أوضح وزير الخارجية عادل الجبير أن لقاءه مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري تناول التنسيق ل«قمة كامب ديفيد»، التي ستجمع بين قادة دول الخليج والرئيس الأميركي باراك أوباما، والمزمع عقدها في واشنطن خلال الفترة من 13- 14 أيار (مايو) الجاري، إضافة إلى بحث التدخلات الإيرانية السلبية في المنطقة «سواء أكانت في لبنان، أم سورية، أم العراق، أم اليمن، أم أماكن أخرى»، مبيناً في مؤتمر صحافي مشترك في الرياض أمس (الخميس): «أنه أطلع كيري على مباحثات 5+1 مع إيران في شأن ملفها النووي، التي سنبحثها بعمق أكثر اليوم (الجمعة) في باريس مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون». وفيما يتعلق باليمن، قال الجبير - بحسب وكالة الأنباء السعودية: «أطلعت وزير الخارجية الأميركي على حرص السعودية في إيصال المساعدات الإنسانية لليمن، وتبرع خادم الحرمين الشريفين بمبلغ 274 مليون دولار استجابةً لنداءات الأممالمتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية لليمن، كما أطلعته على توجيهات الملك سلمان بن عبدالعزيز في إنشاء مركز الرياض لتنسيق الأعمال الإغاثية»، معرباً عن «أسفه من صعوبة تنفيذ حرص خادم الحرمين الشريفين، وحرص السعودية على إيصال المساعدات إلى اليمن، بسبب استمرار العمليات العسكرية والعدوان الذي يقوم به الحوثيون وحلفاؤهم». وأشار الجبير إلى أن الرياض تفكر في أن يكون هناك وقف لإطلاق النار مدة خمسة أيام في اليمن للتنسيق مع المنظمات الدولية لإيصال المساعدات الإغاثية إلى اليمنيين، بشروط أهمها: «التزام الحوثيين وحلفائهم بذلك، وألا يتعرضوا لهذه الجهود، ولا يقوموا بأعمال عدوانية في اليمن خلال هذه الفترة التي سيتم تحديدها قريباً بإذن الله، وبالتفاصيل التي تساعدها»، مؤكداً حرص السعودية والتزامها أن يكون هناك عملية سياسية في اليمن تؤدي إلى حل لهذه الأزمة بشكل سلمي. فيما وصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري لقاءه بولي العهد الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الرياض أمس ب«المفيد جداً». وأوضح أن مباحثاته مع وزير الخارجية عادل الجبير شملت الاستعدادات والتحضيرات لاجتماع باريس، واجتماع دول مجلس التعاون الخليجي في قمة كامب ديفيد التي يستضيفها الرئيس الأميركي أوباما. مضيفاً: «ناقشنا كذلك الاتفاق النووي المحتمل مع إيران، ومفاوضات (5 + 1) مع إيران بشأن ملفها النووي، ونتشاور مع المملكة في هذا الصدد، وسنواصل نقاشاتنا اليوم في باريس، ولكن لا بد من قولنا إننا ما زلنا نشعر بالقلق في شأن ما تقوم به إيران في سعيها في تقويض الاستقرار في المنطقة، ولهذا السبب فإننا نؤمن بأنه من الضروري ألا يسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي، وبالتالي سنواصل العمل مع في المنطقة لتحديد العلاقة الأمنية، ودفعها إلى الأمام بيننا». وأشار إلى أنه ناقش مع الجبير الوضع في سورية، وتقدم حربنا المشتركة ضد تنظيم داعش الإرهابي، إذ إن هناك الكثير من الأمور التي نستطيع أن نقوم بها في هذا الجانب. وأوضح نستطيع أن نؤكد لكم أن تنظيم داعش يقع تحت ضغط كبير اليوم، وتم إضعاف قياداته وقدراته على الاتصالات، وآيديولوجيته في تراجع كبير، لذلك نحن محظوظون بأن أميركا شريك مهم جداً في هذه الجهود. وهنأ كيري الجبير بتعيينه وزيراً للخارجية، وقال: «تعاونت معه خلال أعوام طويلة عندما كان سفيراً للمملكة في واشنطن، ونتطلع لمواصلة التعاون في المستقبل». وأوضح كيري أن «الموقف الأميركي من سورية لم يتغير، معلناً