في أعقاب مظاهرات عارمة تشهدها المدن المصرية منذ 25 يناير الماضي وأدت إلى حالة من عدم الاستقرار في مصر ومقتل نحو 300 شخص، أعلن الرئيس المصري حسني مبارك مساء أمس الخميس تفويض سلطاته لنائبه عمر سليمان في اختصاصات رئيس الجمهورية وفق ما يحدده الدستور. وحذر مبارك في كلمة بثها التلفزيون الرسمي المصري من خطورة استمرار حالة الاحتقان التي يشهدها الشارع المصري، مؤكدا أنها ربما تخلق أوضاعا يصبح معها الشباب الذي دعا إلى التغيير أول المتضررين منها. وأضاف أن الحوار الوطني أسفر عن توافق مبدئي في المواقف وأنه يتعين مواصلته للوصول إلى خريطة طريق واضحة بجدول زمني. وقال انه يقترح تعديل المواد 76 و77 و88 و93 و189 من الدستور وإلغاء المادة 179 التي تخول سلطات بخصوص قضايا الإرهاب. وأضاف مبارك أن الحوار مع المعارضة قاد إلى توافق أولي لحل الأزمة. ووجه مبارك حديثه إلى شعبه قائلاً: إنه حديث من القلب حديث الأب لأبنائه. وقال مبارك لشعبه: (اعتز بكم رمزاً لجيل مصري جديد يحلم بالمستقبل). وأعرب مبارك في الوقت نفسه عن أسفه لما لاقاه من أبناء شعبه من إساءات خلال التظاهرات. وقال في كلمته: إن دماء شهداء وجرحى المظاهرات لن تضيع هدرا. وشدد على أنه سيعاقب المسؤولين عن المصادمات التي حدثت بين المتظاهرين وقوات الأمن. كما جدد مبارك التأكيد أنه لن يترشح للرئاسة من جديد مؤكدا انه يثق في صدق مطالب المحتجين ونواياهم. وقال مبارك انه يريد ان (يوارى الثرى) على أرض مصر وأنه لن يغادر مصر وأن الوطن سيظل فوق الأشخاص وفوق الجميع.وبعيد خطاب مبارك أفاد شهود عيان بأن آلاف المتظاهرين توجهوا نحو مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري. وفي وقت سابق أصدر الجيش المصري ما سماه بيان رقم واحد وقال إنه يتحرك للحفاظ على الوطن وتطلعات الشعب بعد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة. ومباشرة اجتمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمستشاريه للأمن القومي بعد خطاب مبارك حسبما أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس.