فيما تتواصل الاستعدادت العسكرية الأمريكية بشكل خاص لحشد القوات في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر قبالة قناة السويس، بوصول سفن ومدمرات حربية قبالة الساحل السوري استعدادا لضربة تبدو محتملة، في الوقت الراهن، ضد نظام بشار الأسد، حملت فرنسا أمس الاثنين هذا النظام المسؤولية الكاملة عن الهجوم الكيميائي الذي وقع في 21 أغسطس قرب دمشق إذ أوردت معلومات لأجهزة الاستخبارات الفرنسية نشرتها الحكومة أمس تأكيدها أن النظام السوري هو من نفذ هذا الهجوم الكيميائي. وقال مصدر حكومي فرنسي إن هذا الهجوم كان (كبيراً لقد رصدنا 281 وفاة على الأقل). وهذه الحصيلة أدنى بكثير من تلك التي أعلنتها الولاياتالمتحدة الجمعة، وفيها أن الهجوم أسفر عن مقتل 1429 شخصا بينهم 426 طفلا. كما أعلن مصدر حكومي فرنسي طلب عدم كشف اسمه استنادا إلى وثيقة أعدتها الاستخبارات الفرنسية إن هذا الهجوم الكيميائي تم من مناطق تابعة لنظام الأسد واستهدف أحياء تحت سيطرة المعارضة. وفيما يبدو أن الحكومة الفرنسية عازمة على معاقبة النظام السوري، فقد أكد رئيس الحكومة الفرنسية جان مارك ايرولت أمس إن نقاشا برلمانيا حول الوضع في سوريا سيجري غدا الأربعاء إلا أنه سيكون (من دون تصويت)، رافضا بذلك طلبات فئة من المعارضة التي طالبت بإعطاء الكلمة للبرلمان قبل الموافقة على أي عمل عسكري في سوريا على غرار ما حصل في بريطانيا والولاياتالمتحدة. والقرار الأمريكي بإحالة مسألة التدخل العسكري في سوريا على التصويت في الكونغرس وضع هولاند في موقع حساس لترجمة التزامه برد حازم على النظام السوري بعد هجوم 21 أغسطس الكيميائي. وكان مسؤولون أمريكيون قد أكدوا أول أمس الأحد أن حاملة الطائرات الأمريكية التي تعمل بالطاقة النووية نيميتز وسفنا أخرى في مجموعتها القتالية اتجهت غربا صوب البحر الأحمر للمساعدة في دعم الهجوم الأمريكي على سوريا. وأجّل الرئيس باراك أوباما ضربات وشيكة بصواريخ كروز من خمس مدمرات متواجدة قبالة الساحل السوري، وقرر السعي للحصول على موافقة الكونجرس في خطوة أوقفت بشكل فعلي أي هجوم لمدة تسعة أيام على الأقل. ويعطي هذا التأجيل المخططين العسكريين مزيدا من الوقت لإعادة تقييم السفن والأسلحة الأخرى التي سيتم الحفاظ عليها في المنطقة قبل أن يشن الجيش الأمريكي ما يصفه مسؤولون دفاعيون بهجوم على أهداف على نطاق واسع. وكانت البحرية الأمريكية قد ضاعفت وجودها في شرق البحر المتوسط خلال الأسبوع الأخير، مضيفة بشكل فعلي مدمرتين للمدمرات الخمس المتواجدة في المنطقة بشكل عام. وبعدما تحولت باريس الحليف الرئيسي لواشنطن في الرد على دمشق حذر الأسد أيضا من استهداف المصالح الفرنسية، وقال الأسد لصحيفة لوفيغارو (الشعب الفرنسي ليس عدوا لنا، ولكن ما دامت سياسة الدولة الفرنسية معادية للشعب السوري فهذه الدولة ستكون عدوة له (الشعب). وأضاف (ستحصل تداعيات سلبية بالتأكيد على مصالح فرنسا). وكان النظام السوري قد طلب من الأممالمتحدة منع أي عمل عسكري على سوريا حسبما نقلت وكالة الأنباء السورية عن بشار الجعفري مندوب سوريا لدى الأممالمتحدة في خطابه الذي وجهه إلى بان كي مون الأمين العام للمنظمة الدولية وماريا كريستينا برسيفال الرئيسة الدورية لمجلس الأمن. بدوره أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندريس فوغ راسموسان إن الحلف سيتحرك في حالة تعرض تركيا لاعتداء. وبيّن راسموسان أن مهمة الحلف تمثل أيضاً في تأمين الحماية لحدوده الشرقية، مبيناً أنه في حال تعرض تركيا لهجوم سيبحث الحلف كيفية الرد. وفي خضم الأزمة السورية المستمرة فقد تجاوزت حصيلة القتلى الذين سقطوا في سوريا منذ بدء هذا النزاع في منتصف مارس 2011 المئة وعشرة آلاف بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أول أمس الأحد. وقال المرصد في بريد إلكتروني إنه (وثق سقوط 110371 قتيلاً منذ انطلاقة الثورة السورية مع سقوط أول شهيد في محافظة درعا في 18 مارس 2011 حتى تاريخ 31 أغسطس 2013م، وبين القتلى 40146 مدنياً).