اعتبرت رئيسة اللجنة النسائية في نادي جدة الدكتورة فاطمة إلياس بأنه «يكفي أن يكون السبيل أول وكيل وزارة للشؤون الثقافية، وهو الذي أسس لأبجديات الادارة الثقافية في المملكة»، مشيرة إلى أنه «يحمد له أنه جاء إلى الوزارة من دون أن يكون هناك إرث إداري، أو تقليد يملي عليه خططه، أو يؤطر لأهدافه»، متابعة بأنه» من خلال نظرته المتزنة إلى الأمور وتجرده من المنافع، أو الدوافع الشخصية استطاع أن يقود السفينة على رغم الاعصارات، والمطالبات الصاخبة غير العارفة ببواطن الأمور، وما يحيط بطموحات المثقف من عقبات بيروقراطية وأيديولوجية كان يمكن لها أن تغرق السفينة في أي وقت، لولا تريثه وحكمته وحنكته الإدارية، وهو المثقف والأديب الذي لا يقل عن بقية الأدباء والمثقفين طموحاً ورؤية مستقبلية لواقع أفضل». وذكرت بأنه «تحمل في كل خطوة خطتها الوكالة سواء في الوجود النسائي في معرض الكتاب، أو في الأندية الأدبية، وجمعيات الفن التشكيلي، والتصوير الضوئي والمسرح، الكثير من العتب واللوم، وتقبل جميع ذلك بصبر وحب من دون أن يتراجع، محاولا في الوقت نفسه عدم إثارة البلبلة من طريق الحوار مع المعترضين، والسير بخطى متريثة ومتزنة».وطالبت بالاعتراف أنه «خلال فترة توليه منصب وكيل الوزارة، نشطت الأندية الأدبية، وازداد عددها، من نجران إلى الحدود الشمالية، كما اشتد التنافس بينها وتنوعت فعالياتها وأنشطتها، وتكفلت الوزارة برعاية الملتقيات السنوية، إذ لم يعد ثمة ملتقى قراءة النص الخاص في نادي جدة الأدبي فقط، بل أصبحت الملتقيات على مدار العام»، ومضت في القول: «ولا يخفى علينا ما يترتب على ذلك من حراك ثقافي، وظهور أسماء نقدية جديدة وطباعة كتب جامعة للبحوث والأوراق التي قدمت»، مشددة على أنه «لم يكن لهذه الطفرة أن تحدث لولا رعاية الوزارة ممثلة في وكيلها الدكتور عبدالعزيز السبيل. ويمكن لأي راصد أن يقارن بين الحياة الثقافية ومناشط الأندية الأدبية والمنتج الثقافي والأدبي الحالي، بعد تشكيل وكالة الشؤون الثقافية وقبل ذلك. وصاحب هذه الطفرة طفرة في دخول المرأة الأندية الأدبية ومشاركتها في الأوراق والبحوث بعد أن كانت محرومة من ذلك. ومن هنا يمكن التأريخ لوجود المرأة في الأندية الأدبية بتأسيس وكالة الوزارة للشؤون الثقافية وبوجود السبيل ودفعه وعمله على ذلك، يكفي أن نذكر الجمعيات التي عمل السبيل على إنشائها وولدت على يديه، وتعتبر النواة الحقيقية لمؤسسات المجتمع المدني والمبشرة بقرب الانفراج. وقد بدأ بجمعية المسرحيين تلتها جمعية التشكيليين وجمعية التصوير الضوئي لينفرط العقد ويحظى الخطاطون بجمعية الخط العربي، ثم يختمها السبيل بإهدائه جمعية رسامي الكاريكاتير لهؤلاء الفنانين الذين يلعبون دوراً كبيراً في النقد السياسي والاجتماعي». وأشارت فاطمة إلياس إلى أن «الأهم في نظري هو دخول المرأة الانتخابات وفوزها بمقاعد في مجالس إدارة هذه الجمعيات، وهو حلم تحقق في فترة تولي السبيل وعلى يده. إنجازات السبيل كثيرة. لكن ما يميزها هو خلوها من البروبغاندا، فقد كان السبيل يعمل بصمت من دون افتعال الضجيج، وبخطى متئدة وواثقة».