انطلق عصر أمس موكب تشييع الشهداء ال21، من سوق الخميس الشعبية في مدينة القطيف، وصولاً إلى مسقط رأسهم (بلدة القديح) في مسار بلغ طوله نحو ثلاثة كيلومترات. وتوافد الآلاف من مختلف محافظات المنطقة الشرقية وخارجها. كما سُجل حضور خليجي لافت، وبخاصة من البحرين والكويت، بعضهم شخصيات رسمية. وجسد الحضور مختلف الاتجاهات والانتماءات المذهبية والمناطقية. وتم توزيع الشهداء على عدد من مغاسل الموتى في بلدات محافظة القطيف، ليتم تجهيزهم، فيما تم تجميعهم والصلاة عليهم في سوق الخميس الشعبية وسط مدينة القطيف، ثم سار الموكب من السوق على طريق الملك فيصل، ليخترق بلدة البحاري، وصولاً إلى القديح، وسط تهليل وتكبير المشيعين، الذين انتظموا في خط طويل فاق طوله الثلاثة كيلومترات. فيما تولى البعض نثر الورود والريحان على المسيرة. فيما تم دفن الشهداء في قبر جماعي بلغ طوله 25 متراً، وعرضه ثلاثة أمتار. وسيطر حزن الفقد على ذوي الشهداء وأصدقائهم، وإن حاولوا تارة إخفاء الألم ومواراته. وبدا لافتاً حضور أصدقاء أصغر الشهداء علي الغزوي (عشرة أعوام)، وحيدر المقيلي (خمسة أعوام)، وارتسم على ملامح الأصدقاء الذهول والصدمة، فهم لم يعوا حقيقة الموت، ولكنه مر بالقرب منهم، فيما يحاول ذووهم تهدئتهم. وبدأ موكب التشييع المكون من 16 جثماناً بجنازة علي وحيدر . إذ شيع أهالي البلدة ثلاثة جثامين محمد عبدرب النبي، وكمال العلويات، وأحمد محمد المسباح بعد صلاة الظهر. وتولت لجنة تم تأسيسها لإعداد وتنظيم مراسيم التشييع، أمور الدفن والعزاء، بالتنسيق مع الجهات الرسمية، التي سهلت جهود أفرادها. وأغلقت الشوارع المؤدية إلى مسار موكب التشييع. إذ تم إيقاف سيارات المشيعين في أماكن بعيدة، عن المكان الذي انطلق منه الموكب، لتتولى حافلات نقلهم إلى أقرب نقطة من سوق الخميس الشعبية. فيما منعت السيارات من دخول بلدة القديح من بعد ظهر أمس، إلا في الحالات الطارئة، تلافياً لحدوث اختناقات، وبخاصة أن غالبية شوارع البلدة ضيقة جداً، لكونها بلدة قديمة التخطيط. كما تولى متطوعون تنظيم الموكب وتوزيع المياه الباردة على المشاركين، وسط حضور لافت لفرق الإسعاف من الهلال الأحمر والمستشفيات والمستوصفات الأهلية. وطلبت بعض المستشفيات الحكومية والأهلية في المنطقة من كواردها الطبية والتمريضية البقاء حتى انتهاء مراسم التشييع، استعداداً للتعامل مع أية حالة طارئة. إلا أن مراسم التشييع التي بدأت في الثالثة عصراً، انتهت في السادسة والنصف من مساء أمس. وأعلنت اللجنة المنظمة تأجيل العزاء الجماعي الموحد أمس، فيما اكتفى ذوو الشهداء باستقبال المعزين في منازلهم. وسيبدأ العزاء الجماعي صباح اليوم في المخيم المركزي، الذي تم تخصيصه لهذه الفاجعة. فيما احتشد المئات من المعزين في أداء صلاة المغرب في المسجد، بعد أداء مراسم التشييع، في الوقت الذي أنهت اللجان الشعبية صيانة المسجد وتنظيفه أول من أمس.