عندما تتجول داخل المستشفيات الحكومية والأهلية في كثير من المدن السعودية، يلفت انتباهك امتلاء جيوب بعض الأطباء ب «المعقمات» و«المنظفات الطبية» الأخرى، إذ تلازمهم بشكل ملاحظ كأحد الدروع الدائمة التي تحميهم من عدوى فايروس «كورونا». «فوبيا كورونا» وضعت وزارة الصحة السعودية منذ أشهر في حال تأهب دائمة، الأمر الذي دفعها إلى ابتكار وسائل جديدة للتصدي له، ابتداء من حماية المنشآت الصحية ومنسوبيها من العدوى، ومروراً بتوعية الطلاب والطالبات في المدارس والجامعات، وانتهاء بملاحقة مصدر تكوينه وانتشاره. وعلمت «الحياة» أن وزارة الصحة أوصت مديرياتها أخيراً في المناطق كافة، بضرورة توعية منسوبيها في المستشفيات، بالمداومة على غسل اليدين والحرص على نظافتهما بالمعقمات والصابون، لمنع انتقال أي نوع من العدوى لهم. في حين تفاعلت المنشآت الطبية وطواقهما الطبية والتمريضية مع اليوم العالمي لغسل اليدين، عبر فعاليات ومؤتمرات وندوات علمية، للتوعية بأهمية نظافة اليدين، التي تهدف إلى خفض عدد الوفيات بسبب الفايروسات المعدية والتي غالباً ما تصيب الجهاز الهضمي والتنفسي. ويقول مدير مركز الرعاية الصحية الأولية في حي بريمان محمد عسيري ل «الحياة»، إن إدارته نظمت فعاليات خاصة بنظافة اليدين مع طاقمها الطبي ورؤساء الأقسام وعدد من المدعوين، إذ تخللها برنامج توعوي وتثقيفي عن الوقاية من الأمراض المعدية والفايروسية. وأضاف أن مثل هذه الفعاليات تهدف إلى الحد من انتشار العدوى بين المراجعين والفريق الطبي، ومنع انتقال الفايروسات في ما بينهم، والتي كان من أبرزها خلال الفترة الماضية «كورونا»، خصوصاً أن هذا الفايروس يتخذ من اليدين مركزاً لها، لتنتقل بعدها إلى الأنف والفم، والعين من شخص مصاب إلى آخر سليم. وأشار إلى أن وزارة الصحة وجهت المراكز الصحية بضرورة توعية الطلاب والطالبات في المدارس، من خلال تنظيم المحاضرات التوعوية وتعليمهم ثقافة غسل اليدين والأوقات المطلوب فيها، والطريقة الصحيحة لإنجاز هذا الأمر، حتى ينشأ جيل صحي يعي أهمية غسل اليدين في حمايته من الكثير من الأمراض.