رحبت سوريا "بالانكفاء الأمريكي التاريخي" يوم أمس الأحد، واتهمت الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتردد والارتباك بعد أن أرجأ ضربة عسكرية للتشاور مع الكونجرس. وبعد تراجع "أوباما" أبدت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد تحدياً للتهديدات الغربية برد انتقامي على هجوم 21 أغسطس الذي تقول إن المعارضين هم من نفذوه. وقال الأسد إن سوريا قادرة على مواجهة أي هجوم خارجي، لكنه ترك أشد التعليقات حدة لوسائل الإعلام الحكومية ونائب وزير الخارجية.
واتهم فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، الرئيس الأمريكي بالتردد والارتباك، وقال للصحفيين في دمشق: "طبعاً من الواضح التردد وخيبة الأمل التي كانت على لسان الرئيس أوباما يوم أمس، ومن الواضح الارتباك أيضاً.. لا يمكن أن يبرر أي شخص كان، سواء رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية أو أي رئيس دولة أخرى، عدواناً لا مبرر له على الإطلاق، عدواناً يدعم فيه القاعدة ويدعم فيه جبهة النصرة".
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الاثنين أن روسيا غير مقتنعة إطلاقاً بالأدلة التي قدمتها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها لتأكيد استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيميائية في هجوم وقع في أغسطس في ريف دمشق.
وقال "لافروف" في محاضرة أمام معهد العلاقات الدولية في موسكو: "ما عرض علينا هو بعض الصور الخالية من أي شيء ملموس، لا خرائط جغرافية ولا أسماء.. ما عرضه علينا شركاؤنا الأمريكيون وكذلك البريطانيون والفرنسيون في الماضي وفي الآونة الأخيرة لا يقنعنا على الإطلاق".
ومن جهة أخرى ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن حاملة الطائرات الأمريكية التي تعمل بالطاقة النووية "نيميتز" وسفنا أخرى في مجموعتها القتالية اتجهت غرباً صوب البحر الأحمر للمساعدة في دعم هجوم أمريكي محدود على سوريا.
وقال أحد المسؤولين إنه لا توجد أوامر محددة لمجموعة نيميتز القتالية، التي تضم 4 مدمرات وطراداً، بالإبحار إلى شرق البحر المتوسط في المرحلة الحالية، ولكنها تبحر غرباً في بحر العرب حتى يمكنها أن تقوم بذلك إذا طلب منها.
ولم يعرف على الفور متى ستدخل السفن البحر الأحمر، ولكنها لم تكن قد وصلت إلى هناك حتى مساء الأحد.
وقال المسؤول: "الأمر يتعلق بالاستفادة من العتاد بجعله جاهزاً إذا كانت هناك حاجة للاستعانة بقدرات المجموعة القتالية للحاملة ووجودها".
وأجل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، السبت، ضربات وشيكة بصواريخ كروز من 5 مدمرات متواجدة قبالة الساحل السوري، وقرر السعي للحصول على موافقة الكونجرس في خطوة أوقفت بشكل فعلي أي هجوم لمدة تسعة أيام على الأقل.