شكلت مواقع التواصل الاجتماعي نقلة نوعية حديثه ووسيلة فعالة في التواصل الإعلامي بين مختلف شرائح المجتمع الرياضي ومتابعة الأحداث والبرامج بما يفيد ويثري الأفكار والرؤى، الأمر الذي دعا قيادات رياضية ورؤساء أندية وإعلاميين رياضيين في إنشاء صفحات شخصية على تلك المواقع رغبة منهم في مد جسور التواصل الإعلامي بين جمهورهم والاستماع إلى آرائهم وملاحظاتهم. في المقابل اتجه آخرون من ضعاف النفوس في انتحال أسماء شخصيات رياضية بارزة في الوسط الرياضي بأسمائهم وصورهم ولم يقف الأمر عند هذا الحد فحسب، بل امتد إلى أبعد من ذلك من تمرير بعض الأخبار المغلوطة والعبارات المشينة بلسانهم تجاه أفراد أو لجان أندية مما تسبب في إحداث لغط كبير في الشارع الرياضي. وفي هذا الصدد حذّر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء من انتحال أسماء الأشخاص على شبكة الإنترنت وتراشق التهم وترويج الأكاذيب في مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة (تويتر). ولفت سماحته إلى أن البعض يستخدم التقنية الحديثة لإحداث الشهرة ببروزه فيها ويتخذها كوسيلة للسب والطعن في الناس بغير علم، وهذه أمور خطيرة لا يجوز للمسلم الانسياق فيها.. وأشار سماحة المفتي إلى على المسلم الترفع من أن يكون مصدراً لترويج الأكاذيب أو يرضى بها ويحمد الله على العافية والسلامة ويحفظ أعراض المسلمين.. أما أن نصغي لهذا الموقع ونجعله مصدر علمنا وتحصيلنا فنشيع ما نقرأ ونقول سمعنا كذا وكذا دون معرفة المصادر والباعث الحقيقي والإصغاء لهم والانسياق وراء ما يفترون ويقولون خطراً عظيماً، فكفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع.. وأضاف: من سلبيات الإنترنت الطعن في الشخصيات الدينية والاجتماعية والسياسية وجلب وتلفيق التهم التي يعلم الله براءة من قيلت فيهم. ورأى الشيخ الدكتور قيس المبارك عضو هيئة كبار العلماء في تصريحه ل(الجزيرة) أن انتحال أسماء الآخرين تدليس وغش لا يجوز، فمِن الكذب أن يقول إنسانٌ كلاماً ثم يَنسِبه لغيره زوراً، فهذا بهتانٌ وإذايةٌ منهي عنها كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا).. لافتاً إلى أن المسلم كما جاء في الحديث هو من سلم المسلمون من لسانه ويده، وهذا المنتحِل لم يسلم الناس من شرِّه، فقد كذب ودلَّس على الآخرين، ونسب لغيره ما لم يقله، فلم يكن مأموناً على أحوال الناس ولا على أقوالهم، بل ولم يتَّصف بوصفٍ عظيم من أوصاف المؤمنين، وهو كفُّ الأذى، وكفُّ الأذى حرام في حقِّ المسلمين وغيرهم من الكفار، فلفظ: (سلم المسلمون) خرج مخرج الغالب، لأن كفَّ الأذى عن المسلم أشدُّ وأخطر. واعتبر الشيخ الدكتور سلمان العودة المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم أن انتحال أسماء الآخرين في تويتر سواء كانوا رياضيين أو غيرهم هو نوع من التزوير المحرم الذي يأثم عليه من فعل ذلك.. وأكد الشيخ العودة ل(الجزيرة) أن انتحال أسماء الشخصيات على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي تصنف من الجرائم الإلكترونية التي يعاقب عليها صاحبها وفق الشرع والنظام.. مشيراً إلى خطورة الكذب والافتراء على الناس بغير وجه حق موضحاً أن ذلك من المخالفات الشرعية.