تفقد الرئيس اللبناني ميشال سليمان يرافقه قائد الجيش العماد جان قهوجي، أمس قواعد لقوات «يونيفيل» في جنوب لبنان، وزارا مقر قيادة الكتيبة الاسبانية في سهل بلاط، حيث اطلع على الاوضاع الامنية والحياتية والعسكرية في هذا القطاع الحدودي. واستقبل سليمان والعماد قهوجي نائب قائد قوات «يونيفيل» في الجنوب الجنرال بارداليه والمسوؤل عن الشؤون المدنية والسياسية ميلوش شتروغر وقائد القطاع الشرقي الجنرال كاسيمرو رومان خوان. ووضع سليمان إكليلاً على النصب التذكاري لشهداء الكتيبة الاسبانية، وعقد اجتماعاً مع قيادة القطاع الشرقي اطلع خلاله على الاوضاع في المنطقة الحدودية، وتركز البحث على وضع بلدة الغجر. واستغرقت الزيارة نحو ساعة وتخللتها إجراءات أمنية مشددة اتخذها عناصر للجيش اللبناني و«يونيفيل» على طول الطرق والمفترقات المحيطة بالقاعدة الاسبانية. وانتقل سليمان والعماد قهوجي إلى مقر قيادة اللواء الحادي عشر في كفردونين حيث كان في استقباله قائد اللواء العميد الركن صادق طليس وأركان اللواء. ورأس سليمان اجتماعاً في مكتب طليس نوّه فيه بجهود الجيش في الجنوب وأعطى توجيهاته في شأن التشدد في مكافحة المخلين بالأمن وكذلك في مواجهة اعتداءات العدو الإسرائيلي. وتفقد غرفة العمليات في مقر القيادة واطلع على كيفية عمل اللواء وبقعة انتشاره. وأدلى سليمان خلال جولته بتصريحات دعا فيها إلى «الحفاظ على الإنجازات التي تحققت في عام 2009 والتمسّك بالدروس والعبر التي يجب استخلاصها وأولها منعة الجيش اللبناني الذي أصبحت وحدته محققة وأثبت أنه العمود الفقري للوطن، وثانيها النظام الديموقراطي الذي تكرّست متانته، وثالثها الاستقرار المالي وهو أحد ثوابت مقومات الدولة ورابعها ثقة الخارج به وثقة مغتربيه به». ونوّه ب «جهود قوات «يونيفيل» وتعاونها مع الجيش»، مكرراً «التحذير من أن إسرائيل لا تزال تشكل مصدر خطر على لبنان الذي يزعجها استقراره السياسي والأمني والاقتصادي». وأشار إلى أن «مواجهة هذا الخطر تكون بوحدة اللبنانيين وبقيام مؤسسات الدولة من خلال ورشة الإصلاح الإداري التي تنوي الحكومة البدء بها»، معرباً عن أمله بأن «تستند التعيينات الإدارية إلى آلية يقتنع الجميع بوجوب اتباعها». وجدد سليمان رفضه «الإجراءات الأميركية المنوي اتخاذها بالنسبة إلى سفر اللبنانيين إلى الولاياتالمتحدة وكذلك في ما يتعلق بحرية بث بعض القنوات التلفزيونية»، مشدداً على أن «لبنان الذي واجه الإرهاب بشراسة ولا يزال لا يمكن أن يكون مصدراً للإرهاب، وأن حرية الإعلام المقدسة هي من ثوابت نظامه الديمقراطي والتي تشكل ميزته في هذا المجال على مستوى المنطقة». وأصدرت «يونيفيل» بياناً حول الزيارة، موضحة أن «الجنرال بارداليه نيابة عن القائد العام الجنرال كلاوديو غراتسيانو الذي هو حالياً في زيارة رسمية لنيويورك، رحب بالرئيس سليمان في مقر قيادة القطاع الشرقي ليونيفيل في مرجعيون». وقال الجنرال بارداليه: «هذه الزيارة هي شاهد على الدعم الشخصي للرئيس سليمان وللحكومة اللبنانية والتزامهما مهمة يونيفيل وتطبيق القرار 1701. وكانت الزيارة فرصة لتأكيد تصميمنا المشترك على العمل من أجل الامن والاستقرار في جنوب لبنان من خلال شراكة استراتيجية مع القوات المسلحة اللبنانية». المر: الرئيس مهتم باللامركزية ولدى عودته الى قصر بعبدا، التقى سليمان النائب السابق لمجلس الوزراء النائب ميشال المر الذي قال انهما ناقشا الأوضاع السياسية وموضوع اللامركزية الإدارية «الذي يهتم فيه الرئيس مباشرة وحصراً»، موضحاً أنه عرض عليه وجهة نظره خصوصاً «أننا عام 2000 أنجزنا قانون اللامركزية». ورد المر على سؤال عن اشاعات تحدثت عن وفاته بالقول: «عندما لا يكون هناك مواضيع سياسية مهمة تحتاج الى أن أظهر إعلامياً لا أظهر، وهذا لا يعني أنني توفيت. قبل اسبوعين اطلقوا بعض الإشاعات بأنني خضعت لعملية خطيرة ودخلت غرفة العناية وقبل يومين اطلقوا اشاعات أخرى تتحدث عن وفاتي. الحياة والصحة الله وحده يعطيهما للإنسان وهو الذي يأخذهما وليس الذين يفبركون الأخبار لأنه لم يعد لديهم اي شيء سياسي فيفبركون علينا»، شاكراً الله «الذي أنعم علينا الى اليوم بالصحة ونحن على قيد الحياة» والذين اتصلوا ل «اطمئنانهم». إلى ذلك، كثف الطيران الإسرائيلي من انتهاكاته للسيادة اللبنانية فحلقت أربع طائرات إسرائيلية على ارتفاع متوسط في اجواء العرقوب وفوق قرى شبعا، كفرشوبا، كفر حمام، الهبارية و حاصبيا، منفذة غارات وهمية. وتصدّى لها الجيش اللبناني.