صدر مؤخراً كتاب (حوار الأديان) للأستاذ صالح بن عبدالله المسلم وهو يتناول حوار الأديان.. ويشير إلى دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- والتي قال فيها: أدعوكم وأدعو كل من تصل إليه كلماتي هذه أياً كان أن نتذكر ما يجمع بين الأديان والمعتقدات والثقافات، وأن نؤكد على ما هو مشترك، وأن نتمسك بمفاهيم الأخلاق والأسرة، وأن نعود إلى الرب عز وجل.. فبهذا نتجاوز خلافاتنا ونقرب المسافات بيننا ونصنع سوياً عالماً يسوده السلام والتفاهم، ويصبح التقدم والرخاء غرساً نقطف ثماره جميعنا. وتحت عنوان (التسامح فطرة الدين الإسلامي) قال المؤلف: الإسلام دين الفطرة، دين الحنيفية السمحة، دين التسامح والمحبة والأخلاق العظيمة، والتسامح خلق الإسلام كدين منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، منذ أن بعث الأنبياء والرسل، فكانت رسالة السماء تسمى على مر العصور وفي زمن كل الأنبياء بالحنيفية السمحة كدليل على التسامح والتواصل والمحبة. ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حاملاً هذه الرسالة العظيمة المتضمنة لكل معاني القيم الإنسانية والحضارية وفي طليعة هذه القيم التسامح، وقد جسد هذا الخلق في مفاهيم عملية فحولها من مجرد قيمة إلى مفهوم عملي لازم حياته في جميع مراحلها قبل البعثة وبعدها، في حالات الضعف كما في حالات القوة. لقد دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى إشاعة جو التسامح والسلام بين المسلمين وبينهم وبين غيرهم من الأمم، واعتبر ذلك من مكارم الأخلاق فكان في تعامله مع المسلمين متسامحاً.. وكان مع غير المسلمين ينطلق من هذا المبدأ العظيم ليكرس قاعدة التواصل والتعاون والتعارف بين الناس لتكون العلاقات الطيبة الأساس الذي تبنى عليه علاقات ومصالح الأمم والشعوب.