وصف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التفجير الانتحاري، الذي وقع في مسجد ببلدة القديح التابعة لمحافظة القطيف (شرق السعودية) أثناء صلاة الجمعة الماضية، وأسفر عن مقتل 21 شخصاً وإصابة أكثر من 100 مصلٍّ، بأنه جرم يتنافى مع القيم الإنسانية. وجدد الملك سلمان في جلسة مجلس الوزراء السعودي أمس في الرياض، تأكيده أن جهود المملكة في محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين لن تتوقف. (للمزيد). ووصف مجلس الوزراء السعودي أمس حادثة التفجير بأنها «عدوان إرهابي ظالم». وفي القطيف، انطلق عصر أمس موكب تشييع الشهداء ال21 من سوق الخميس الشعبي، إلى مسقط رأسهم (بلدة القديح)، في مسار بلغ طوله نحو 3 كيلومترات، واحتشد الآلاف في الموكب، توافدوا من مختلف محافظات المنطقة الشرقية والمناطق السعودية الأخرى. كما سجل حضور خليجي لافت، خصوصاً من البحرين والكويت، بعضهم شخصيات رسمية، وجسد الحضور مختلف الانتماءات المذهبية. وتم توزيع الشهداء على عدد من مغاسل الموتى في بلدات محافظة القطيف ليتم تجهيزهم، فيما تم تجميعهم والصلاة عليهم في سوق الخميس الشعبي وسط القطيف، ثم سار الموكب من السوق على طريق الملك فيصل، ليخترق بلدة البحاري وصولاً إلى القديح وسط تهليل وتكبير المشيعين، الذين انتظموا في خط طويل فاق طوله 3 كيلومترات. وتولى بعضهم نثر الورود والريحان على المشيعين، ودفن الشهداء في قبر جماعي بلغ طوله 21 متراً، وعرضه 3 أمتار. وأعلنت المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية أمس مغادرة 10 مصابين في حادثة القديح المستشفيات (الأحد) بعد تماثلهم للشفاء، ليرتفع عدد من غادروا المستشفيات بعد تلقي العلاج إلى 53 متعافياً، ولا يزال 33 مصاباً يتلقون العلاج تحت رعاية طبية مكثفة، بينهم ست حالات في أقسام العناية المركزة، ولم تسجل أية وفيات إضافية. وفي الرياض، عبر مجلس الشورى السعودي عن بالغ أسفه للحادثة الإرهابية التي استهدفت مسجداً في بلدة القديح، حينما أقدم أحد أفراد الفئة الضالة على تفجير نفسه بحزام ناسف بين المصلين في مسجد الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). جاء ذلك في بيان تلاه نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور محمد الجفري، أثناء الجلسة العادية التي عقدها المجلس أمس. وأعرب المجلس عن أحر التعازي وصادق المواساة لأسر وذوي الشهداء الذين اغتالتهم يد الغدر والخيانة، سائلاً الله أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ويعجل بشفاء المصابين. ودان المجلس هذا العمل الإرهابي الجبان الذي آلم الجميع وأحزن القلوب، مندداً بهذه العملية «الدنيئة التي قام بها أرباب الزيغ والضلال والفساد الذين باعوا أنفسهم للشيطان، ورهنوا تصرفاتهم لأعداء الإسلام، ورضوا أن يكونوا معاول هدم وتخريب في بناء الأمة، يدفعها فكر مختل لا يرى الحق ولا يريد أن يهتدي إليه». وأكد أن هذه الحادثة لن تزيد المواطنين بمختلف مكوناتهم إلا تلاحماً وترابطاً، وتقوية العزم على التعاون مع ولاة الأمر ورجال الأمن لتعزيز الأمن ودعم الاستقرار، والحفاظ على اللحمة الوطنية، والوقوف صفاً واحداً تجاه كل من يحاول زعزعة أمن هذه البلاد المباركة، وبث الفرقة بين أبناء شعبها.