إن مصاب فقد سيدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أمر جلل، تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته وجعل قبره روضة من رياض الجنة، وجعل كل ما قدمه رحمه الله لأمته الإسلامية والعربية وأبناء وطنه في ميزان حسناته إنه على كل شيء قدير. والشعر الشعبي كان وسيظل المؤرخ والموثق لمآثر عظماء الرجال ومواقفهم الكبيرة في تاريخهم المشرف عند الناس من كل جيل، وقد قدم كبار الشعراء الجزلين قصائدهم المؤثرة التي تعكس ألم الفقد بدم القلوب لا دمع العيون فحسب، كيف لا والفقيد هو فقيد جميع أبناء الوطن قاطبة المتفرد في الجوانب الإنسانية قبل الإدارية والسياسية والذي ستبقى مآثره خالدة في وجدان الناس بعد أن رحل من هذه الدنيا الفانية إلى أرحم الراحمين سبحانه وتعالى، جمعنا الله وإياه في الدار الآخرة مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. والاستعراض هنا لبعض النصوص أو الاستشهاد بها على سبيل المثال لا الحصر لأن ما كتب عنه رحمه الله من قصائد وما سيكتب يتطلب إصدارات مستقلة. يقول الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن: أنا قلبي حزين وخاطري يا سيدي مكسور رحل سلطان يا سلطان من غيرك أبشكي له أبجلس عند ركبة من يغيث الباكي المقهور وبسمع منه ما يطفي لهب قلبي وياوي له طلبتك هالفراق وغيبتك والمجلس المهجور وصوتك والضيا في لفتتك تشعل قناديله طلبتك والعطا يسبق يمينك والسجايا بحور وأنا أدري اللي كتبه الله علينا صعب تبديله ألا يا سيدي خجلى القصايد خادمك معذور رثاك الشاعر اللي لو لمحته كان ترثي له ثم إلى قصيدة مؤثرة جداً للأمير الشاعر نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز -أسير الشوق- حيث الاستهلالة المؤلمة بفقد الأم والأب رحمهما الله وبدقة بلاغية متناهية ليست بغريبة على مستوى شاعرية سموه الكبيرة، حيث ضمن القصيدة آخر مدى لعمق الحزن بقوله: (وش بقى ثاني)، ولكن بتحسب المسلم للأجر على مصابه عند ربه كقوله: بكيت وأبكيت البكا من خشية الرحمن وكذلك قوله: يا رب لا تبلي عزيز بلوعة الفقدان إلى أن قال سموه: يا رب خل قبورهم روضة من الرضوان واغفر لهم واصفح وسامح وارحم العاني سلطان واسمك بس يكفي للكرم عنوان فوق المعاني شموخه يعجز لساني يا طيب قلبٍ فيك عاشت في دفاه أوطان كله وفا، ياما نزع ثوبه ودفّاني ويا جود كفٍ لك.. بجوده سيّل الغدران وأعطى ملايين البشر من قاصي وداني ويا شوقنا للبسمة اللي كلها تحنان ولطلّتك يا شوقنا، يا عشق الأوطاني اليوم واريناك بتراب الوطن عرفان وقلنا سلام الله، وسال الجمر باوجاني ويقول الأمير الشاعر عبدالعزيز بن سعود بن محمد -السامر-: يا كبر حظ القبر واللحد والخام الله مشرّفها بمسكن عظامه للحل يا محقق عسيرات الاحلام ما فيه مجد إلا تقلّد وسامه ماهوب حزنه عام وإلا طرف عام حزنه مقيمٍ لين يوم القيامه حزن التواصل والسياسة والأيتام ومجدٍ رفع به ربّ الأمة مقامه حزنه حزن عالم شعوبٍ وحكام وحزن العزيز اللي يخونه حزامه فقيدة الدين الحنيفي والاسلام وفقيدة سلوم العرب والسلامه وقال الأمير الشاعر فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز: سأل عنك صبحٍ شوفتك صدره المشروح وسأل عنك ليلٍ وحشته منك سهرانه وسأل عنك طفلٍ قال أحبك بكل وضوح وسأل عنك من فيك التقى أهله وخلاّنه وسأل عنك من حدّه زمانه وهو مجروح وسأل عنك هالعالم والإسلام وأذانه وسأل عنك صدقات الخفا وما كتب باللّوح وسأل عنك ذودك والوسم هو وهتانه وقال الشاعر راشد بن محمد بن جعيثن: بغيت أوقّف دمع عيني ولا طاع غصبٍ عليّ هلّت ماهيب امغصوبه أقوم وأقعد من نبا العلم مرتاع أكذبه نوبه وأصدق بنوبه إلى أن قال: الله يرحم يا عرب طايل الباع آمين.. ويقبل شعبنا ما دعو به رايه له الأرياء تسلّم وتنصاع يدلهم دربٍ خفي ما دروبه لو العمر يهدا ويشرى وينباع ما مات سلطان العرب والعروبه فداه من يمشي بروحه على القاع لو كانت أيام العمار أمحسوبه وبعد فإن هذه المشاعر الأصيلة المتناهية في صدق لوعتها وألمها الإنساني النبيل المؤثر من جهة والمتميزة -من منظور نقدي- من جهة أخرى، هي بعض ما تستحقه سيرة الفقيد الكبير من تصوير أدبي برع فيه شعراء كانوا بمستوى الحدث في قصائدهم الجزلة، رحم الله أمير الإنسانية سيدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته. من مرثيتي في سيدي الأمير سلطان رحمه الله: تبكي القلوب بدمّها موت سلطان ما للدموع بفقد مثله مكانه رمز المراجل والمواقف والإحسان تاجٍ على رأس الوفاء في زمانه مغني جموع الناس حضرٍ وبدوان ومعتق رقاب اقصاصها حلّ أوانه من معجزات الكون في هيئة إنسان في سياسته في جوهره في بيانه كم أرمله وضعوف مرضى ويتمان وحشيم جبّر بالعطاء كسر شأنه