأمين المستلزمات وعد الرجل بأن العمل لن يتوقف. فإخلاص ذلك الخادم البسيط جعل العلاقة بينة وبين الأسرة تتوطد وتزيد، بعد أن أثبت حبة وولاءه لولي نعمته هو زوجته، وبعد أن رزقه الله أول مولود قرر تسميته «حمد» تيمناً على اسم كفيله الرجل الطيب، فاستمر العامل لدى الأسرة الكريمة رافضاً السفر لوطنه حتى في الإجازات السنوية. سعت الأسرة لتعليمة قيادة السيارة فتعلم حيث اشترت الأسرة سيارة ليتولى نقل أبناء الأسرة لمدارسهم، رزق الله ذلك الخادم بمولودة فقرر تسميتها على اسم زوجة كفيله حيث سماها «هيا» .. أحبت الأسرة ذلك الخادم وأصبح الجميع لا يستغنون عنه وقرروا منحه الفرص العديدة لكي يحسن من وضعة المادي ودخله، حيث وافقوا على طلبه بشراء حافلة نقل ركاب شراكة بينهم وبينه يتولى هو قيادتها ونقل طالبات ومعلمات وما يحصل عليه بالنصف، حيث فتح الله عليه ومازال يعيش هو وزوجته لدى الأسرة ولا يعتبرونه إلاّ واحداً من الأبناء بفضل من الله ثم ما وجده من حب وتقدير من الأسرة، حيث وجد التعامل النبيل والعطف والشفقة والكرم، فقرر ألا يغادر هذه الأسرة حتى يقضي الله أجله.