ما زالت السياسة الأمريكية في تعاليها وتغطرسها في تعاملها مع الأزمات في مختلف دول العالم ولا سيما في دول الشرق الأوسط، فالقضية الفلسطينية لم يتغيّر وضعها السياسي نتيجة للدعم اللا محدود الذي تقدمة الإدارة الأمريكية للكيان الصهيوني واتفاق أسلو الذي مضى عليه أكثر من عشرين سنة لم يقدم أي شيء لفلسطين. فالحصار الذي يعانيه الشعب الفلسطيني ما زال مستمراً والاستيطان الذي تضاعف مئات عن ذي قبل وموقف أمريكا المتردد في تعاملها مع الوضع في سوريا خوفاً أن ينعكس على عدم استقرار الدولة الصهيونية والأدهى والأمر موقفها من أزمة البحرين التي تكيل بمكيالين في التعامل معها، فتصريح وزيرة الخارجية في بداية الأزمة كان يحمل تبعات الأزمة على الحكومة البحرينية وبعد ذلك حاولت أن تصحح غلطتها بتصريح مغاير لذلك ولكن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك تجاوزات من قبل بعض المحسوبين على السياسة الأمريكية في تواصلهم مع أقطاب المعارضة في البحرين وتأثرهم بطروحاتهم ومطالبهم ونسوا أن البحرين طيلة تاريخها لا توجد فيها أي أشكال من أشكال الطائفية، فجميع الشعب البحريني يعيش في وئام وأمان لا يوجد سني فوق القانون ولا شيعي كذلك ولكن التدخل السافر من قبل إيران وتبجح قادتها أن البحرين هي إحدى المحافظات الإيرانية والذي يعيد للأذهان مطالبة الشأه بها في السبعينات الميلادية وكان الحكم في ذلك الاستفتاء من قبل الأممالمتحدة والذي صوّت بموجبه الشعب البحريني وأعلن البحرين دولة عربية حرة يحكمها آل خليفة الكرام لا شك أن هذا رد قوي على الأطماع الإيرانية في البحرين، كذلك يعطي رسالة أن البحرين شعب واحد ولم توجد الطائفية يوماً من الأيام ضمن شعاراته ولكنها الأيدي الخفية والأطماع الفارسية التي تحاول إيران فرضها على دول المنطقة لأن البحرين ليس هدفها الوحيد، بل تفكر في الخليج كله والدليل على ذلك إطلاقها على الخليج العربي الخليج الفارسي، وهنا أتساءل: ما هي النتائج التي سوف تحققها أمريكا من تعاملها مع بعض قادة المعارضة في البحرين الذين يتلقون توجيهاتهم من إيران ولا يخفى على الجميع أن إيران عدوها اللدود هو الولاياتالمتحدةالأمريكية وهي الشيطان الأكبر كما تسميها فمن خلال هذه المقالة أطالب المسؤولين عن السياسة الأمريكية أن يعيدوا النظر في سياستهم الخارجية، فحكومات وشعوب العالم أصبح لديها الوعي الكامل بالسياسة غير المتزنة التي تتعامل بها الولاياتالمتحدة في سياستها الخارجية. والله من وراء القصد. [email protected]