ما كنا نتخوف منه، ومعنا جميع أهل الخليج وخبراء البيئة والزلازل، حصل عصر أمس الأول الخميس حينما حصلت هزة أرضية في الساعة 4.51 دقيقة ناتجة عن زلزال وقع شمال شرقي مدينة بوشهر الايرانية، بلغت قوته 5.6 على مقياس ريختر في منطقة يؤكد العلماء بأنها نشطة على مدار العام. طبعاً قوة الزلزال لا تعد من الدرجات العالية إذ تُصنف على أنها أعلى بقليل من المستوى المتوسط، ولكن طبيعة المنطقة التي تعرضت للزلزال وما تحويه هو الذي أثار الهلع في منطقة الخليج العربي، وبالذات في دولة الكويت وفي المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية. يكفي أن نذكر أن منطقة الزلزال لا تبعد عن مفاعل بوشهر سوى 60 كيلو متراً، وأن هذا المفاعل الذي أنشئ قبل أربعين عاماً يعد قديماً واستُعملت في انشائه مواد لا يمكن أن تقاوم الهزات الأرضية والزلازل في منطقة تصنف بأنها الأنشط طوال العام. الهزات الأرضية التي صاحبت الزلزال شعر بها سكان الكويت ومحافظات المنطقة الشرقية وبالذات مدينة الجبيل، وحق لأهالي هذه المناطق أن يشعروا بالخوف والقلق من تبعات حدوث الهزات الأرضية والزلازل وبجانبهم يقبع خطر داهم هو مفاعل نووي قديم الإنشاء لا يمكن أن يقاوم مثل هذه الهزات والزلازل المتعاقبة، ومع أن درجة زلزال الخميس لم تتعدَّ 5.6 درجة على مقياس ريختر إلا أن مدينة بوزارجان -التي تبعد فقط عن مدينة بوشهر 60 كيلومتراً- تضررت كثيراً؛ إذ انهار عدد من المنازل وقتل ثمانية أشخاص وجرح العشرات، وانخفاض درجة الزلزال لطف من الله، إذ إنه لو كانت الدرجة أعلى والزلزال أقوى لحصلت كارثة بيئية، إذ لابد أن تتسع دائرة تأثير الهزة الأرضية وتزداد مساحة المناطق المتأثرة بالزلزال، وهو ما يجعل مدينة بوشهر والمفاعل المقام على ساحل الخليج العربي عرضة للتأثير. مما يتسبب في انتشار اشعاع نووي ستكون دول الخليج العربي هي أكثر المتضررين، وخاصة دولة الكويت التي تبعد أراضيها عن بوشهر قرابة مائتين وخمسين كيلومتراً، ومدينة الجبيل التي تبعد عن بوشهر 300 كيلومتر. أما الكارثة الأفدح والأكثر ضرراً فيما لو تضرر مفاعل بوشهر ونتج عن ذلك تسرب إشعاعي نووي. فإن مياه الخليج العربي يقع المفاعل النووي -الذي يحمل اسم المدينة- على ساحلها، ولابد من تلوث مياه الخليج العربي نتيجة ذلك، وعندما تتلوث مياه الخليج العربي بالمواد النووية عندها تتعطل أو تتوقف جميع محطات تحلية مياه البحر التي توفر مياه الشرب لدول الخليج العربية، كما ستنفق الأسماك والكائنات البحرية الأخرى. كل هذه الأخطار والأضرار البيئية التي ستصيب الانسان في منطقة الخليج والبيئة والكائنات البحرية دفعت دول الخليج العربية مراراً بمطالبة ايران بإغلاق هذا المفاعل القديم، أو على الأقل نقله إلى داخل إيران بعيداً عن منطقة الزلازل. التي يؤكد الجميع خطورتها كونها نشطة طوال العام، وزلزال بوزارجان هذا جاء بعد زلزال آخر ضرب منطقة الحدود العراقية الإيرانية قبل يومين فقط.