رفض بلاده للنشاطات التي يقوم بها الرئيس الأسد من قتل للنساء والأطفال، وإلقاء الغاز السام، وتجويع الناس، إضافة إلى أمور كثيرة حدثت ومزقت البلاد، ونرى أن ثلاثة أرباع السكان أصبحوا نازحين، وبالتالي من الصعب أن نتخيل كيف يدفع مثل هذا القائد إلى أن يصبح قائداً شرعياً، نحن لا نرى هذا ممكناً، ونؤمن بأن الأسد فقد شرعيته، ونعرف أن الطريق الوحيد الذي يوصلنا إلى السلام، وبالوقت نفسه سبباً في الحرب، هو الأسد». وأضاف، «أبلغنا الأطراف الداعمة مثل إيران وروسيا أنه بالإمكان تحقيق السلام في سورية، وكذلك أن تصبح دولة علمانية موحدة، إذا ما شارك الأسد في هذه المفاوضات، وساعد في تنفيذ اتفاق جنيف الأصلي الذي هو السياسة الأميركية الفاعلة، وجميع شركائها، فلا بد من أن يكون هناك تحول وتغيير يعيدان السلام إلى سورية، والأسد ليس جزءاً من ذلك المستقبل لسورية على المدى البعيد». وعن تدخلات «حزب الله» في الأحداث الراهنة في العراق، قال كيري «إننا واضحون جداً في مدى عزمنا للمضي قدماً لمواجهه كل دولة تتدخل في شؤون الدول الأخرى بطريقة تكشف عن تحدٍ للأمن الإقليمي والدولي والمصالح أيضاً»، مضيفاً أن هذه الإجراءات تنطبق على نشاطات إيران، مبيناً أن «أحد الأهداف التي دعت أوباما لتوجيه الدعوة إلى دول مجلس التعاون للمجيء إلى واشنطن، وأيضاً الاجتماع التحضيري له في باريس هو تركيز جميع جهودنا وتفكيرنا على الخطوات اللازمة لتوفير استقرار أكبر على المستوى الإقليمي ولكي لا تصبح المنطقة ساحة قتال، ولتتمكن شعوب المنطقة من العيش فيها بسلام»، مفيداً بأن «لنا جهود مع دول الخليج لتقديم مزيد من التطمينات لشعوب المنطقة عن المستقبل، وهذا يتطلب تحديد الطرق التي تسمح لنا بتعاون وتبادل المعلومات بشكل فعال، إضافة إلى الاستعداد والتحضير بشكل فعال وفوري ضد أي تهديدات تنشأ». كيري: نحث الحوثيين ومن يدعمهم على ألا يخسروا «الفرصة السعودية الكبيرة» شدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري على أن بلاده تدعم الجهود السعودية في اليمن، وقال في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية عادل الجبير في الرياض أمس: «إن واشنطن تؤيد المؤتمر الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في الرياض لجميع الأطراف في اليمن». وأكد كيري أن الجميع يتفق على أن مثل هذا المؤتمر «يجب أن يؤدي إلى إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة، ونحن مسرورون بأن السعودية وافقت على دعم جهود الأممالمتحدة في إيجاد حل سلمي للأزمة في اليمن، وأنا ممتن بشكل خاص للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين على تقديم مبلغ 274 مليون دولار على شكل مساعدات إنسانية للشعب اليمني ولليمن». وأضاف: «الجميع يعرف بأنه قبل أسابيع عدة أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التحول من المرحلة الأولية للحملة العسكرية، إلى مرحلة سياسية وإنسانية، ولكن لسوء الحظ، الحوثيون لم يقبلوا أن يكونوا جزءاً من هذه العملية، في ذلك الوقت، وبالتالي استمر الصراع، واستمرت القوات على الأرض في القتال، واليوم نحن نرحب بمبادرة المملكة من أجل إيجاد حل سلمي من خلال الإعلان عن نيتها في أن تؤسس لوقف لإطلاق النار مدة خمسة أيام لأسباب إنسانية، وألا تكون فيها أي ضربات أو إعادة موضع للقوات، أو تحقيق أي مكسب عسكري، ولكن هذا التوقف مشروط بموافقة الحوثيين، وأن يلتزموا بذلك، ونحث الحوثيين بقوة وبشدة ومن يدعمهم ألا يخسروا هذه الفرصة الكبيرة في الاستجابة لحاجات الشعب