نكتم ونشكي من الاحزان في خلوة واليوم في صمت لا نكتم ولا نشكي لو ان دنيا الشقا ياصاحبي حلوة ماكان شفت الطفل يولد وهو يبكي في أحد محلات التسجيلات الشعرية الواقعة في المحطات الواقعة على الطرق السريعة دخل ذلك الشاب الذي يبلغ عمره في حدود الرابعة عشر وقال بالحرف الواحد وبأنفاس مترددة وبصوت متحشرج: (عندك قصائد عن الحزن)... بعدها خرجت ولا زالت كلمات ذلك الشاب تجول في ذهني. حينها تأكدت وقلت في نفسي: إن الحزن لا يعرف كبيرا ولا صغيرا ولا يفرق بين شخص وآخر في هذه الحياة. لكن من المؤلم أن يبدأ الحزن مع الشخص في بداية حياته ويولد مع أول أيامه ويسيطر على واقعه وتغرسه الأيام في أعماقه ويصبح حقيقة لا يستطيع الشخص الابتعاد عنها وحينها لا يشعر إلا بالأسى الشديد ولا يشاهد إلا الظلام الدامس وتصبح الدنيا سوداء في عينيه وللأمانة فصوت ذلك الشاب ذكرني بقصيدة الأمير الشاعر خالد الفيصل التي يقول فيها:- الحزن في صوتك أزعج ساكني لين صار الكون من حولي حزين غصب عني حزن صوتك هاجني لين خلّى عاصي المعنى يلين وامتثل حرف القصيد وعادني وانسكب حزنك على شعري حنين شلت انا صوتك وحزنك شالني اكتم الصرخة وينساب الأنين طير انا مثلك زماني ضامني جرّحتني مثلك سيوف السنين صابك اللي من زمان صابني في معاليق الحشا جرحه دفين كلما ودعت همّ زارني من عذاب الوجد بياح الكنين الفرح عقب الصداقة هابني خافت البسمة على وجهي تبين طير ياللي صوت حزنك هاضني الله اللي ينتصر للصابرين * قلم الشاعر فهد المساعد له طعم خاص وبصمة شعرية حزينة يقول في إحدى قصائده.. من أبياتها:- الحزن وحشة نار وأرواحنا شمع نزداد نور إن شب فينا ظلامه يهون طعم الحزن لا صاحبه دمع الموت حزنٍ صاحبته إبتسامة القلب غصنٍ طاح من كثرة الرمع جاروا عليه أهل العتب والملامة * ما أجمل الصبر والتحمل والشموخ والعزة عندما يجرح الحزن وقسوة الزمان قلبك يقول الشاعر مساعد الرشيدي:- ينجرح قلب لكن ترتفع هامة والله أني لاموت ولا انحنى راسي لو رماني زماني وسط دوامة العواصف شديدة والجبل راسي أنقل الحزن وامشي منتصب قامة قاسي الوقت لكني بعد قاسي وأسمع الحلم يصرخ لحظة اعدامه رابط الجاش ماهز الخبر باسي نعم هناك مراحل حقيقية عشناها في حياتنا زرعت معنى الحزن في نفوسنا حتى أصبحنا ندور في دائرة سوداء مليئة بالذكريات الحزينة. ولكن الواجب ومع كل هذا أن لا ننسى إشراقة يوم جميل يملؤه المؤمن بذكر الله والتوكل عليه والصبر والدعاء وانتظار الفرج من الله سبحانه وتعالى . عموماً هذه الحياة لا معنى لها إن لم نحزن في يوم ونفرح في يوم آخر ولا طعم لها إن لم نذق حلاوتها ومرارتها. همسه قبل الخروج أيها الإنسان صبرًا إنَّ بعد العسر يسرًا كم رأينا اليوم حُرَّا لم يكن بالأمس حُرَّا خروج يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه). بدر محمد العتيبي بقعاء