أعلن موقع تويتر انه قد يضطر إلى فرض قيود على تغريدات مستخدمين في دول معينة الأمر الذي يجدد التساؤلات حول كيفية تعامل هذا المنبر للتواصل الاجتماعي مع قضايا حرية التعبير في الوقت الذي يوسع فيه قاعدة مستخدميه على مستوى العالم بسرعة. وحتى الآن يضطر تويتر لحذف تغريدة من شبكته العالمية إذا تلقى طلبا من حكومة بهذا. لكن الشركة قالت في رسالة على مدونتها نشرت امس الخميس انها الان لديها القدرة على منع ظهور تغريدة بعينها للمستخدمين في دولة ما. وقالت مدونة تويتر إنه وبدءا من أمس إن الشركة ستتيح لنفسها إمكانية منع محتوى من الظهور للمستخدمين في دولة معينة مع إتاحته في باقي دول العالم. وضرب تويتر أمثلة على الحالات التي سيتعاون فيها بفرض قيود مثل "المحتويات المؤيدة للنازية" في فرنسا والمانيا وهي دول تحظر مثل هذه المحتويات. وقال الموقع إنه صاغ آلية من اجل الشفافية تنطوي على إخطار المستخدمين في حالة منع ظهور تغريدة ما. وأحجمت متحدثة باسم تويتر عن ذكر تفاصيل على المدونة. ويعكس اعتراف تويتر بانه سيفرض رقابة على المحتوى تغيرا كبيرا في أسلوبه عما كان عليه منذ عام واحد فقط عندما نسق متظاهرون مناهضون للحكومة في تونس ومصر ودول عربية اخرى لمظاهرات حاشدة عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي. وأثارت قضية حرية التعبير جدلاً كبيراً خلال الفترة الأخيرة خصوصاً في ظل التشريعات الجديدة التي تسعى الولاياتالمتحدة الأميركية لسن تشريعات جديدة تنص على وضع حد لحرية مواقع الإنترنت عبر آلية مكافحة القرصنة. من جانبه : حذّر المفتي العام للمملكة العربية السعودية عبدالعزيز آل الشيخ من موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، معتبراً أن فيه "ترويجاً لأكاذيب باطلة، وفيه من يصدر فتاوى من دون علم، وغير مدعَّمة بالدليل، وأنه يحوي طعناً لشخصيات دينية واجتماعية". وأشار إلى أن "هذا من أساليب الأعداء في تحريف الكلم عن مواضعه"، مضيفاً أن "تويتر" يمثل دعوة للتراشق بالتهم. وبحسب صحيفة "الحياة"، قال المفتي، في خطبة الجمعة بجامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض أمس، الجمعة: "إن في هذا الموقع دعوة إلى تراشق التهم بين الناس، وترويج الأكاذيب التي يستعملها البعض لإحداث الشهرة ببروزه فيها، ويتخذها وسيلة للسب والطعن في الناس بغير علم. وهذه أمور خطرة لا يجوز للمسلم الانسياق فيها". وأكمل المفتي مضيفاً: "أن النقد الهادف وسائله معروفة. أما "تويتر" وغيره مما ينشر فيه الافتراءات والأكاذيب، فعلى المسلم الترفع عن أن يكون مصدراً لها، أو يمدها، أو يرضى بها، أما أن نصغي لهذا الموقع ونجعله مصدر علمنا وتحصيلنا، فنشيع ما نقرأ من دون معرفة المصادر والباعث الحقيقي، والانسياق وراء ما يفترون ويقولون، فذلك خطر عظيم، فكفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع". ودعا المفتي العام رجال الحسبة إلى القيام بواجبهم في التحذير من هذه المواقع، وتبصير الناس، حتى يكونوا على بينة من أمرهم. لكن ومن ناحية أخرى أكد المفتي أن "الإنترنت" يحوي أيضاً "إلى جانب سلبياتها مواقع نافعة إيجابية مفيدة، فيها وسائل علم ومعرفة وعلوم مختلفة وأمور عظيمة وتجارة ودعوة إلى الله". وتذكر صحيفة "الحياة" أن أحدث دراسة أعدَّها مركز "ومضة" للأبحاث الاقتصادية كشفت أن السعوديين هم الأكثر استخداماً لموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في العالم العربي بنسبة 38 في المئة، كما يتصدّر السعوديون قائمة ال100 شخصية عربية الأكثر تأثيراً في الموقع.