اليمني، كما نشكر السعودية على هذه المبادرة، وقولها للعالم إنها مستعدة لتلبية الحاجات الإنسانية في اليمن». وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن العمل يجري حالياً على «تفاصيل هذا الإيقاف لإطلاق النار، إذ ستكون هناك أيام عدة بين الإعلان وبين البدء الفعلي لوقف إطلاق النار؛ من أجل السماح للمجتمع الدولي، وإعطائه الوقت بأن يحضر، ويعد الغذاء والدواء والمواد الأخرى، ليتم توزيعها بصورة منظمة متى ما بدأ وقف إطلاق النار فعلياً، إذا ما وافق الحوثيون على ذلك وعلى شروطه، وهو ما سيعطينا الفرصة أيضاً لكي نقوم بالديبلوماسية اللازمة لدفع هذه العملية». وكشف أن بلاده «لا تزال قلقة في شأن الوضع في اليمن»، معلناً عن «تقديم الدعم الكامل لتوصيل المساعدات الإنسانية دون أي إعاقة، وعن مضاعفة المجتمع الدولي وأميركا جهودهما من أجل وقف تدفق السلاح إلى اليمن بموجب قرار الأممالمتحدة». وتابع: «من الضروري كذلك أن توافق جميع الأطراف على وقف إطلاق النار». وزاد: «أنا سعيد اليوم بأن الرئيس اليمني عبدربه هادي وافق على دعم هذه المبادرة، وتم التأكيد على ضرورة دعم المفاوضات عن طريق الأممالمتحدة التي تشمل جميع الأطراف». وحث كيري الحوثيين بالتعاون مع مبعوث الأممالمتحدة الجديد، بقوله: «هذا هو الوقت المناسب لتنشيط الديبلوماسية الفعالة». وعن وجود اتصالات عن الموضوع مع الميليشيات الحوثية، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أنه «لا وجود لأي اتصالات بهذه الميليشيات، لأنهم يهاجموننا ويهاجمون الأبرياء في اليمن»، مشيراً إلى أن القضية الإنسانية تناقش منذ فترة. وأكد استعداد المملكة لتقديم المساعدات الإنسانية إلى اليمن، والتفكير في إرسال هذه المساعدات من طريق الجو، «ولكن يتضح أن هذا الجهد بإرسال المساعدات جواً غير كاف، ولا بد أن نفكر في مزيد من العمل ومضاعفة الجهد بهذا الصدد». وأضاف: «بالتالي، يجب أن يكون هناك وقف لعمليات القتال فترات من الزمن، وفق ما أعلنا قبل يومين، لافتاً الانتباه إلى وجود بعض التحديات في اليمن وظروف صعبة تعقّد عملية إيصال المساعدات وتسيير العمليات الإنسانية، لذلك اتخذنا القرار بأن يتوقف القتال في كل أنحاء اليمن، وسيتم إعلان التاريخ الفعلي لبدء ذلك قريباً، إضافة إلى أنه لا بد من إعداد المتطلبات اللازمة، إذ يعتمد هذا على التزام الحوثيين بوقف إطلاق النار الشامل في جميع مناطق ومحافظات اليمن». وأعرب عن أمله بالجميع في اليمن بالاهتمام بمصلحة الشعب اليمني، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، وأن تتوقف الميليشيات الحوثية عن أعمالها العدوانية، «وسنرى إن كانوا يلتزمون بذلك أو يوافقوا على مثل هذا المقترح، ولكن يتضح أيضاً أن اهتمامهم ينصب على التمرد على السلطة الشرعية، ولا يبالون بمصلحة اليمن وشعبه». وفي ما يتعلق بالجانب الإيراني، أوضح أن الدور الإيراني «كان سلبياً حتى الآن»، من خلال دعمهم الحوثيين مالياً وآيديولوجياً وتزويدهم بالسلاح، «كما أن لإيران محاولات لتهريب السلاح إلى اليمن، واستطاعت قوات التحالف إيقاف الطائرات ومنعها من الهبوط في مطار صنعاء لنقل السلاح، إضافة إلى منع السفن الإيرانية المحملة بالسلاح، التي كانت متوجهة إلى الميليشيات الحوثية». وأكد أنه ليس بإمكان إيران أن تلعب دوراً فعالاً في اليمن، داعين هذه الميليشيات إلى الالتزام بوقف إطلاق النار. أما فيما يخص إرسال قوات برية إلى اليمن، فأوضح وزير الخارجية الأميركية أنه لا الولاياتالمتحدة ولا المملكة تنويان إرسال قوات برية إلى اليمن.